جبهة التحرير الفلسطينية
فصيل فلسطيني ينتمي إلى منظمة التحرير الفلسطينية، انشق عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة، واشتهر بعملية خطف السفينة الإيطالية "أكيلي لاورو" في الثمانينيات.
النشأة والتأسيس
نشأ التنظيم في 27 أبريل/نيسان 1977 إثر انشقاق محمد عباس (أبو العباس) وطلعت يعقوب عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة التي يقودها أحمد جبريل، بسبب خلافات حول التعاطي مع الأحداث المستجدة آنذاك، وهي اندلاع الحرب الأهلية في لبنان وحصار مخيم تل الزعتر.
تصف الجبهة نفسها بأنها تنظيم وطني فلسطيني عربي وأحد الفصائل الرئيسية لمنظمة التحرير الفلسطينية، تؤمن بالنضال بجميع الوسائل من أجل تحرير فلسطين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، وعودة جميع اللاجئين والمهجّرين الفلسطينيين.
تولى قيادتها محمد عباس (أبو العباس) الذي ألقي القبض عليه من قبل القوات الأميركية إثر سقوط بغداد عام 2003، وتوفي بنوبة قلبية في أحد السجون الأميركية في العراق، فانتخبت الجبهة عمر شبلي (أبو أحمد حلب) أمينا عاما، وإثر وفاته في غزة في مايو/أيار 2007 تولى الأمانة العامة نائبه واصل أبو يوسف.
التوجه الأيديولوجي
تبنت جبهة التحرير الفلسطينية مع بدايتها الاشتراكية العلمية والتحرر الوطني، لكنها بعد انهيار الاتحاد السوفياتي اتخذت خطا يساريا وطنيا، وهي تصنف ضمن التيار القومي. وكان العراق في عهد الرئيس الراحل صدام حسين أبرز مؤيديها ومموليها، كما أنها كانت تتلقى الدعم من كل من ليبيا واليمن والجزائر وسوريا.
المسار السياسي
اقترن اسم جبهة التحرير الفلسطينية بعملية خطف السفينة الإيطالية "أكيلي لاورو" عام 1985 إثر مغادرتها ميناء بور سعيد بمصر من قبل مسلحين تابعين للجبهة، ومطالبتهم بإطلاق سراح أسرى لدى إسرائيل.
غير أن العملية شهدت مقتل راكب أميركي على متن السفينة مما جعل الولايات المتحدة تحول وجهة طائرة كانت تقل الخاطفين وأبو العباس إلى تونس، وتجبرها على النزول بإيطاليا التي رفضت تسليمهم للولايات المتحدة وحاكمتهم وفق القانون الإيطالي.
كما نفذت الجبهة عددا من العمليات العسكرية ضد إسرائيل انطلاقا من الداخل الفلسطيني أو من الأراضي اللبنانية والأردنية في بعض الحالات. لكن دور الجبهة تراجع بعد حرب الخليج وهزيمة العراق واعتقال قائدها أبو العباس ووفاته بعد غزو العراق عام 2003. وقد ضعتها الولايات المتحدة الأميركية ضمن لائحة التنظيمات الإرهابية.
مع توجه منظمة التحرير الفلسطينية نحو حل التفاوض مع إسرائيل، رفضت قيادة الجبهة اتفاق أوسلو، واعتبرته تقويضا للمشروع الوطني الفلسطيني، والفصل ما بين الداخل والخارج، تمهيدا للقضاء على حق العودة للاجئين الفلسطينيين وتصفية موضوع اللاجئين وغير ذلك.
قررت مع ذلك الاستمرار في إطار منظمة التحرير الفلسطينية وفي لجنتها التنفيذية، وخاضت الجبهة الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006 تحت اسم "قائمة الشهيد القائد أبو العباس"، غير أنها لم تحصل على أي مقعد.
فسر الدكتور واصل أبو يوسف الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، التصعيد الإسرائيلي والعدوان على الفلسطينيين عام 2014 في الضفة الغربية وقطاع غزة بأنه دعاية انتخابية داخل دولة الاحتلال الإسرائيلي، ولمواجهة مشروع القرار الفلسطيني في مجلس الأمن الداعي إلى إنهاء الاحتلال.
دعا واصل لصمود الفلسطينيين واستمرار مقاومة الشعب الفلسطيني ضد الاستيطان والاحتلال، والانخراط في مقاومته، لأنه السبيل لمضاعفة العزلة حول الاحتلال، وكسب مزيد من التعاطف الدولي مع الشعب الفلسطيني وحقوقه.