فلاديمير لينين
زعيم سياسي ومفكر شيوعي روسي، مؤسس الدولة السوفياتية والمنظر الأساسي للثورة البلشفية في بلاده. يعد من أهم زعماء الحركة الشيوعية العالمية، ومن أهم صناع التاريخ العالمي المعاصر.
المولد والنشأة
ولد فلاديمير ألييتش أوليانوف (المعروف بلينين) يوم 22 أبريل/نيسان 1870 في بلدة سيمبيرسك بروسيا. كان والده مديرا لمدرسة البلدة ذاتها وكان شقيقه ثوريا فوضويا.
الدراسة والتكوين
تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة خاصة عام 1879، وأظهر ميولا مبكرة تجاه دراسة التاريخ والجغرافيا ولاحقا الفلسفة، وأنهى دراسته بتميز.
التحق بكلية القانون 1887 في مدينة قازان عاصمة تترستان إلا أنه طـُرد منها لأسباب تتعلق بنشاطه السياسي. وعاد ليقدم امتحاناته في القانون في جامعة سانت بطرسبورغ التي انتقل للعيش فيها 1893.
الوظائف والمسؤوليات
عمل فترة وجيزة في منظومة القضاء القيصرية بروسيا، وأصبح خلال 1917-1924 أول من يتولى رئاسة مجلس نواب الشعب في جمهورية روسيا الاشتراكية الفدرالية السوفياتية، كما تولى في 1923-1924 رئاسة مجلس نواب الشعب بالاتحاد السوفياتي.
التجربة الثورية
آمن بالعمل الجماهيري بعد أن أدرك فشل الرهان على الممارسات الفردية متأثرا بإعدام شقيقه ألكسندر الذي حاول اغتيال القيصر في عام 1887. وقال حينها جملته المشهورة: "نحن لن نسلك هذا الطريق". ولهذا انخرط في تأسيس اتحاد النضال لتحرير الطبقة العاملة في عام 1895.
اعتقِل ونـُفي في 1897 إلى سيبيريا مدة ثلاث سنوات، وقرر في 1900 مغادرة روسيا إلى ميونيخ بألمانيا هربا من مضايقات أجهزة الأمن القيصرية.
بدأ في 1903 إصدار صحيفة "الشرارة"، وترأس حزب البلاشفة أثناء المؤتمر الثاني لحزب العمال الاشتراكي الديمقراطي الروسي.
أمضى في المهجر -خاصة سويسرا- عدة سنوات قبل أن يعود في 1917 إلى سانت بطرسبورغ ليقود الثورة الاشتراكية التي أطاحت بالنظام البرجوازي واقتلعت آثار النظام القيصري.
انتخبه في العام نفسه المؤتمر الثاني لمجلس نواب الشعب رئيسا له، وأصبح في عام 1919 عضوا في اللجنة المركزية التنفيذية للحزب الحاكم.
أدى لينين دورا مهما في عقد صلح بريست مع ألمانيا الذي ساهم في حماية المكتسبات الأولية للثورة الاشتراكية، ودفع الأخطار عن الدولة السوفياتية الفتية.
تعرض في 30 أغسطس/آب 1919 لمحاولة اغتيال من قبل معارضيه، مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة. وتقول بعض المراجع إن هذه الجروح كانت سببا في مرضه الذي تفاقم عام 1922 وأدى إلى انعزاله عمليا عن الحياة السياسية.
آمن لينين -منذ بداية تكوّنه مفكرا ومنظرا شيوعيا- بالنظرية الماركسية، وساهم في تطويرها حتى باتت تعرف فيما بعد بـ"الماركسية اللينينية".
كان يرى أن النظام الاشتراكي والقضاء على الملكية الخاصة هما الطريق الأنجع لتحقيق العدالة الاجتماعية.
الأعمال الفكرية
ألف لينين عشرات الأعمال السياسية والاقتصادية والفكرية التي تضمنت تراثا فكريا ثوريا هائلا غيّر مجرى التاريخ خلال القرن العشرين.
تضمّن مؤلفه "ما العمل؟" الذي وضعه عام 1901 الأسس الفكرية والنظرية والسياسية لبناء حزب سياسي من طراز جديد. وجاء كتابه "المادية والنقد التجريبي" (1908) ليطور الأسس الفلسفية للماركسية .
ناقش في كتابه "الإمبريالية أعلى مرحلة في تطور الرأسمالية" (1916) قوانين تطور الرأسمالية وحتمية التحولات الثورية وإمكانية قيام نظام اشتراكي في دولة أو عدة دول، ودحض نظريات بعض المفكرين اليساريين الذين نظّروا لثورة عالمية شاملة في كافة أنحاء العالم.
أما مؤلفه "الدولة والثورة" (1917) فقد كرسه للدفاع عن مفهومه بشأن دكتاتورية البروليتاريا والدولة الاشتراكية.
كانت مؤلفاته -التي وضعها في مراحل مختلفة من تطور الفكر الاشتراكي- تمثل مصدر إلهام لملايين الثوريين الذي انخرطوا في النضال ضد الإمبريالية والاستعمار، وخاصة كتاب "أصدقاء الشعب وكيف يحاربون ضد الاشتراكيين الديمقراطيين"، و"حول ثورتنا".
الوفاة
توفي لينين يوم 21 يناير/كانون الثاني 1924، وحُنّط جسده ووضع في ضريح بالساحة الحمراء وسط موسكو، ليكون مزارا للمعجبين به.