الخرطوم
عاصمة السودان وقلب أفريقيا -بالنسبة لخطوط الطيران- تمتاز بموقعها الإستراتيجي عند ملتقى النيلين الأزرق والأبيض، ما جعل منها منطقة جذب سياحي تزخر بكثير من المعالم الطبيعية والأثرية.
الموقع
تقع الخرطوم في منتصف المساحة المأهولة وسط السودان تقريبا -أقرب إلى الشرق- بين خطي العرض 16 شمالا و15 جنوبا وخطي الطول 21 غربا و24 شرقا.
وتمتد مساحتها البالغة 20 ألفا و736 كيلومترا مربعا بين الضفة الغربية لنهر النيل الأزرق من الناحيتين الشرقية والشمالية، والضفة الشرقية للنيل الأبيض من الغرب وسهل الجزيرة تجاه الجنوب.
وتتوسط الخرطوم ولايات كسلا والقضارف والنيل والجزيرة والنيل الأبيض وشمال كردفان. وهي أيضأ قريبة من ولايات النيل الأزرق والشمالية وسنار وجنوب كردفان، وتفصلها عن ولايات دارفور الكبرى أرض صحراوية جرداء.
وتقع المدينة على ارتفاع 382 مترا عن سطح البحر فوق أرض سهلية مستوية السطح مع انحدار طفيف نحو مجرى نهر النيل، والمناخ فيها معتدل في فصل الشتاء مع ارتفاع في درجات الحرارة في الصيف وهطول أمطار غزيرة في موسم الخريف.
وتتميز المدينة بموقعها الإستراتيجي في وسط السودان حيث التقاء النيل الأزرق بالنيل الأبيض الذي جعل منها منطقة جذب سياحي تزخر بالمعالم الطبيعية والأثرية، ومحور نقل واتصالات محليّة وإقليمية.
السكان
يبلغ عدد سكان مدينة الخرطوم 2.682.431 نسمة، وتتنوع التركيبة السكانية فيها نتيجة الهجرات العديدة إليها منذ عهود قديمة، فإلى جانب الجنسيات والقوميات المختلفة التي قدمت مع جيوش محمد علي باشا وأعداد الموظفين الكبيرة من أصول غير سودانية مثل الأتراك والشركس والأرناؤوط والإغريق والسوريين والمصريين والأرمن والأكراد، وفدت مؤخرا إلى الخرطوم عمالة أجنبية شملت الأتراك والصينيين والبنغال.
كما هاجرت إلى الخرطوم جماعات من البلدان الأفريقية المجاورة وغير المجاورة لأسباب سياسية واقتصادية وبسبب موجات الجفاف في بلدانها، ومن بين هؤلاء المهاجرين لاجئون من إثيوبيا وإريتريا وتشاد وزائير ومن الصومال وجنوب أفريقيا، هذا فضلا عن الهجرات الداخلية من ولايات السودان المختلفة لأسباب عديدة في مقدمتها الهجرة التقليدية من الريف إلى الحضر، وبسبب الحرب في بعضها كما في دار فور وجنوب كردفان.
التاريخ
يرجع تاريخ تأسيس الخرطوم -بوصفها عاصمة- إلى العقود الأولى من القرن التاسع عشر إبّان فترة الحكم التركي المصري للسودان، إلا أن تاريخها مركزا للاستيطان البشري أبعد من ذلك، فقد عاش فيها الإنسان منذ العصر الحجري، كما كان موقعها موطن حضارة قديمة عُرفت بمملكة علوة.
شهد القرن الماضي أول مرحلة من مراحل ازدهار الخرطوم عندما شيدت العمارة في العهد البريطاني المصري على النسق المعماري الإنجليزي، والذي لا يزال ماثلا للعيان في الأبنية القديمة في جامعة الخرطوم وبعض المرافق الحكومية المطلة على النيل، والتي تحول بعضها إلى متاحف مفتوحة للجمهور، وفي بعض الجسور المقامة على نهر النيل التي تربط المدينة بما يحيط بها من مناطق حضرية.
وقد اختلفت الروايات حول سبب تسميتها بهذا الاسم ومعنى اللفظ، ويرجح أن التسمية ترجع إلى شكل قطعة الأرض التي تقع عليها ويشقها نهرا النيل ويلتقيان فيها في شكل انحنائي يرسمان به ما يشبه خرطوم الفيل.