تيكن جاه فاكولي
مغنّ من ساحل العاج، يعد من أبرز فناني موسيقى الريغي أفريقيا وعالميا. حاز شهرة واسعة في السنوات الأخيرة باعتباره من الفنانين المدافعين عن الديمقراطية والمناهضين للاستبداد على مستوى غرب أفريقيا.
المولد والنشأة
ولد دومبيا موسى المشهور بـ"تيكن جاه فاكولي" يوم 23 يونيو/حزيران 1968 في مدينة ويديني شمالي ساحل العاج لأسرة من قومية "المالينكي" موزعة بين طبقتيْ المحاربين والمطربين، الأمر الذي جعل موهبة الفن تنمو معه باكرا.
الدراسة والتكوين
امتنع فاكولي عن مواصلة تعليمه الابتدائي وترك مقاعد الدراسة سنة 1977، واختار السير في طريق الفن رغم معارضة والده الشديدة لهذا الخيار.
التجربة الفنية
بدأت مسيرته في عالم الفن والموسيقي بإنشائه فرقة موسيقية تسمى "لي جيليس" سنة 1987، واستطاعت هذه الفرقة أن تخلق شعبية على المستوى المحلي بتميز أدائها الموسيقي، كما قام في سنة 1998 بأول جولة أوروبية منحته صيتا جديدا على المستوى الأوروبي.
تأثر اللون الموسيقي الذي تبناه بتطورات الحالة السياسية والاجتماعية في بلده، حيث كانت أغانيه الموسيقية تعالج في مطلع تسعينيات القرن الماضي الواقع الاجتماعي المزري في البلاد نتيجة أزمتها الاقتصادية وما خلفته من فقر وبطالة.
يرى فاكولي أن رسالته الفنية تحمل طموحات الشعوب الأفريقية للتحرر من ويلات القمع والاستبداد. وهو معاد لمشروع الهيمنة الغربية على ثروات القارة السمراء، وينشط ضمن الحراك العالمي المناهض للعولمة.
يقول في مقابلات صحفية متعددة إن ما يميز موسيقاه هو أنها تلعب دورا في نشر الوعي، وتسلط الضوء على الظلم وما يخضع له المواطنون الأفارقة من حيف في بلدانهم.
لجأ إلى دولة مالي المجاورة سنة 2003 بعد تلقيه تهديدات بالقتل في بلده إثر الأزمة العرقية التي اندلعت 2002، وقد كانت مواقفه في تلك الأزمة مناوئة لنظام الرئيس لوران غباغبو الذي قاد تصفية عرقية للمنحدرين من الشمال.
الأعمال الفنية
يُعتبر ألبوم "فرانس آفريك" الذي صدر سنة 2002 أحد أهم الأعمال الفنية للفنان فاكولي، وفيه ينتقد السياسة الفرنسية في أفريقيا ويتهم فرنسا بدعم الأنظمة الدكتاتورية وإغراق الأفارقة بالأسلحة أثناء النزاعات، لتتفرغ لنهب ثرواتهم.
وأصدر قبل ذلك سنة 2000 ألبوم "لي كامليون" الذي لاقى صدى محليا كبيرا. هذا بالإضافة إلى ألبومات أخرى كألبوم "ميسيري" وألبوم "آفريكان".
شارك سنة 2003 في إنتاج ألبوم فني مشترك يطالب بإلغاء الديون عن دول العالم الثالث، وذلك أثناء احتجاجات نظمها مناهضو العولمة إبان انعقاد قمة مجموعة الثماني.
كان من ضمن قائمة الفنانين الذين أنتجوا جماعيا ألبوم "أفريكان ريبل" سنة 2006، وهو ألبوم يجمع بعض المقاطع الموسيقية لفناني الريغي الأفارقة ويتناول قضايا النهوض بالقارة ومعالجة مشاكلها.