غرينلاند أكبر جزيرة في العالم تسعى أميركا لشرائها

تصميم خاص خريطة غرينلاند - الدانمارك

جزيرة غرينلاند إقليم ذاتي الحكم تابع للدنمارك، وهي أكبر جزيرة في العالم، ولكنها الأقل سكانا، ويغطيها ثاني أكبر غطاء جليدي في العالم بعد القارة القطبية الجنوبية، تقع بين المحيط المتجمد الشمالي والمحيط الأطلسي الشمالي.

يطلق عليها سكانها اسم "إنويت نونات" أو "كالاليت نونات"، وهي عبارة باللغة المحلية تعني "أرض الناس"، ويطلقون على عاصمتها نوك اسم "غود ثوب".

وغرينلاند جزء من قارة أميركا الشمالية، لكنها من الناحية الجيوسياسية جزء من أوروبا بسبب تبعيتها للدنمارك، وتنتشر فيها مساحات شاسعة من التندرة والأنهار الجليدية.

الموقع والمساحة

تقع غرينلاند، شمال شرق كندا بين منطقة القطب الشمالي والمحيط الأطلسي، وتعد كندا أقرب الدول إليها، إذ تبعد عنها 26 كيلومترا فقط.

وتفصلها عن جزيرة إليسمير مسافة 26 كيلومترا، بينما تبعد عن أقرب دولة أوروبية (آيسلندا) نحو 320 كيلومترا عبر مضيق الدنمارك. وترتبط الجزيرة بأميركا الشمالية عبر حاجز بحري ضحل لا يتجاوز عمقه 180 مترا.

وتبلغ مساحتها مليونين و166 ألفا و86 كيلومترا مربعا، ويبلغ طولها من الشمال إلى الجنوب 2670 كيلومترا، ومن الشرق إلى الغرب 1050 كيلومترا.

الجغرافيا

وجيولوجيا، تعد غرينلاند امتدادا للدرع الكندي المكون من صخور صلبة تعود إلى عصور ما قبل الكامبري (قبل 500 مليون عام). وأعلى نقطة فيها هي جبل غونبيورن بطول 3733 مترا.

ويغطي غرينلاند ثاني أكبر غطاء جليدي في العالم بعد القارة القطبية الجنوبية، بمساحة تزيد على 1.7 مليون كيلومتر مربع، أي ما يعادل 79% من مساحة الجزيرة. ويبلغ متوسط سمك الغطاء الجليدي 1500 متر، ويصل في بعض المناطق إلى 3 آلاف متر، وتتحرك طبقات الجليد باتجاه السواحل.

إعلان

وتحتوي غرينلاند على حوالي 2.85 مليون كيلومتر مكعب من الجليد، وهو ما يعادل نحو 7% من إجمالي المياه العذبة في العالم. ووفق تقديرات أوردتها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه"، إذا ذاب هذا الجليد بالكامل وتحول إلى ماء سائل، فإنه سيؤدي إلى ارتفاع مستوى محيطات العالم بنحو 7.2 أمتار.

تتميز المناطق الساحلية في الجزيرة بوجود مضائق عميقة ومتداخلة مع سلاسل جبلية موازية للسواحل الشرقية والغربية، ويصل ارتفاعها إلى 3700 متر عند جبل غونبيورن في الجنوب الشرقي.

وتشهد سواحل غرينلاند مناظر طبيعية خلابة، إذ تلتقي الكتل الجليدية بالبحر مباشرة. وفي بعض المناطق، تنفصل كتل جليدية ضخمة عن الأنهار الجليدية وتتحرك نحو البحر وتشكل جبالا جليدية عائمة، ما يوفر منظرا فريدا رغم الطبيعة القاسية للجزيرة.

ويغطي غرينلاند غطاء نباتي من التندرة يشمل نباتات مثل السعد وعشب القطن، إضافة إلى الأشنات التي تنتشر بكثرة. أما المناطق الخالية من الجليد فتكاد تخلو من الأشجار، باستثناء بعض الشجيرات الصغيرة في الوديان المحمية جنوبا، مثل البتولا والصفصاف والألدر.

وتعيش في الجزيرة أنواع عديدة من الثدييات البرية، مثل الدببة القطبية وثيران المسك والرنة وثعالب القطب الشمالي. كما تنتشر في مياهها المحيطة الفقمات والحيتان، إضافة إلى أسماك القد والسلمون والبلطيات والهلبوت وشار القطب.

a massive iceberg in the Disko Bay area of Greenland during the time of the midnight sun, when there can be amazing color while the sun hovers over the horizon, yet never setting. This was taken from the deck of a sailboat.
غرينلاند تتميز بكتلها الجليدية العائمة (غيتي إيميجز)

المناخ

يتميز مناخ غرينلاند بالبرودة الشديدة والتغيرات السريعة في الطقس، إذ تتأثر بتيار الخليج الدافئ قليلا في الجنوب الغربي، وتتراوح درجات الحرارة شتاء بين 7 درجات مئوية تحت الصفر في الجنوب و34 درجة مئوية تحت الصفر في الشمال، بينما تتراوح صيفا بين 7 و4 درجات مئوية.

وتشهد غرينلاند ظاهرة شمس منتصف الليل مدة شهرين في الصيف، إذ تظل الشمس ظاهرة طوال اليوم. ويتراوح معدل هطول الأمطار سنويا بين 1900 مليمترا في الجنوب و50 مليمترا في الشمال. وتصنف مساحات واسعة من الجزيرة صحاري قطبية بسبب قلة الأمطار فيها.

إعلان

وشهدت الجزيرة في أواخر القرن الـ20 وبداية القرن الـ21 تأثيرات واضحة للاحتباس الحراري، إذ لاحظ العلماء تقلص الغطاء الجليدي بمعدلات متسارعة، ففي عام 2012، أظهرت الأقمار الصناعية ذوبان 97% من الغطاء الجليدي، بينما كان الذوبان المعتاد يؤثر على نصفه فقط.

السكان

بلغ عدد سكان غرينلاند نحو 56 ألف نسمة عام 2024 وفق الموسوعة البريطانية، ويعيش معظمهم في 20% فقط من مساحة الجزيرة، في الجزء الذي لا تغطيه الثلوج والجليد، ويتمركزون في المدن الساحلية الجنوبية والغربية، خاصة في العاصمة نوك، التي تضم ربع السكان، أما المناطق الداخلية فهي غير مأهولة.

ويتألف سكان غرينلاند بشكل أساسي من الإنويت الذين يطلقون على أنفسهم أسماء مختلفة حسب المنطقة التي ينتمون إليها، ففي الغرب يعرفون بـ"كالاليت"، وفي منطقة ثول في الشمال الغربي يعرفون بـ"إينوغويت"، وفي الشرق "إيت".

وشكل الدنماركيون أكثر من عُشر السكان عام 2015، ومعظمهم ولدوا في الدنمارك، إضافة إلى وجود فلبينيين (حسب مكان الولادة) بنسبة 1.6% وشعوب نوردية بنسبة 0.9%، وشعوب أخرى بنسبة 2.3%، حسب تقديرات "سي آي إيه" عام 2024.

ويدين معظم السكان باللوثرية الإنجيلية التي يتبعها نحو الثلثين منهم، ويتبع الثلث الآخر المسيحية باختلاف طوائفها، وهناك أقليات تدين ببعض المعتقدات المحلية كالشامانية.

وكانت الدنماركية اللغة الرسمية في غرينلاند حتى 21 يونيو/حزيران 2009، حين صارت الغرينلاندية (تنتمي للغات الإسكيمو-أليوتية) اللغة الرسمية للبلاد مع استخدام الدنماركية لغة ثانية.

وتعزو بعض التفسيرات سبب عدد السكان القليل إلى ما تقول إنها "ممارسات قسرية" مارستها حكومة الدنمارك لتحديد نسل شعب "الإنويت"، وكشفت عنها في بادئ الأمر مواقع إعلامية دانماركية ذكرت أنها جرت في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين على آلاف من بنات ونساء الإنويت، عبر تركيب جهاز داخل الرحم -يعرف باللولب- دون علمهن بوظيفته أو ماهيته، من أجل حرمانهن من القدرة على الإنجاب.

إعلان

وقد أظهر تسجيل صوتي "بودكاست" صدر في إطار حملة أطلق عليها باللغة الدانماركية اسم "سبيرالكامغنن"، أي "حملة اللولب"، سجلات تشير إلى أن نحو 4500 امرأة وفتاة، أي حوالي نصف جميع الإناث في مرحلة الخصوبة حينئذ في غرينلاند، زرع لهن لولب بين عامي 1966 و1970، لكن هذا الإجراء القسري استمر بعدها حتى منتصف السبعينيات من القرن العشرين.

صورة تاريخية تعود لبداية القرن العشرين تظهر أسرة من شعب "الإنويت" في غرينلاند (غيتي إيميجز)

الاقتصاد

يعتمد السكان الأصليون في الجزيرة بشكل أساسي على صيد الفقمة مصدرا للدخل، ويأتي بعدها صيد الحيتان والأسماك. وتشكل السياحة مصدر دخل رئيسي للدولة، إضافة إلى التعدين.

وشكل الصيد وصيد الأسماك الوسيلتين الرئيسيتين للبقاء على قيد الحياة في الجزيرة، نظرا لقصر فصل الصيف. وبسبب المناخ والجغرافيا القاسية، فإن الزراعة تكاد تكون مستحيلة باستثناء الجنوب الأقصى من البلاد، حيث ينتشر رعي الأغنام.

وشهد عدد السياح الأجانب الذين يقضون الليالي في غرينلاند ارتفاعا بنسبة تزيد عن 50% منذ عام 2000، كما زاد عدد ركاب السفن السياحية الذين يتوقفون فيها بحوالي 150% في الفترة نفسها.

ومن المصادر الطبيعية في الجزيرة: الفحم وخام الحديد والرصاص والزنك والموليبدينوم والألماس والذهب والبلاتين والنيوبيوم والتنتاليت واليورانيوم والأسماك والفقمة والحيتان والطاقة الكهرومائية.

وتحظر غرينلاند استخراج النفط والغاز الطبيعي لأسباب بيئية، كما واجه تطوير قطاع التعدين فيها عراقيل بسبب البيروقراطية ومعارضة السكان الأصليين.

التاريخ

يعتقد أن سكان الجزيرة الأصليين "الإنويت" قدِموا إلى شمال غرب الجزيرة في موجات هجرة من أميركا الشمالية، عبر جزر القطب الشمالي الكندية، بعد تجمد البحر في المضيق الضيق قرب منطقة ثول شمال الجزيرة قبل نحو 2500 سنة قبل الميلاد.

إعلان

وشهدت الجزيرة ما لا يقل عن 6 موجات هجرة مختلفة لثقافات "الإنويت" استمرت حتى أوائل الألفية الثانية الميلادية، كانت آخرها ما تعرف بـ"ثقافة ثول" عام 1100 ميلادي، والتي ينحدر منها السكان المعاصرون لغرينلاند.

وفي عام 982م، استوطن الجزيرة "الفايكنغ" النرويجي إريك الأحمر، الذي نفي إليها بعد طرده من جزيرة آيسلندا بتهمة القتل، ومكث فيها نحو 4 سنوات، ثم عاد ووصف الأرض التي سكنها بـ"غرينلاند".

قرر النرويجي تنظيم رحلة استكشافية إلى الجزيرة عام 986م، ونتج عنها إنشاء مستوطنتين رئيسيتين، الأولى في مدينة كاكورتوك جنوبا، والأخرى قرب العاصمة نوك في الجنوب الغربي، وكان عدد السكان حينئذ بين 3 آلاف إلى 6 آلاف نسمة موزعين على نحو 280 مزرعة.

رسم يعود للقرن التاسع عشر يظهر بعض السكاان الأصليين لغرينلاند (غيتي إيميجز)

ووصلت المسيحية إلى الجزيرة في القرن الـ11 عبر النورماني ليف إريكسون بن إريك الأحمر، بعد عودته من النرويج، التي كانت قد اعتنقت المسيحية حديثا، وأُنشأ مقرا للأسقف فيها عام 1126م، واستمر الوجود المسيحي في المنطقة قرونا عدة.

وبداية من القرن الـ13 بدأ المستوطنون يتفاعلون مع ثقافة ثول، لكن مع بداية القرن الـ14 بدأ وجودهم يقل حتى انعدم تماما مع بداية القرن الـ15 إذ هجرت مستوطناتهم بالكامل، ورغم عدم معرفة السبب الحقيقي وراء اختفائهم، إلا أن الراجح في ذلك أنه كان بسبب التغيرات المناخية القاسية الباردة.

مستعمرة دنماركية

وفي القرنين الـ16 والـ17، بدأ صائدو الحيتان الهولنديون والإنجليز بالتردد على سواحل الجزيرة، لكن بدون أي محاولات استيطانية حتى وصول المستكشفين الدنماركيين إليها مرة أخرى، وأكدت مملكة الدنمارك والنرويج السيادة على الجزيرة.

وأسس المبشر اللوثري النرويجي هانز إيجيد بعثة تجارية ومركزا تبشيريا لوثريا قرب نوك في عام 1721م، بموافقة المملكة الدنماركية النرويجية، وفي تلك الفترة انتشرت اللغة الدنماركية بشكل واسع، وبدأ استعمالها في الإدارة وانتشرت في المدن الكبرى.

إعلان

وفي عام 1776م، فرضت الحكومة الدنماركية احتكارا تجاريا كاملا على غرينلاند وأغلقت سواحلها أمام الأجانب، ولم يُرفع هذا الحظر حتى عام 1950، وبقيت الجزيرة مستعمرة دنماركية حتى عام 1953 عندما أصبحت مقاطعة تابعة لها بموجب الدستور، وهو ما مكن سكان غرينلاند من الاستفادة من جميع حقوق المواطنة التي يتمتع بها الدانماركيون.

ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية، خضعت غرينلاند لحماية الولايات المتحدة بعد احتلال ألمانيا الدنمارك، وأنشأت وجودا عسكريا وإذاعيا على الجزيرة، وحافظت القوات الأميركية على وجود دائم في قاعدة بيتوفيك الفضائية، المعروفة سابقا باسم قاعدة ثولي الجوية، في شمال غرب الجزيرة منذ ذلك الحين.

وفي عام 1946، عندما كانت غرينلاند لا تزال مستعمرة دنماركية، اقترح الرئيس الأميركي هاري ترومان شراء الجزيرة مقابل 100 مليون دولار، لكن كوبنهاغن رفضت البيع، وفي المقابل أعطت موافقة إنشاء قاعدة ثول الجوية، وقد تم ذلك في سرية أثناء الحرب الباردة، ولم يتم الكشف عنه إلا في عام 1991 في تقرير لوكالة أسوشيتد برس.

ونص الاتفاق بين الولايات المتحدة والدانمارك عام 1951 على حق واشنطن في بناء قواعد عسكرية في غرينلاند وحرية نقل قواتها على أراضيها مع إخطار الدانمارك وغرينلاند.

الحكم الذاتي

منحت الدنمارك سكان جزيرة غرينلاند حكما ذاتيا في الأول من مايو/أيار 1979، مع بقائها جزءا من المملكة الدنماركية، وهو ما ضمن لهم حقوق المواطنة الدنماركية، واحتفظت الدنمارك بإدارة الشؤون الدستورية والعلاقات الخارجية والدفاع، بينما تولت غرينلاند مسؤولية مجالات التنمية والضرائب والتعليم والرعاية الاجتماعية.

وتم الاتفاق على إدارة الموارد المعدنية بشكل مشترك بين الدنمارك وغرينلاند، وهو ما شجع سكان الجزيرة على التصويت بأغلبية في استفتاء عام 2008 على التوسع التدريجي في الحكم الذاتي، ويشمل الحق في إعلان الاستقلال عن الدانمارك عبر استفتاء، ودخلت الاتفاقية حيز التنفيذ يوم 21 يونيو/حزيران 2009.

إعلان

أدى الاتفاق إلى تولي حكومة غرينلاند مسؤوليات أكبر عن الشؤون المحلية ومنحها نسبة أكبر من عائدات النفط والمعادن، وأصبحت اللغة الغرينلاندية اللغة الرسمية للحكومة، ومنحت غرينلاند سلطات أكبر في مجالات عدة، أبرزها الشؤون الخارجية والهجرة والعدل وحقوق استغلال الموارد الطبيعية.

طائرة أميركية في مدينة نوك عاصمة غرينلاند (الفرنسية)

واعتُبر هذا الاستفتاء خطوة نحو الاستقلال الكامل، خاصة مع الآمال في أن تخفف الإيرادات المحتملة من الموارد الطبيعية من الاعتماد الاقتصادي على الدنمارك.

مع بداية القرن الـ21، ازدادت مطالب سكان غرينلاند بالسيطرة على الشؤون الخارجية، خاصة بعد توقيع اتفاق عام 2004 سمح للولايات المتحدة بتحديث نظام الدفاع الصاروخي في قاعدة ثول الجوية شمال الجزيرة، مما عزز رغبة السكان في دور أكبر في القرارات السيادية التي تؤثر على الجزيرة.

وأثارت حادثة تحطم طائرة عسكرية أميركية عام 1968 قرب قاعدة ثول، كانت تحمل 4 قنابل هيدروجينية، مخاوف السكان بشأن استمرار الوجود الأميركي. وتزايد القلق بعد اكتشاف أن الولايات المتحدة كانت تخزن أسلحة نووية في الجزيرة، علما أن الدنمارك تحظر الأسلحة النووية على أراضيها أو فوقها، مما دفع إلى مطالبات بمزيد من السيطرة على الشؤون الدفاعية.

مشهد من قاعدة ثول الأميركية في غرينلاند (رويترز)

الانتخابات المحلية

وشهدت انتخابات البرلمان في يونيو/حزيران 2009 تحوّلا سياسيا مهما، إذ فقد حزب "سيوموت" السيطرة على السلطة لأول مرة منذ بدء الحكم الذاتي، وفاز حزب "إنويت أتاكاجيت" – يدعم الاستقلال الكامل- بأكثر من 40% من الأصوات، وتولى زعيم الحزب كوبك كليست تشكيل حكومة ائتلافية استعدادا لتوسيع الحكم الذاتي في وقت لاحق من الشهر.

وفي انتخابات 2013، عاد حزب" سيوموت" إلى السلطة بقيادة أليك هاموند، أول رئيسة وزراء في غرينلاند، وتبنت حكومتها سياسات جديدة شملت فرض حظر على منح تراخيص التنقيب عن النفط، وفرض إتاوات على الشركات الأجنبية قبل البدء بالتعدين، كما سمحت باستخراج بعض المعادن المشعة مثل اليورانيوم، الذي كان محظورا سابقا.

إعلان

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2014، استقالت هاموند بسبب اتهامات بإساءة استخدام أموال الحكومة، وتولى كيم كييلسن من حزب "سيوموت" منصب رئيس الوزراء.

جزيرة غرينلاند مغطاة في معظمها بالجليد وجزء قليل من أراضيها فقط يابسة (رويترز)

وفي انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني 2014، فاز كييلسن بحوالي 34% من الأصوات، وشكّل ائتلافا حكوميا جديدا. وبعد انقسام الائتلاف في 2016، تحالف كييلسن مع حزب "إنويت أتاكاجيت" وحزب "ناليراق" المؤيد للاستقلال.

وفي انتخابات أبريل/نيسان 2018، حصل حزب سيوموت على 27% من الأصوات مقابل 25% لحزب "إنويت أتاكاجيت". ونظرا للخلافات حول قضايا الصيد، لم يستطع الحزبان التحالف، فشكّل كييلسن حكومة جديدة.

وفي أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه، انسحب حزب "ناليراق" من الائتلاف، لكن كييلسن استمر في قيادة حكومة أقلية بدعم من حزب الديمقراطيين.

وتمحورت الانتخابات التي جرت في أبريل/نيسان 2021 حول مشروع منجم للمعادن النادرة، كان هناك أمل في أن يوفر عددا من الوظائف لكنه أثار مخاوف بيئية كبيرة.

وعارض حزب "إنويت أتاكاجيت" المشروع، ما مكنه من الفوز في الانتخابات، وحصل على 37% من الأصوات و12 مقعدا في البرلمان، في حين حصل حزب سيوموت على 30% من الأصوات و10 مقاعد.

وأصبح زعيم حزب "إنويت أتاكاجيت"، موتي بوروب إيجيدي، رئيسا للوزراء، وشكّل حكومة ائتلافية مع حزبي "ناليراق" و"أتاسوت".

ILULISSAT, GREENLAND - AUGUST 04: A man fishes near icebergs in the Ilulissat Icefjord on August 04, 2019 in Ilulissat, Greenland. As the Earth's climate warms summers have become longer in Ilulissat, allowing fishermen a wider period to fish from boats on open waters and extending the summer tourist season. Long term benefits are uncertain, however, as warming waters could have a negative impact on the local fish and whale population. (Photo by Sean Gallup/Getty Images)
صيد الأسماك يشكل أحد أهم مصادر الدخل لسكان جزيرة غرينلاند (غيتي إيميجز)

محاولات أميركية

حاول رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب شراء الجزيرة مرة أخرى في أغسطس/آب 2019 لكن حكومة الدنمارك وغرينلاند رفضتا. وفي 22 ديسمبر/كانون الأول 2024، أعرب ترامب عن أن ملكية الولايات المتحدة لغرينلاند وسيطرتها أمر ضروري للأمن القومي والحرية العالمية.

وقال ترامب إنه يريد أن يجعل غرينلاند جزءا من الولايات المتحدة، وإنه لا يستبعد استخدام القوة العسكرية أو الاقتصادية لإجبار الدانمارك على منحها لواشنطن.

إعلان

وعبرت الولايات المتحدة عن اهتمامها بتوسيع وجودها العسكري عبر أمور منها وضع رادارات هناك لمراقبة المياه بين الجزيرة وآيسلندا وبريطانيا، إذ تعد تلك المياه بوابة للسفن البحرية والغواصات النووية الروسية.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية

إعلان