حركة طالبان باكستان
حركة جهادية مسلحة تعرف بالأوردية بـ"تحريک طالبان پاکستان"، تعد طرفا أساسيا في الصراع مع الحكومة المركزية في باكستان. وهي صدى لحركة طالبان الأفغانية.
النشأة والتأسيس
ظهرت حركة طالبان باكستان ببنائها التنظيمي الحالي على الساحة في 14 ديسمبر/كانون الأول 2007، لكن ملامح تشكلها بدأت منذ الغزو الأميركي لأفغانستان في أكتوبر/تشرين الأول 2001، وإبان حكم حركة طالبان لأفغانستان في منتصف تسعينيات القرن الماضي، عبر تحركات لبعض المسلحين في منطقة القبائل بهدف محاربة "العصابات والفساد".
تشكلت الحركة من 13 فصيلا كانوا يتركزون في مناطق مختلفة في شمال غربي باكستان، وينتمي معظم مقاتليها إلى البشتون الذين يوجدون في مناطق حدودية مع أفغانستان. تتمركز الحركة بشكل كبير في المناطق القبلية على الحدود الباكستانية الأفغانية.
التوجه الأيديولوجي
تتبنى الحكرة توجها دينيا، وتؤمن بـالعمل المسلح وما تعتبره جهادا. يتكون بناؤها التنظيمي من مجلس شورى يضم أربعين قياديا شكلوا الحركة باعتبارها مظلة لجميع التنظيمات المسلحة التي تتبع فكر طالبان أفغانستان.
يضم المجلس أعضاء من جميع المناطق القبلية خاصة: باجور، وخيبر كورم، ومهمند، وأوركزاي، وشمال وزيرستان، وجنوب وزيرستان، إضافة إلى مقاطعات: سوات ودير، وبونير، وملكند، وكوهستان، وديرا إسماعيل خان، وبنو، وتانك، ولاكي، ومروت.
وضعت حركة طالبان باكستان لنفسها أهدافا منها، تطبيق الشريعة الإسلامية، والاتحاد في القتال ضد قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان، وتنفيذ "الجهاد الدفاعي" ضد الجيش الباكستاني، والرد بقوة في حال عدم توقف العمليات العسكرية الباكستانية في وادي سوات ومقاطعة شمال وزيرستان، ورفض أي اتفاقيات سلام إضافية مع الحكومة الباكستانية.
المسار
رغم احتفاظ التنظيم باسم حركة طالبان باكستان في وسائل الإعلام، إلا أنه غيّر اسمه إلى "مجلس شورى المجاهدين" في 23 فبراير/شباط 2009 إثر توحد قادة ثلاثة تنظيمات رئيسية تحمل اسم حركة طالبان باكستان، هم: بيت الله محسود الذي قاد الحركة وتوفي في أغسطس/آب 2009 وحافظ غل بهادر ومولوي نذير.
تشير بعض الأرقام إلى أن عدد عناصر طالبان باكستان يتراوح بين 30 و35 ألف مسلح معظمهم من خريجي ومنتسبي المدارس الدينية، التي تتبع المدرسة الديوبندية وتدرس فقه الإمام أبي حنيفة.
عُين بيت الله محسود من مقاطعة جنوب وزيرستان "أميرا" للحركة قبل أن يتم اغتياله ويخلفه حكيم الله محسود، وحافظ غل بهادر (من مقاطعة شمال وزيرستان) نائبا أول لأمير الحركة، كما عُيِّن فقير محمد (من مقاطعة باجور القبلية) الشخصية الثالثة في ترتيب القيادة.
بفعل ضغوط مارستها الإدارة الأميركية على إسلام آباد، سعى الجيش الباكستاني عامي 2003 و2004 لتفكيك الحركات المسلحة التي تتمركز في الأراضي الباكستانية، وعلى حركة طالبان باكستان لكنها فشلت.
اعتبرتها الحكومة الباكستانية في 25 أغسطس/آب 2008 "تنظيما إرهابيا"، لكنها عقدت معها اتفاقات عديدة لوقف إطلاق النار، سرعان ما انهارت. أعلنت الولايات المتحدة الحركة منظمة إرهابية في سبتمبر 2010.
قامت طالبان باكستان بسلسلة من الهجمات منها تفجير انتحاري قضت فيه رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بينظير بوتو في ديسمبر/كانون الأول 2007، وتفجير فندق ماريوت في إسلام أباد في سبتمبر 2008 وفندق بيرل في بيشاور عام 2009، واستهداف كنيسة القديسين في بيشاور، الذي أسفر عن مقتل 120 شخصا في سبتمبر/أيلول 2013.
تولى قيادة حركة طالبان باكستان الملا فضل الله بعد مقتل القائد السابق للحركة حكيم الله مسعود في غارة جوية أميركية في نوفمبر/تشرين الأول 2013. دخلت الحركة في حوار مع الحكومة خلال العام المذكور للتوصل إلى اتفاق لوقف هجمات الحركة ورفع الحصار الذي يفرضه الجيش الباكستاني على مناطق نفوذها في إقليم وزيرستان، لكنه لم يصمد.
في مايو/أيار 2014، لقي أكثر من خمسين مسلحا -من بينهم قادة كبار في حركة طالبان باكستان- مصرعهم جراء قصف مقاتلات الجيش الباكستاني مخابئ ومراكز لمسلحين في منطقتي مير علي وبويا في مقاطعة شمال وزيرستان القبلية.
في الأسبوع الأخير من الشهر نفسه والعام ذاته، أعلن فصيل طالباني في جنوب وزيرستان بقيادة خالد سجنا انفصاله عن حركة طالبان باكستان واتباعه حركة طالبان أفغانستان تحت اسم "طالبان محسود". وفي نهاية أغسطس/آب 2014 أعلن قياديون في الحركة انشقاقا آخر، وولادة جماعة جديدة باسم "جماعة الأحرار" بزاعة المولوي قاسم خراساني.
نفت حركة طالبان باكستان في أكتوبر/تشرين الأول 2014 مبايعتها لتنظيم الدولة الإسلامية، وقالت إنها ما تزال تعلن الولاء للملا عمر زعيم حركة طالبان الأفغانية، وطردت المتحدث باسمها وخمسة من كبار قادتها بعدما أعلنوا الانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية ومبايعته.
في 16 ديسمبر/كانون الأول 2014، أعلن الجيش الباكستاني انتهاء عملية احتجاز مئات من الطلاب في مدرسة يديرها في بيشاور ومقتل قرابة 140 تلميذا والمسلحين التسعة الذين شاركوا في الاعتداء، بالإضافة إلى إصابة 122 آخرين.
أعلن الناطق باسم حركة طالبان باكستان مسؤولية الحركة عن العملية، وأن ستة من مسلحي الحركة هاجموا المدرسة بسترات ناسفة، وبررت ذلك بأن المدرسة مخصصة لأبناء أفراد الجيش الباكستاني.