نداء تونس
حزب سياسي تونسي، وضع الباجي قايد السبسي أولى لبناته عام 2012. يعتبره البعض واجهة جديدة لعودة رموز نظام بن علي إلى المشهد السياسي من جديد، ويراه آخرون التيار السياسي الذي يمكنه منافسة حركة النهضة والحيلولة دون هيمنتها.
النشأة والتأسيس
كانت البداية بيانا أصدره الباجي قايد السبسي يوم 26 يناير/كانون الثاني 2012، حذر فيه "من عواقب الضبابية والتردد في تحقيق أهداف الثورة".
ودعا القوى الديمقراطية إلى "التوحد وخلق بديل تنظيمي ليحصل التوازن في الحياة السياسية بما يمكّن من التداول على السلطة وقيام حياة ديمقراطية حقيقية".
بعد ذلك تم تشكيل لجنة مؤقتة لمتابعة وتفعيل هذه المبادرة، وعُقد يوم 16 يونيو/حزيران 2012 في قصر المؤتمرات بتونس العاصمة مؤتمر للتعريف بالحركة من قبل رئيسها الباجي قايد السبسي، قال فيه "تونس تنادينا فلنلب نداء تونس".
وتعهد السبسي بـ"التصدي لهيمنة حركة النهضة الإسلامية وإحداث توازن في المشهد السياسي في تونس، مهد الربيع العربي"، وما لبث الحزب أن حصل على موافقة رسمية يوم 7 يوليو/تموز 2012.
يقود الحزب الباجي قائد السبسي الذي ناهز التسعين من العمر، وكان وزيرا في حكومة أول رئيس لتونس -الحبيب بورقيبة- وشغل منصب رئيس البرلمان في عهد الرئيس زين العابدين بن علي، وقاد الحكومة المؤقتة بعد ثورة 14 يناير/كانون الثاني 2011.
الفكر والأيديولوجيا
تقول "حركة نداء تونس" إنها تستند إلى "الفكر الإصلاحي التونسي، والتراث الإنساني العالمي، وقيم الحرية والعدالة الاجتماعية"، وتؤكد أنها "منفتحة على مختلف التيارات الفكرية والسياسية التي تشترك معها في الإيمان بالدولة، والتمسك بالفصل الأول من دستور 1959: تونس دولة حرة مستقلة ذات سيادة، الإسلام دينها والعربية لغتها والجمهورية نظامها".
تعلن الحركة تمسكها بالعَلَم والنشيد الوطنيين لتونس، و"بالمكاسب العصرية للدولة التونسية التي حققت منذ خمسين سنة، وفي المقدمة مجلة الأحوال الشخصية".
وتشدد على "المواطنة، وتونس للجميع، والاعتراف بالديمقراطية والتداول على السلطة، والعدالة الاجتماعية، والتنمية الاجتماعية باعتبارها حقا من الحقوق، مهما كانت الجهات أو الأشخاص أو الفئات، وترفض العنف في الحوار مع المخالفين في الرأي".
المسار السياسي
ضم الحزب أعضاء سابقين في حزب الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي "التجمع الدستوري الديمقراطي" المنحل بقرار قضائي.
ويقول معارضوه إنه سيمكّن أتباع وقيادات الحزب المنحل -الذين يطلقون عليهم اسم الأزلام- من العودة للساحة السياسية من باب واسع رغم مطالب شعبية بإبعادهم من الحياة السياسية.
ترى حركة النهضة أن "نداء تونس" امتداد لحزب بن علي، واعتبره رئيس النهضة راشد الغنوشي "أخطر على الثورة التونسية من السلفيين المتشددين"، وبدأت الاحتجاجات عليه منذ لحظة الإعلان عنه بهتافات "لا رجوع، لا رجوع.. لعصابة المخلوع" و"عار، عار يا سبسي.. رجعت أنت والتجمع".
في المقابل قال رئيس حركة "نداء تونس" في تصريح صحفي "أوجه نداء إلى المواطنين وأنبههم وأقول لهم إن حركة النهضة أصبحت أكبر خطر على البلاد، وإن أمنكم لم يعد مضمونا"، لكن دخول الحزب في مسار الحوار الوطني الذي أفرز حكومة مهدي جمعة أذاب بعض الجليد بين الطرفين.
بعد خلافات داخل "نداء تونس" عقد مكتبها التنفيذي برئاسة الباجي قايد السبسي، اجتماعا استثنائيا يوم الأحد 18 مايو/أيار 2014، وقرر عقد المؤتمر التأسيسي للحركة يوم الأحد 15 يونيو/حزيران 2014، وأكد أن الباجي قايد السبسي مرشح الحركة الوحيد للانتخابات الرئاسية.
تصدر الحزب نتائج الانتخابات التشريعية التي نظمت في أكتوبر/تشرين الأول 2014، بعد تقدمه على منافسه الرئيس حركة النهضة، وفاز السبسي بالرئاسة في الدور الثاني يوم 21 ديسمبر/كانون الأول 2014 بحصوله على 55.68% مقابل 44.32% لمنافسه منصف المرزوقي.
وشكل الحزب حكومة برئاسة الحبيب الصيد أعلن عنها يوم 2 فبراير/شباط2015، ضمت وزراء من الحركة وحزب آفاق تونس، وحزب الاتحاد الوطني الحر، وحركة النهضة، بالإضافة إلى مستقلين.
وبذلك يستولي حزب نداء تونس على رئاسة الدولة ورئاسة الحكومة ورئاسة البرلمان.