ألوية الناصر صلاح الدين.. الجناح العسكري للجان المقاومة

ألوية الناصر صلاح الدين -الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية في فلسطين– تأسست عام 2000 في قطاع غزة، على يد عدد من قيادات اللجان، تؤمن بالمقاومة حلا للقضية الفلسطينية، وترفض اتفاقية أوسلو، وتدافع عن حق العودة للاجئين.

اشتهرت بعمليات عسكرية متنوعة، وبالعمل مع الفصائل في القطاع، أصدرت وحدة التصنيع التابعة لها عدة إصدارات من صاروخ ناصر، واغتالت إسرائيل عددا من قياداتها.

التأسيس

تأسست ألوية الناصر صلاح الدين مع بداية انتفاضة الأقصى التي اندلعت يوم 28 سبتمبر/أيلول 2000 بعد اقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون وبعض جنود الاحتلال المسجد الأقصى.

وفي اليوم ذاته، أعلنت الألوية عن نفسها في بيان تبنت فيه عملية استهدفت بها مستوطنة نتساريم في محيط قطاع غزة.

ومن أهم القادة الذين شاركوا في التأسيس:

  • الشهيد أبو يوسف القوقا.
  • الشهيد جمال أبو سمهدانة أبوالعطايا.
  • الشهيد كمال النيرب أبو عوض.
  • الشهيد عماد حماد.

أهداف التأسيس

يقول المتحدث باسم ألوية الناصر صلاح الدين إن أبرز الأهداف التي تأسست من أجلها هي:

  • الدفاع عن أرض فلسطين ومقدساتها.
  • الدفاع عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية.
  • أن تكون جزءا من المقاومة التي تدافع عن الأمتين العربية والإسلامية.
إعلان

التوجه الأيديولوجي

تتبنى ألوية الناصر التوجه الإسلامي، وترى المقاومة بكل أشكالها خيارا إستراتيجيا لطرد الاحتلال الإسرائيلي وتحرير الأراضي الفلسطينية.

وترفض اتفاق أوسلو الذي وقعته السلطة الوطنية الفلسطينية مع إسرائيل في سبتمبر/أيلول 1993، وترى أنه كرس الاحتلال وأسهم في زيادة عدد المستوطنات اليهودية على الأراضي الفلسطينية.

وتؤكد الألوية أيضا أهمية تعزيز الوحدة الفلسطينية.

تاريخ الألوية

أسندت مهمة قيادة ألوية الناصر صلاح الدين إلى أبو يوسف القوقا فور تأسيسها، وبدأت نشاطها منذ أعلنت عن نفسها عبر عملية نتساريم.

ويمكن تقسيم تاريخ الألوية إلى 4 مراحل:

المرحلة الأولى من 2000 إلى 2004

برز نشاط الألوية في الانتفاضة على نحو كبير، لا سيما أول عامين، إذ بلغت فيها ذروة عملها العسكري.

استطاعت الألوية خلال هذه الفترة تدمير 4 دبابات ميركافا، إضافة إلى عمليات نوعية مثل العملية الاستشهادية التي استهدفت ضباط الهندسة في رفح.

وركز التنظيم على اقتحام المستوطنات، وفي نهاية هذه المرحلة تأثر بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) لدورها الكبير في إمداده بالدعم المالي والعسكري.

المرحلة الثانية من 2004 إلى 2007

ظهر في هذه المرحلة تقارب الألوية مع حركة حماس، وذلك حين دعمتها في الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006. وبعد فوز حماس في هذه الانتخابات شاركت لجان المقاومة في الحكومة التي شكلها رئيس الوزراء الفلسطيني آنذاك إسماعيل هنية، القيادي في حماس.

فقد عُين الأمين العام للجان مراقبا عاما لوزارة الداخلية، وشارك عشرات الأفراد من الألوية في القوة التنفيذية التي شكلتها وزارة الداخلية.

إلا أن هذه الفترة شهدت أيضا اغتيال مؤسس لجان المقاومة وجناحها العسكري القائد أبو يوسف القوقا، وعيّن عماد حماد خلفا له، وشهدت هذه المرحلة انشقاقات عن الألوية واللجان وتكوين تنظيمات أخرى.

وشاركت الألوية في واحدة من أهم العمليات العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وهي عملية "الوهم المتبدد" التي تعاونت فيها الفصائل الفلسطينية وهاجمت منطقة حدودية إسرائيلية قرب رفح، وأدت إلى استشهاد مقاومين وقتل جنديين إسرائيليين وجرح 5 آخرين وأسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.

إعلان

المرحلة الثالثة من 2007 إلى 2012

في هذه المرحلة، شهدت الألوية حدثا مفصليا، إذ اتهمتها إسرائيل بتنفيذ عملية إيلات في أغسطس/آب 2011، التي أدت إلى مقتل 8 إسرائيليين وإصابة 26 آخرين، وردت إسرائيل بعد ساعات من تنفيذ العملية باغتيال 5 من قادة لجان المقاومة الشعبية وألوية الناصر صلاح الدين، وهم الأمين العام للجان كمال النيرب، والقائد العسكري العام عماد حماد و3 قادة آخرين.

وكانت أجهزة الأمن الإسرائيلي قد اتهمت مقاومين من لجان المقاومة الشعبية بالتسلل إلى سيناء وتنفيذ العملية بمشاركة مسلحين مصريين، لكن التحقيق العسكري الذي أجرته إسرائيل بعد ذلك أكد "أن لجان المقاومة الشعبية دربت مسلحين مصريين، وهم من نفذوا العملية".

إلا أن ألوية الناصر صلاح الدين نفت مسؤوليتها عن العملية، على الرغم من أنها باركتها، وهددت بالرد على الاعتداء وعمليات الاغتيال التي استهدفت قادتها.

وتابعت إسرائيل عملياتها ضد قادة اللجان والألوية، فاغتالت الأمين العام الثالث زهير القيسي ونائبه في مارس/آذار 2012.

المرحلة الرابعة من 2012 إلى 2024

أثرت عمليات اغتيال القادة على التنظيم، وانشق عنه تنظيم عام 2012 تحت مسمى "لواء التوحيد"، إضافة إلى انشقاقات أخرى.

وحاولت الألوية مواصلة طريقها فاستهدفت جيبا عسكريا بصارخ موجه شرق خان يونس عام 2012، وشهدت هذه المرحلة مشاركتها مع الفصائل في الحروب التي شنتها إسرائيل على القطاع، لا سيما معركة طوفان الأقصى التي بدأتها المقاومة بهجوم شنته في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 على مستوطنات غلاف غزة، وردت عليها إسرائيل بعدوان على القطاع استمر عدة أشهر.

وأعلنت الألوية -في بيان لها- في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 عن أسر عدد من الجنود الإسرائيليين خلال معركة طوفان الأقصى.

وفي يناير/كانون الثاني 2024، أعلنت عن مقتل ضابط إسرائيلي -ممن أسرتهم- بقصف إسرائيلي استهدفه مع المجموعة التي كانت تحرسه في أسره.

إعلان

التصنيع الصاروخي

دخلت الألوية مجال التصنيع الصاروخي كباقي فصائل المقاومة، فتمكنت من تصنيع وتطوير صواريخ بعيدة المدى أطلقت عليها اسم "ناصر1″، و"ناصر 2″، وكذلك صاروخ "ناصر 3″، الذي يتميز بقدرته على حمل رأس متفجرة تزن 13 كيلوغراما تقريبا، ويصل إلى مدى يفوق 15 كيلومترا.

كما طورت الألوية صاروخ ناصر بنسخته الرابعة، وأصبح طوله 230 سم، ويُطلق عبر بطاريات وأسلاك وساعة موقوتة، وتحول الصاعق فيه داخل جسم الصاروخ، وليس بالرأس، مما يضمن حتمية الانفجار فور ملامسة شيء ما.

العمل العسكري المشترك

شاركت ألوية الناصر صلاح الدين في أعمال عسكرية مشتركة مع الفصائل الأخرى، لا سيما العمليات الاستشهادية وعمليات اقتحام المستوطنات.

فقد اشتركت بعمليات مختلفة مع سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– وكتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- وكتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح). ومن هذه العمليات عملية البرق الصاعق، والوهم المتبدد، وجسر الموت وغيرها.

وقد أشار تقرير لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) صدر عام 2004 إلى العمل المشترك بين الفصائل، واعتبر أن لجان المقاومة هي "الأكثر ارتباطا بالعمليات المشتركة بين التنظيمات".

العمل في الضفة

لم تكتف الألوية بالعمل داخل قطاع غزة، فحاولت توسيع دائرة عملها إلى الضفة الغربية، ففي إحدى المحاولات للوصول إلى الضفة لتنفيذ عملية هناك استشهد إسماعيل أبو القمصان.

وحاول جمال أبو سمهدانة إرسال مجموعة عام 2005 لصناعة المقذوفات وتطويرها، لكن ألقي القبض عليها.

لكن استطاع الشهيد جبر الأخرس تكوين خلية عسكرية تابعة للألوية عام 2003، نفذت 3 عمليات عسكرية نوعية.

واستمر الأخرس بالعمل حتى عام 2006، وأصبح بعدها من أكثر المطلوبين لإسرائيل حتى تم اغتياله، إضافة إلى تجارب أخرى مثل خلية رأفت الدراغمة، وثائر حنيش وياسر نزال وغيرهم.

أبو عطايا المتحدث باسم ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية
أبو عطايا المتحدث باسم ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية (الجزيرة)

بعض قادة ألوية الناصر صلاح الدين

أبو يوسف القوقا

مؤسس الألوية وقائدها الأول، ولد عام 1962 ونشأ في غزة، انشق عن حركة فتح وأسس لجان المقاومة وجناحها العسكري، وله الفضل في تصنيع صاروخ "ناصر 3". اغتالته إسرائيل عام 2006 بتفجير سيارة مفخخة.

إعلان

عماد حماد

القائد العام لألوية الناصر صلاح الدين ومن المؤسسين لها، ولد عام 1971، شارك منذ صغره في مقاومة الاحتلال خلال انتفاضة الحجارة، أسس مع مجموعة من القادة ألوية الناصر صلاح الدين، وكان من أبرز قادتها.

خطط لعدد من العمليات التي أدت إلى مقتل إسرائيليين، اغتالته إسرائيل عام 2011.

أبو جميل شعث

القائد العام لجهاز التصنيع لألوية الناصر صلاح الدين، ولد عام 1979، التحق بالألوية منذ بدايتها وتدرج سريعا في مناصبها، فأصبح القائد العام لوحدة التصنيع ونائب القائد العسكري للألوية. اغتالته إسرائيل عام 2011 عبر غارة استهدفت منزله، قتل فيها هو وقائد الألوية عماد حماد والأمين العام للمقاومة كمال النيرب.

فقد استهدف الطيران العسكري الإسرائيلي المنزل عقب معلومات عن اجتماع للجان المقاومة وألوية الناصر صلاح الدين.

جمال أبو سمهدانة

من قيادات اللجان الشعبية وألوية الناصر صلاح الدين، ولد عام 1963، تنقل بين عدة دول عربية في الثمانينيات والتحق بالكلية العسكرية في ألمانيا وتخرج فيها عام 1989، وعاد إلى القطاع بعد اتفاق أوسلو، شارك مع عدد من المقاومين في تأسيس لجان المقاومة الشعبية، ومن ثم جناحها العسكري.

كان له دور كبير مع عدد من القيادات في تصنيع المتفجرات، وتطوير عمل الألوية، والتخطيط لعدد من العمليات الاستشهادية، ومحاولة تأسيس فرع في الضفة.

وفي أبريل/نيسان 2006، عينه وزير الداخلية في غزة سعيد صيام مراقبا عاما للوزارة، لكن إسرائيل تمكنت من اغتياله في يونيو/حزيران 2006.

المصدر : الجزيرة

إعلان