أغاديس
إقليم الثروة والثورة في النيجر، تتمركز فيه مناجم اليورانيوم وكان قديما مركزا للتبادل التجاري بالمنطقة، كما أنه موطن قومية الطوارق التي قادت عدة ثورات مسلحة ضد الحكومة المركزية.
الموقع
يحتل إقليم أغاديس مساحة تزيد على 667 ألف كلم مربع أي ما يعادل أكثر من نصف مساحة البلاد، ويتميز بتماسه الجغرافي مع دول محورية بالمنطقة، حيث تحده كل من الجزائر من الشمال الغربي، وليبيا من جهة الشمال الشرقي، وتشاد من الشرق، ومالي من الغرب.
وينقسم الإقليم إلى ثلاث دوائر إدارية رئيسية هي: آرليت وبيلما وتشيروزرين، وتتبع لهذه الدائرة الأخيرة بلدية آغاديس التي تعتبر عمق الإقليم التاريخي والتجاري.
السكان
يبلغ سكان إقليم آغاديس نحو 488 ألف نسمة (وفق تقديرات رسمية عام 2010)، ويتمركز حوالي 70% من إجمالي سكان الإقليم في دائرة تشيروزرين الإدارية وحدها. وتعيش في الإقليم قوميات الهاوسا والجرما والطوارق والتبو والفولان ، وإن كان الطوارق هم الأكثر عددا والأقوى تأثيرا.
الاقتصاد
يعتبر إقليم آغاديس معقل الثروة المنجية في البلاد، حيث تتمركز فيه مادة اليورانيوم التي بدأ استغلالها سنة 1971، ويمثل إنتاجها نصف صادرات البلاد سنويا وقرابة 7.5% من الإنتاج العالمي من هذه المادة.
يتمركز اليورانيوم بشكل رئيسي في مناجم آزليك وآرليت وآكوتا التي تقع في دائرة آرليت الإدارية.
يعتمد النشاط الاقتصادي لسكان الإقليم أساسا على تنمية الثروة الحيوانية والتجارة، وكانت السياحة تشكل أحد الروافد الاقتصادية لسكان المنطقة إلا أن الاضطرابات الأمنية والثورات المسلحة التي يعرفها الإقليم من حين لآخر أثرت على حركة السياحة.
التاريخ
تشير مصادر تاريخية إلى أن مدينة آغاديس -التي يحمل الإقليم اسمها- أسست حوالي 1170م، بينما تفيد أخرى بأنها أنشأها تجمع لثلاث قبائل من الطوارق (هي: ساندال وكل-أووي وكل-غرس) في حدود عام 1460م ، وكلمة "آغاديس" في لغة الطوارق هي ترجمة لفعل "زار".
كانت آغاديس قديما مركزا مهما في التجارة الصحراوية وملتقى للعديد من القوافل التجارية التي تجوب صحارى المنطقة.
قاد سكان المنطقة في سنتي 1916 و1917 ثورة مسلحة بزعامة السلطان آغ محمد كواصن ضد الاحتلال الفرنسي للمنطقة، وشهدت المنطقة -بعد استقلال البلاد عن فرنسا 1960- عدة ثورات مسلحة احتجاجا على تهميش الحكومة المركزية للمنطقة وإهمالها، حسب تبريرات قادة الطوارق.
المعالم
تتمتع المنطقة بمعالم تاريخية وطبيعية من أهمها: سلسلة جبال آير التي تخترق مناطق واسعة من الإقليم وتقدر مساحتها بنحو 70 ألف كلم مربع، وتعد هذه الجبال أحد أهم معالم تضاريس المنطقة المعروفة بتلاحم الجبال والصحارى.
من معالم الإقليم أيضا "مسجد آغاديس" الذي يعتبر من أقدم مساجد البلاد إذ تأسس سنة 1515 ويبلغ طول منارته قرابة 27 مترا، وحافظ المسجد على هيئته قرونا عدة رغم كون بُني من الطين.