كولن باول
عسكري وسياسي أميركي، بدأ مشواره المهني عسكريا في الجيش الأميركي وترقى في صفوفه وصولا إلى منصب قائد الأركان. خلال عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش نزع كولن باول بزته العسكرية ليقود الخارجية الأميركية بينما تدق بلاده طبول "الحرب على الإرهاب"، وتستعد لغزو العراق وأفغانستان.
المولد والنشأة
ولد كولن باول يوم 5 أبريل/نيسان 1937 في نيويورك، وتربى في بيئة شعبية في حي متعدد الأعراق، وكان والده قد هاجر إلى الولايات المتحدة قادما من جامايكا.
الدراسة والتكوين
حصل على إجازة في الجيولوجيا عام 1958.
الوظائف والمسؤوليات
خدم في العسكرية الأميركية إلى أن عين قائدا لأركان الجيش الأميركي عام 1989، وعمل في البيت الأبيض مستشارا للأمن القومي.
تولى وزارة الخارجية عام 2001، ليكون أصغر جنرال وأول أسود يتولى منصب وزير الخارجية الأميركية.
التجربة السياسية
قدم باول في 5 فبراير/شباط 2003 أمام مجلس الأمن ملفا ركز فيه على وجود أسلحة دمار شامل في العراق، وتبين لاحقا أن جميع معلوماته كانت خاطئة.
وهو صاحب نظرية عسكرية جديدة مفادها أن على الولايات المتحدة أن تسعى خلال كل عملية عسكرية تقوم بها إلى تحديد أهداف سياسية واضحة متزامنة مع خطة عسكرية تهدف إلى تحقيقها بطريقة أكثر حسما وقوة وسرعة.
ولهذا انتقد عام 1999 الغارات الجوية لحلف شمال الأطلسي على يوغسلافيا معتبرا أنها تناقض مبادئ التدخل العسكري التي حددها، وعقب غزو العراق الكويت كان باول من أنصار فكرة الاكتفاء بفرض العقوبات، وعارض كذلك استخدام القوة لإزاحة صدام، لكنه نادرا ما أصر على مواقفه.
وعلى خلفية العلاقات المتوترة بين سوريا وأميركا خاصة بعد غزو العراق، زار باول دمشق عدة مرات حاملا مطالب وتحذيرات أميركية، ولكنه كان نسبيا يخفف الاحتقان بين البلدين خاصة أن إدارة الرئيس جورج بوش الابن كانت تعج بالصقور المستائين من دمشق.
وخلال شهادة له أمام إحدى اللجان في الكونغرس، قال باول في مارس/آذار 2003 إن على سوريا سحب "جيشها المحتل" من لبنان، وهي المرة الأولى التي يصف فيها الوجود السوري في لبنان بالاحتلال.
وبالرغم من ذلك، كان باول يرى أن هناك مجالات كثيرة للتعاون ولم تنقطع زياراته لدمشق، وكان له لقاء بالأسد في ديسمبر/كانون الأول 2003 قللت واشنطن من أهميته.
كما أنه زار دمشق مرة أخرى في أكتوبر/تشرين الأول 2004 ووضع أمام المسؤولين السوريين لائحة المطالب الأميركية، وشدد على أن بلاده لا تنوي مهاجمة سوريا ولكن النظام السوري إذا أراد البقاء فعليه أن "يتأقلم" مع المتغيرات الإقليمية.
بعد عدة سنوات أدار خلالها دفة السياسية الأميركية، ترك باول مقعد وزارة الخارجية الأميركية في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2004، لتخلفه في منصبه كوندوليزا رايس.