باريس

epa04144811 A general view of the Eiffel tower in Paris, France, 28 March 2014. Built for the 1889 World Fair hosted in Paris, the iconic Parisian landmark will celebrate its 125th anniversary in March 2014. EPA
برج إيفل الذي يزيد ارتفاعه عن ٣٠٠ متر، يعد أبرز معالم باريس (الأوروبية)

كبرى مدن فرنسا وعاصمتها، تحتضن خليطا من الأعراق والثقافات والديانات، فيما يروي عمرانها حكايات قرون من التاريخ والثقافة والفن، توصف بأنها عاصمة الثقافة الفرنسية الأوروبية، وتلقب بمدينة النور.

الموقع
تقع باريس وسط شمال فرنسا وفي قلب منطقة إيل دو فرانس، يخترقها نهر السين ويقسمها إلى جزيرتين: "إيل سان لويس"، و"إيل دو لا سيتي" التي تعتبر أقدم أحياء باريس. تبلغ مساحة باريس المدينة 105 كيلومترات مربعة، مناخها معتدل على العموم يتسم بالتقلب وعدم الاستقرار.

السكان
يبلغ عدد سكانها -حسب مجالها الإداري- مليونين و257 ألفا و981 نسمة، وفق الأرقام الرسمية التي نشرت بتاريخ 1يناير/كانون الثاني 2011، فيما يقدر عدد سكانها بإضافة الضواحي قرابة 12 مليون نسمة، وهي من أكثر المدن كثافة سكانية في العالم. تتعدد وتختلف انتماءات سكانها العرقية وأصولهم ودياناتهم.

الاقتصاد
تعتبر باريس مركزا اقتصاديا مهما في فرنسا والعالم كله، وتحتضن مقرات معظم الشركات الفرنسية وشركات عالمية أخرى. بلغ ناتجها المحلي الإجمالي عام 2011 حوالي 607 مليارات يورو (845 مليار دولار)، ما جعلها خامس أغنى مدينة في العالم بعد طوكيو ونيويورك ولوس أنجلوس ولندن.

يعتمد اقتصادها على قطاع الصناعة التكنولوجية المتطورة، وصناعة السيارات والطائرات، وقطاع الخدمات.

كما تعتمد على قطاع السياحة، حيث بلغ عدد زوارها عام 2012 حوالي 29 مليونا، حسب تقرير المكتب الوطني للسياحة. وتستفيد في ذلك من توفر شبكات نقل متطورة، من سكك الحديد وشبكات الطرق السريعة والمطارات، حيث يوجد فيها أربعة مطارات دولية.

إعلان

التاريخ
ارتبط اسم باريس بسكانها الأوائل الذين كانوا يعرفون باسم "باريسي"، إحدى قبائل الغال التي قطنت بضفاف نهر السين في القرن الثامن قبل الميلاد.

هيمن عليها الرومانيون بين القرن الأول والقرن الرابع الميلادي، وبنوا بها حصنا وغيروا اسمها إلى لوتيشيا. استعادت اسمها بعد تخلصها من الرومانيين عام 360 تقريباً.

كما شهدت صراعات كثيرة على الحكم، وعانى أهلها من الحروب والثورات، وفترات مجاعة وكوارث، وانتشار أمراض فتاكة كالطاعون الذي أودى بحياة الآلاف من سكانها، خاصة في القرن 14 و16 و17.

كما عرفت فترات ازدهار وتطور عمراني، خاصة في نهاية الـ11 ميلادي، حيث تأسست جامعة باريس عام 1200 في عهد فيليب أوغست، وافتتحت بها مدارس السوربون.

احتلها الإنجليز في القرن الـ14 ودخلت في حرب استمرت قرابة مائة عام، فبدأت تدريجيا في فقدان مكانتها نتيجة عدم الاستقرار إلى أن تحررت في عهد شارل السابع.

شهدت بعد ذلك حروبا دينية خلّفت مآس عديدة كمذبحة سان بارتيليمي، إضافة إلى ثورات قام بها سكانها في القرنين الـ16 والـ17.

في القرن الـ18 تحسنت أوضاع باريس، وظهرت طبقة من المثقفين والمفكرين عُرفوا برواد عصر التنوير وباتت كتاباتهم مراجع عالمية في مجال الفكر والسياسة، كدنيس ديدرو، وفولتير ومونتسكيو وغيرهم.

وفي نهاية القرن الـ18 انطلقت في باريس شرار الثورة الفرنسية ضد الملك لويس السادس، فأعدم هو وزوجته عام 1793 في ميدان الكونكورد.

قام نابليون بونابرت بعد ذلك بانقلاب عسكري، وعلى إثر هزيمته في مارس/آذار 1814 احتل الروس والحلفاء باريس، وعادت الملكية -من سلالة البوربون- إلى الحكم في شخص لويس الـ18 وشارل العاشر.

قامت ثورة جديدة في يوليو/تموز1830 وغيرت نظام الحكم إلى ملكية دستورية مع الملك لويس فيليب الأول، الذي قامت ضده ثورة في فبراير/شباط 1848 أسست الجمهورية الفرنسية الثانية.

إعلان

مع الثورة الصناعية عرفت باريس نقلة نوعية في البنى التحتية، وساهم البارون هوسمان، محافظ نهر السين في تطويرها ورسم طرقها وشوارعها التي لا تزال محافظة على طابعها التاريخي.

أثرت الحرب الفرنسية البروسية (1870-1871) على ما تم إنجازه وأسقطت الجمهورية الثانية، لكن باريس تجاوزت ما حل بها وتم ترميم المباني المتضررة، ومواصلة العمران وبناء معالم كبيرة كبرج إيفل عام 1889.

وبالموازاة مع ذلك نشطت الحركة التجارية والصناعية والسياحية بالمدينة، كما منحها تدشين مترو باريس عام 1900 دفعة كبيرة.

عانت المدينة مرة أخرى من ويلات الحرب خاصة الحرب العالمية الثانية بعدما تعرضت للغزو النازي، الذي تحررت منه عام 1944.

شكلت نهاية الحرب العالمية الثانية انطلاقة جديدة للمدينة حيث عرفت  تطورا كبيرا في كل المستويات الديمغرافية والصناعية والاقتصادية والعمرانية -التي حافظت على الطابع التاريخي التقليدي- والثقافية والعلمية حتى باتت من أبرز عواصم العالم، وملتقى المفكرين والفنانين والأدباء، يشهد على ذلك عدد المسارح والمؤسسات والمعاهد العلمية والأدبية، والمتاحف والمكتبات.

المعالم
تتوفر باريس على معالم وآثار تاريخية عديدة جعلتها قبلة سياحية عالمية، منها برج إيفل الذي يزيد ارتفاعه عن ٣٠٠ متر، ومتحف أورسيه، ومتحف اللوفر -الذي يضم أثمن التّحف والقطع الأثريّة في العالم- وقوس النصر المبني في عهد نابليون بونابرت تخليدا لانتصارات الجيوش الفرنسية.

ومن معالمها الشهيرة، كاتدرائية نوتردام أو كاتدرائيّة السّيّدة العذراء على ضفّة نهر السّين، وهي تحفة معمارية. إضافة إلى مقبرة العظماء (البانثيون) التي بنيت عام ١٧٩٠، وتضم رفات كثير من مشاهير فرنسا لعصور وحقب تاريخية مختلفة. وقصر غارنييه وهو أحد أكبر بيوت الأوبرا في فرنسا، ويشهد ميدان الكونكورد في أكبر ساحة عامّة في المدينة على تاريخ ثورة انقلب عليها نابليون.

إعلان
المصدر : الجزيرة

إعلان