غرناطة
عاصمة مقاطعة غرناطة التابعة لإقليم الأندلس، على أرضها عدد من أهم الآثار الإسلامية. كانت عاصمة الحكم في عصر ملوك الطوائف لبني زيري في القرن الـ11 الميلادي، وعاصمة مملكة غرناطة التي حكمها بنو نصر بين القرنين الـ13 والـ15. تعد أهم المدن السياحية في إسبانيا وتصنف أهم معالمها الأثرية ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو.
الموقع الجغرافي
تقع مدينة غرناطة في جنوب شبه الجزيرة الأيبيرية في أقصى شرق منخفض غرناطة الواقع على سفح سلسلة جبال "سييرا نيفادا" (جبل الثلج أو جبل شُلَيْر)، وعلى ارتفاع 738 مترا عن سطح البحر، تكثر بها مجاري المياه، يمر عبرها نهران هامان هما "شنيل" و"حدره" والبقية هي مجار للمياه التي تتدفق عليها مع ذوبان الجليد صيفا في جبل الثلج.
مناخها متوسطي يميل أحيانا للمناخ القاري، صيف شديد الحرارة والجفاف، وشتاء بارد ممطر، يكون الفارق بين درجات الحرارة العظمى والصغرى في اليوم الواحد كبيرا، وقد يبلغ 20 درجة مئوية انخفاضا وارتفاعا.
السكان
يسكن مدينة غرناطة حوالي 237 ألف نسمة، ويرتفع هذا العدد إلى ما يزيد قليلا عن 498 ألف نسمة إذا ما أضيف إليه سكان الضواحي، حسب إحصاء 2013.
الاقتصاد
يقوم اقتصاد غرناطة على الزراعة التقليدية وعلى السياحة بصورة كبيرة، إذ هي من أهم مدن إسبانيا السياحية، حيث يوجد بها قصر الحمراء، وهو الأول على مستوى إسبانيا من حيث عدد الزوار.
التاريخ
تشير الحفريات الأثرية إلى أن تاريخ غرناطة يعود إلى القرن السابع قبل الميلاد، وقد وصلها الفتح الإسلامي عام 711 للميلاد، وكانت يومها مجرد منطقة تابعة لإدارة مدينة البيرة، الأكثر أهمية في منطقة الأراضي الخصبة في غرناطة، بين القرنين الثامن والعاشر الميلاديين، خلال المرحلة الأولى من الحكم الإسلامي لشبه الجزيرة الأيبيرية.
بسبب الفتن والنزاعات تعرضت البيرة لخراب، فانتقل أهلها إلى مدينة غرناطة الصغيرة فاتسع عمرانها وأصبحت حاضرة كبيرة وعاصمة للمنطقة، حكمها الزيريون ووسعوا بنائها وعززوا دفاعاتها في عهد زاوي بن زيري عام 1013 وجعلوها عاصمتهم، لكن المرابطين وحدوا الأندلس وهيمنوا على غرناطة عام 1090 وزادوا مساحتها ودفاعاتها.
اهتمت بها دولة الموحدين أيضا حتى سقوط حكمهم، حيث تولى بنو الأحمر حكمها وجعلوها عاصمة "مملكة غرناطة" في عهد محمد الأول بن يوسف بن نصر "الأحمر" الملقب بالغالب بالله عام 1238، الذي بدأ بناء قصر الحمراء الشهير.
سقطت غرناطة في عام 1492 عندما سلمها الملك محمد الـ12 المعروف باسم أبي عبد الله الصغير للملوك الكاثوليك بعد معارك دامت بين الطرفين من 1482 إلى 1492. شهدت -بعد عام 1499 في عهد ملكة قشتالة إيزابيل الأولى- حملة تنصير شرسة، حولت المساجد إلى كنائس، وغيرت شكل المدينة، وأزالت معالمها الإسلامية.
ساءت أحوال سكانها اقتصاديا واجتماعيا بين القرنين الـ16 والـ19 وقامت ثورات عديدة، وهجرها كثير من سكانها.
وفي أواخر القرن الـ19 انتعشت المدينة من جديد مع إقامة مصانع السكر المستخرج من البنجر (الشمندر) وربطها بشبكة السكة الحديدية، لكنها تضررت من جديد بالحرب الأهلية (1936-1939).
معالم
يوجد بمدينة غرناطة أبرز آثار العهد الإسلامي، وهو قصر الحمراء الذي بني في عهد محمد الأول بن يوسف بن نصر "الأحمر" الملقب بالغالب بالله في 1238، ويحتل القصر المرتبة الأولى في المعالم السياحية بإسبانيا من حيث عدد الزيارات من الداخل والخارج.