ياموسكرو
عاصمة ساحل العاج السياسية والإدارية من الناحية الرسمية. وبالرغم من أنها متوسطة الحجم ولا تتمتع بموقع إستراتيجي مهم، فإنها مدينة فخمة وحديثة وفيها كثير من المنشآت الدينية والسياحية والإدارية المهمة.
الموقع
تقع مدينة ياموسوكرو وسط ساحل العاج، وقد جاءت أهميتها من كونها مسقط رأس الرئيس الأول المؤسس لساحل العاج، فيليكس هوفيت بوانييه، الذي ولد فيها عام 1905، وحكم البلاد من عام 1960 تاريخ استقلالها عن مستعمرتها فرنسا، وحتى رحيله عام 1993.
وتشتهر ياموسوكرو بمبانيها ومنشآتها الحديثة، وبكنيستها التي تعتبر أكبر كنيسة في أفريقيا وإحدى أكبر الكنائس في العالم، وقد افتتحها البابا يوحنا بولص الثاني عام 1990 في احتفال ضخم مشهود، بعد أن أنفق بوانييه أموالا كثيرة على بنائها وتشييدها.
السكان
بلغ عدد سكان ياموسكرو عام 2011 نحو 300 ألف نسمة، ويعد هذا رقما متواضعا إذا قيس بالعاصمة السابقة أبيدجان التي يسكنها أكثر من أربعة ملايين نسمة.
التاريخ
استطاع فيليكس هوفيت بوانييه تحويل مسقط رأسه ياموسوكرو من قرية صغيرة هامشية وغير معروفة إلى عاصمة سياسية لساحل العاج التي تعتبر إحدى أكبر وأهم الدول الأفريقية، وأكثرها غنى بالموارد الطبيعة.
وخلال العقدين الأولين من حكمه قدم الكثير لبناء المدينة على أسس حديثة، ولم يبخل عليها بعد ذلك بوسائل التحديث والتطوير العمراني لجعلها المدينة الأهم في البلاد.
وتوج مساعيه تلك باستصدار قرار من الجمعية الوطنية (البرلمان) عام 1983 بنقل عاصمة البلاد من مدينة أبيدجان -التي تعتبر الأهم والأقدم والأكثر سكانا وموارد، والأفضل من حيث الموقع الجغرافي والإستراتيجي- إلى ياموسوكرو التي لا تتمتع بأهمية خاصة سوى كونها مسقط رأسه، ومسكنا لعائلته وأسرته الخاصة.
وعلى الرغم من ذلك ومن إرادة التطوير والتحديث، فإن الموارد والإمكانات المالية لم تسعفه في العقد الأخير من حياته لنقل كل مصالح الدولة ومقارها الحكومية إلى ياموسوكرو، فبقيت لأجل ذلك أبيدجان عاصمة فعلية للبلاد بحكم اعتبارات التاريخ والجغرافيا والسكان.
واحتفظت ياموسوكرو حتى بعد رحيل بوانييه بصفة العاصمة السياسية للبلاد، لكنها مع الوقت تحولت إلى قيمة رمزية أكثر منها فعلية، حيث عادت إلى مدينة أبيدجان مكانتها السياسية دون أن تسمى عاصمة للبلاد.