عبد المجيد الزنداني.. رائد "الإعجاز العلمي" في القرآن الكريم

Yemeni Islamist leader Abdul-Majeed al-Zindani talks to reporters during press conference in SanaaJanuary 11, 2010. REUTERS/Khaled Abdullah (YEMEN - Tags: POLITICS RELIGION HEADSHOT)
الشيخ عبد المجيد الزنداني بعد مؤتمر صحفي في صنعاء في يناير/كانون الثاني 2010 (رويترز)

سياسي وداعية إسلامي يمني، وأحد القيادات المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين في البلاد. ولد سنة 1942. أسس جامعة الإيمان باليمن، والهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، وانشغل بتأصيل الإعجاز العلمي في النصوص الشرعية، وتفسير العديد من الظواهر الكونية من خلاله. توفي في 22 أبريل/نيسان 2024.

المولد والنشأة

ولد الشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني سنة 1938، في قرية الظهبي بمديرية الشعر من محافظة إب، إحدى محافظات الجمهورية اليمنية، ولكن أصله من منطقة "زندان" في مديرية أرحب بمحافظة صنعاء.

الدراسة والتكوين

تلقى تعليمه الأولي في الكتّاب بمسقط رأسه، والتحق بالدراسة النظامية في عدن، ثم انتقل إلى مصر ودرس فيها المرحلتين الإعدادية والثانوية، ثم التحق بكلية الصيدلة ودرس فيها سنتين ثم تركها بسبب اهتمامه بالعلم الشرعي، وأخذ يقرأ في علوم الشريعة، وتسنى له الالتقاء بأكابر العلماء في الأزهر الشريف.

انكب على الدراسة على علماء ومشايخ الأزهر الشريف قبل أن ينتقل إلى المملكة العربية السعودية ويلتقي كبار علمائها، من أمثال الشيخ عبد العزيز بن باز ومحمد بن صالح العثيمين، وحصل في ما بعد على شهادة الدكتوراه من جامعة أم درمان الإسلامية في السودان.

إعلان

وسّع مداركه من خلال المطالعة واستنطاق النصوص الشرعية ومحاولة فهمها في ضوء الحياة المعاصرة والاكتشافات العلمية، وهو ما فتح أمامه مجال الإعجاز العلمي في القرآن الذي شكل أحد أهم انشغالاته ومجال تميزه.

Islamist leader Abdul-Majeed al-Zindani (2nd R) attends a tribal conference in Sanaa January 26, 2010. The gathering called for the end of violent conflicts in Yemen. REUTERS/Khaled Abdullah (YEMEN - Tags: POLITICS)
عبد المجيد الزنداني (الثاني من اليمين) كان مهتما بالبحث في قضايا "الإعجاز العلمي" في القرآن الكريم (رويترز)

الوظائف والمسؤوليات

مارس التدريس أثناء وجوده في السعودية، وتولى بعد عودته إلى اليمن وظائف ومسؤوليات مختلفة، من بينها إدارة معهد النور العلمي ووظائف تدريس في بعض مؤسسات التعليم.

عين نائبا لوزير الأوقاف والإرشاد في الحكومة التي ترأسها أحمد محمد نعمان عام 1965. وتولى إدراة معهد النور العلمي في حي الشيخ عثمان بمحافظة عدن عام 1966.

وبعد إطاحة عبد الرحمن الإرياني بعبد الله السلال سنة 1967 في حركة الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني، عاد الزنداني إلى صنعاء وتولى إدارة الشؤون العلمية في وزارة التربية والتعليم، وساهم في تدريس عدد من المواد العلمية كمادة الأحياء، ثم عيّن رئيسا لمكتب التوجيه والإرشاد عند إنشائه سنة 1975 قبل أن يعين في وزارة المعارف.

وتولى قيادة الحركة الإسلامية خلفا للأستاذ عبده محمد الخلافي الذي توفي بحادث مروري في مايو/أيار 1969 حتى عام 1979. وساهم في تشكيل الجمعية العلمية التربوية نهاية عهد الرئيس القاضي الإرياني.

كما عين مندوبا لليمن في رابطة العالم الإسلامي. وشارك في تأسيس جمعية علماء اليمن. ويعد عضوا مؤسسا للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ومؤسس ورئيس هيئة علماء اليمن عام 2010.

التجربة الفكرية

شكل الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية أحد الانشغالات الأهم للزنداني، واعتبر على نطاق واسع أحد أبرز العلماء المعاصرين الذين حاولوا البرهنة على سبق القرآن في مجال الحديث عن الاكتشافات العلمية في مجالات كثيرة كالطب، وخلق الإنسان، والجيولوجيا.

إعلان

وفي عام 2004 أعلن أنه اكتشف دواء لمرض فقدان المناعة المكتسب (الإيدز)، وذلك عن طريق خلط مستخلصات من أعشاب قال إن لها تأثيرا على الفيروسات وعلى بعض الخلايا السرطانية. وأكد أن أبحاثه في هذا المجال استغرقت 15 عاما، رافضا الكشف عن الوصفة خشية السطو عليها مما سماها "مافيات الأدوية".

وساهم في تأسيس "الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة" في المملكة العربية السعودية وترأسها بعد ذلك، وطاف العالم لمحاورة كبار علماء الكون، وعقد عددا من المؤتمرات الدولية في الإعجاز العلمي منها في موسكو وماليزيا وأندونيسيا وباكستان وغيرها. وأدى خلافه مع الحكومة السعودية إلى عودته لليمن، فأسس جامعة الإيمان للعلوم الشرعية، وتواصلت مصنفاته وأبحاثه في علم الإيمان والإعجاز.

المسار السياسي

يعتبر واحدا من رموز التيار الإسلامي، وقد تأثر خلال وجوده في مصر بجماعة الإخوان المسلمين وكانت له صلات بها، وهذا ما أدى إلى اعتقاله من قبل السلطات المصرية وطرده من البلاد، ونجح مع الشيخ عبد الله الأحمر في إضافة بند إلى الدستور اليمني ينص على أن الشريعة الإسلامية مصدر كل التشريعات.

ساهم في جهود حماية الثورة اليمنية التي قضت على الحكم الإمامي سنة 1962، وخلال عمله في وزارة التربية عمل على إحداث تفاعلات فكرية واسعة عبر استقدام عدد من كبار المفكرين العرب والمسلمين إلى اليمن، كما ساند الأفغان ضد القوات الروسية في ثمانينيات القرن الـ20.

صنفته الولايات المتحدة في لائحة المطلوبين لأجهزتها الأمنية عام 2004، واتهمته بدعم ما تسميه "الإرهاب"، وتقول إنه "الأب الروحي" لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. كما اتهمته بتمويل الإرهاب، وطلبت عام 2011 من الحكومة اليمنية اعتقاله، في حين قرر مجلس الأمن تجميد أرصدته، لكن الزنداني نفى تلك التهم وطالب الإدارة الأميركية بتقديم أدلتها للقضاء اليمني.

إعلان

ساند علي عبد الله صالح في الانتخابات الرئاسية ضد مرشح تكتل أحزاب اللقاء المشترك فيصل بن شملان عام 2006. وترأس مجلس شورى حزب التجمع اليمني للإصلاح.

ولما قامت الثورة اليمنية ضد علي عبد الله صالح عام 2011، ساند الزنداني الشباب الثائرين وأعلن تأييده من على منصة ساحة التغيير، وقال إن الاعتصامات صورة من صور الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وطالب الأجهزة الأمنية بحماية المعتصمين داعيا إياهم للحفاظ على سلمية الاحتجاجات.

وبعد احتلالها مدينة صنعاء، هاجم مسلحو جماعة الحوثيين في 20 مارس/آذار2015 منزل الزنداني، واعتقلوا اثنين من حراسته وعاودوا اقتحامه في بداية أبريل/نيسان 2015 بعد تأييده العملية العسكرية عاصفة الحزم التي تزعمتها المملكة العربية السعودية مدعومة بتحالف دولي ضد انقلاب الجماعة على شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي.

Yemeni Islamist leader Abdul-Majeed al-Zindani addresses a meeting for clerics at a mosque in Sanaa January 14, 2010. A group of Yemen clerics on Thursday signed a statement saying jihad was permitted in case of any foreign military intervention in the conflict-ridden country. REUTERS/Khaled Abdullah (YEMEN - Tags: POLITICS CIVIL UNREST RELIGION)
عبد المجيد الزنداني في مؤتمر صحفي في صنعاء عام 2010 (رويترز)

المؤلفات

أثرى عبد المجيد الزنداني المكتبة العربية والإسلامية بالعديد من المؤلفات، كما أن له العديد من الأشرطة والمحاضرات التي فصّل فيها مظاهر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم. ومن أبرز كتبه:

  • تأصيل الإعجاز العلمي.
  • علم الإيمان.
  • طريق الإيمان.
  • نحو الإيمان.
  • التوحيد.
  • البينة العلمية في القرآن الكريم.
  • إنه الحق.
  • منطقة المصب والحواجز بين البحار.
  • علم الأجنة في ضوء القرآن والسنة.
  • معجزات الرسول وبيناته.
  • الصفات ومنزلقات الفرق.
  • المرأة وحقوقها السياسية في الإسلام.

وألّف الزنداني كتاب التوحيد لطلبة المرحلتين الإعدادية والثانوية من عام 1968 حتى عام 2004. إضافة إلى كتاب تعليم الواجبات الدينية.

الوفاة

توفي الشيخ عبد المجيد الزنداني يوم الاثنين 22 أبريل/نيسان 2024 في أحد مستشفيات إسطنبول، عن سن ناهز 82 عاما.

نعاه نجله محمد بن عبد المجيد الزنداني وعلماء وهيئات إسلامية عديدة من بينها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وهيئة علماء اليمن وهيئة علماء فلسطين وهيئة علماء المسلمين في العراق.

إعلان
المصدر : الجزيرة

إعلان