فرانسوا ميتران

French President François Mitterrand AFP copy.jpg - فرانسوا ميتران - الموسوعة

رئيس فرنسا (1981- 1995) وزعيم الحزب الاشتراكي، خدم في الجيش أثناء الحرب العالمية الثانية فأسره الألمان عام 1940، لكنه هرب في العام الذي يليه والتحق بحركة المقاومة الفرنسية. لقب "آخر ملوك فرنسا".

المولد والنشأة
ولد فرانسوا ميتران يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول 1916 في مدينة جارناك جنوب غربي فرنسا، وسط أسرة كاثوليكية محافظة من الطبقة الوسطى.

أحيطت حياته الأسرية في جانب منها بالغموض، فبينما تزوج رسميا من الحقوقية دانييل غوز التي دافعت عن حقوق الأقليات وأنجبا ثلاثة أولاد، عُرف لاحقا أن له "زوجة سرية" اسمها آن بينغو لازمته أكثر من ربع قرن، وأنجبت منه سنة 1974 بنتا اسمها مازارين، وهو موضوع أسال بعد اكتشافه مداد الصحافة الفرنسية.

الدراسة والتكوين
سافر إلى باريس في سن الـ17 لإكمال دراسته، وحصل على شهادتي باكلوريوس في الحقوق والآداب، ونال دبلوما في الدراسات العليا في القانون العام، ودبلوما آخر في العلوم السياسية.

الوظائف والمسؤوليات
تولى في أغسطس/آب 1944 وزارة أسرى الحرب في حكومة شكلها شارل ديغول، وشغل مناصب وزارية عديدة في إحدى عشرة حكومة خلال 1947-1957 منها وزارة المحاربين القدامى، وسكرتير دولة لرئاسة الحكومة، ووزير أقاليم ما وراء البحار، ثم وزير دولة، ووزير مفوض لمجلس أوروبا، ووزير للداخلية والعدل. تولى رئاسة فرنسا في ولايتين متتابعتين في 1981-1995.

التوجه الفكري
بدأ ميتران حياته السياسية يمينيا، حيث كان مقربا من المنظمة السرية "القناع" أو "الكاغول" التي اعتمدت العنف لتحقيق أهدافها في السنوات الأخيرة من الجمهورية الفرنسية الثالثة، لكنه لم ينتم إليها. أنهت الحرب العالمية الثانية يمينيته، خاصة بعدما اعتقلته النازية قبل أن ينجح في الهرب ويعود إلى فرنسا، فتشبع بعدها بالأفكار اليسارية.

التجربة السياسية
بعد غزو ألمانيا لفرنسا تطوع ميتران لسلاح المشاة في يونيو/حزيران 1940. وبعد انتهاء الحرب عمل على القضايا الخاصة بالمساجين في "حكومة فيشي" المتعاونة مع الاحتلال الألماني قبل أن ينضم إلى المقاومة صيف 1943، ثم سعى لتنظيم أسرى الحرب السابقين للقتال من أجل حرية فرنسا.

في غمرة مقاومة النازية الألمانية، التقى ميتران الجنرال شارل ديغول الذي أسند إليه في أول حكومة شكلها بعد الاستقلال في أغسطس/آب 1944 وزارة أسرى الحرب، وانخرط بعدها في اتحاد المقاومة الديمقراطي الاشتراكي، وانتخب عام 1946 نائبا في الجمعية الوطنية (البرلمان) عن منطقة "نييفر" بوسط فرنسا.

تولى في الفترة ما بين 1947 و1957 مناصب وزارية عديدة في 11 حكومة، وتبنى لما كان وزير داخلية موقفا معارضا لاستقلال الجزائر، وناهض الفرنسيين الذين تعاطفوا مع جبهة التحرير الوطني الجزائرية.

عارض بقوة ما وصفه بانقلاب الجنرال شارل ديغول عام 1958 على الجمهورية الرابعة وتأسيس الجمهورية الخامسة، وصوت في البرلمان ضد تسليمه السلطة. خسر في انتخابات البرلمان في العام نفسه، وانتقل لصفوف المعارضة وأصبح واحدا من زعماء المعارضة اليسارية للجنرال، وترشح ضده في الانتخابات الرئاسية عام 1965 لكنه خسرها.

ساهم ميتران عام 1966 في تأسيس اتحاد اليسار الديمقراطي الاشتراكي الفرنسي لكن ثورة مايو/أيار 1968 حالت دون استمراره، وأصبح سكرتيرا للحزب الاشتراكي عام 1971.

تقدم -بدعم من الاشتراكيين والشيوعيين- للانتخابات الرئاسية عام 1974 منافسا لجيسكار ديستان، وفاز الأخير بفارق بسيط غير أن ميتران هزمه في 1981 ليكون أول رئيس جمهورية اشتراكي في تاريخ الجمهورية الفرنسية الخامسة وعمل على توثيق التكامل السياسي والاقتصادي مع أوروبا الغربية.

نجح في الحفاظ على منصبه لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية عام 1988، وسافر إلى العراق في أكتوبر/تشرين الأول 1990 لإقناع الرئيس العراقي صدام حسين بالتراجع عن غزو الكويت وسحب قواته تفاديا لمواجهة عسكرية مع قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، لكنه فشل في المهمة، فدعا النواب الفرنسيين للموافقة على مشاركة قوات فرنسية في الحرب على العراق ونال ما أراد.

 بعد نهاية ولايته الثانية عام 1995، خلفه جاك شيراك.

المؤلفات
عرف بشغفه بالقراءة والثقافة والآداب، وألف عددا من الكتب، منها: "الحقيقة التي أعرفها: من القطيعة إلى الوحدة" عام 1969، و"النحلة والمهندس عام 1978، و"سياسة" عام 1984.

يحسب له أنه طلب إنشاء آثار معمارية أصبحت معالم بارزة في باريس، منها: "الهرم الزجاجي" في فناء متحف اللوفر، و"قوس لاديفانس"، و"المكتبة الوطنية الفرنسية" التي تحمل اسمه .

ألفت حوله كتب عديدة أجمعت على أنه يعتبر أحد أبرز السياسيين الفرنسيين في القرن العشرين.

الوفاة
توفي فرانسوا ميتران بمرض سرطان البروستاتا في باريس يوم 8 يناير/كانون الثاني 1996.

المصدر : الجزيرة

إعلان