اليورانيوم المنضب
اليورانيوم المنضب هو أحد أسلحة الدمار الشامل، برغم أنه لم يحظ بشهرة الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والنووية المعروفة. له قدرة تدميرية هائلة على البيئة بكل ما فيها من إنسان ونبات وحيوان، وقد استخدمته الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وكانت له نتائج كارثية.
خصائص
اليورانيوم المنضب هو أحد مشتقات اليورانيوم الطبيعي، ويعبأ به نوع من القنابل تطلق من المدافع أو تلقى من الطائرات المقاتلة، وله قدرة عالية على إذابة المواد الصلبة الخرسانية والمدرعة.
وإذا استخدمت قذيفة اليورانيوم المنضب ضد دبابة مثلا فإنها تمر فيها كما يمر السكين الحاد في قطعة من الزبدة، وتحولها إلى كتلة من اللهب وتطلق في الهواء أكسيد اليورانيوم الذي يسبب السرطان وأمراضا أخرى كثيرة.
وحين تصطدم قذيفة اليورانيوم المنضب بالهدف تحترق ذاتيا إلى درجات حرارية بالغة الارتفاع، وفي هذه الحرارة ينبعث اليورانيوم في جزيئات متناهية الصغر إلى تراب الغلاف الجوي، وفي تراب الغلاف الجوي يخبز اليورانيوم نفسه في عجينة الجزئيات الميكروسكوبية التي تعلق إلى الأبد بالغلاف الجوي.
لقد استخدم اليورانيوم المنضب في أنظمة الأسلحة الأميركية والبريطانية والروسية والإسرائيلية لما لا يقل عن 15 عاما وتم تصديره إلى أكثر من عشرين دولة، لما يتمتع به هذا المعدن من كثافة عالية تعطيه طاقة حركية عالية بالنسبة لحجمه وخاصية الاشتعال، حيث إنه يشتعل بدرجة عالية وينصهر في الدروع مما يزيد من تأثيرات الاحتراق للذخيرة المصنوعة منه.
الاستخدام
استخدم اليورانيوم المنضب في المعارك التي قادتها الولايات المتحدة الأميركية في الخليج عام 1991 وفي البلقان في الأعوام 1994 و1995 و1999، وفي أفغانستان عقب أحداث 11 سبتمبر/أيلول
2001.
وأثار استخدام السلاح غضبا عاما عندما ارتفع عدد الجنود الأميركيين والبريطانيين والأوروبيين المصابين بأعراض الإشعاعات التي تتصاعد من اليورانيوم المنضب.
ويعتقد كثير من علماء الفيزياء والأطباء أن غبار أكسيد اليورانيوم الذي استنشقه أو ابتلعه الجنود خلال حرب الخليج الثانية هو السبب أو العامل المساعد في ما عرف بأعراض الخليج التي يشكو منها أكثر من 130 ألف جندي أميركي وأوروبي من أصل 697 ألف شاركوا في الحرب.
واشتكى هؤلاء من مشاكل صحية تتراوح بين مشاكل في الجهاز التنفسي إلى مشاكل صحية في الكبد والكلية وفقدان الذاكرة والصداع والتعب المستمر والحمى وانخفاض ضغط الدم.