باسوك

شعار باسوك - الموسوعة

حزب اشتراكي يوناني يعرف اختصارا باسم باسوك، تأسس بعد سقوط الحكم العسكري عام 1974. كانت له علاقات مميزة مع منظمة التحرير الفلسطينية وليبيا والعراق.

النشأة والتأسيس
يعتبر الحزب الاشتراكي لعموم اليونان (باسوك) امتدادا لمجموعات المقاومة التي ناضلت ضد الحكم العسكري، كانت بداياته راديكالية بشكل كبير. بدأت عناصره الراديكالية تتقلص أو تقصى من الحزب مع تسلمه السلطة أواخر 1981.

التوجه الأيديولوجي
ينتمي باسوك إلى الفكر الاشتراكي ويتبنى موقفاً سياسياً في يسار الوسط. وهو عضو في الاشتراكية الأممية، كما كان عضواً في الحزب الاشتراكي الأوروبي، ويضم الحزب مجموعات من المناضلين القدامى الحالمين بالاشتراكية، والحداثيين المكونين من أكاديميين وصحفيين ومفكرين ويدعمون التوجه الأوروبي لليونان، ومجموعة من الوسط الكارهة لليمين والشيوعيين معاً.

كان باسوك ينادي في بداياته بشعارات الاستقلال الوطني والسيادة الشعبية والتحرر الاجتماعي، وكان متطرفا في طرحه المعادي للإمبريالية حتى إنه كان يتهم الحزب الشيوعي اليوناني بالعمالة للغرب، وتحول فيما بعد إلى حزب يسار وسط مرهق بالقضايا الاجتماعية والسياسية لليونان، مما قلص الفروق العملية بينه وبين يمين الوسط.

التجربة السياسية
منذ عام 1974 حتى 1981 كان الحزب ينادي بخروج اليونان من المؤسسات الغربية مثل حلف ناتو والسوق الأوربية المشتركة، لكن مع وصول أندرياس باباندريو الى الحكم تراجع عن هذه الشعارات.

دعم حتى منتصف الثمانينيات حركات التحرر العالمية وحركات السلام و طالب بحرية العالم الثالث، و كانت لكوادره اتصالات مبكرة مع منظمات تحررية عربية مثل منظمة التحرير ودول مثل العراق وليبيا. اتهم بعد أول فوز للحزب في انتخابات عام 1981 بتلقي أموال عربية ساعدته على الفوز.

تعتبر فترة حصار بيروت في صيف 1981 أكثر فترة ظهر فيها تضامن اليونان مع العالم العربي حيث قامت مظاهرات كبرى منددة بالاحتلال الإسرائيلي، وانطلقت حملات شعبية لإرسال مساعدات للمحاصرين في بيروت، كما تولت اليونان الرسمية دورا مهما في الأزمة وأرسلت سفناً تجارية لإخراج مقاتلي منظمة التحرير من بيروت.

بعد وفاة أندرياس باباندريو في شهر يونيو/حزيران 1996، تولى كوستاندينوس سيميتيس رئاسة الوزراء لينهي نهج باباندريو، ويتوجه بشكل مطلق إلى أوروبا، مهملا علاقاته بالشرق الأوسط.

استلم سيميتيس رئاسة الحزب حتى فبراير/شباط 2004 حيث استقال وانتخب مكانه يورغوس باباندريو، نجل أندرياس باباندريو، و كانت أول عملية انتخاب حزبية يشترك فيها أصدقاء الحزب الذين ضموا مئات الأجانب المقربين من باسوك.

مع فشل الحزب في انتخابات 16 سبتمبر/أيلول 2007، طلب جورج (جيورغوس) باباندريو من أعضاء الحزب تجديد ثقتهم بشخصه، و كان أبرز منافسيه إيفانغيلوس فينيزيلوس، الزعيم الحالي للحزب، لكن الأخير لم ينجح حينها في زحزحة باباندريو عن موقعه.

عاد باسوك عام 2009 إلى السلطة بزعامة جورج باباندريو الذي أطلق وعودا مغرية بشأن الاقتصاد، لكن الأزمة الاقتصادية العالمية -التي بدأت آنذاك بالظهور والانتشار- خيبت آمال اليونانيين.

في آخر فترة من فترات حكومة باسوك عام 2009، فاجأ جورج باباندريو الجميع بانفتاح غير مسبوق على إسرائيل بحجة أن مكانة اليونان كوسيط بين الفلسطينيين وإسرائيل تتطلب موقفاً متوازناً وصداقة مع جميع الأطراف.

وقعت حكومة جيورغوس باباندريو أول اتفاقية دين مع الدائنين تضمنت شروطا تقشفية على أكثر من صعيد. واشترك الحزب في 11 نوفمبر/تشرين الثاني2011 في حكومة ائتلافية عرفت بحكومة باباذيموس.

في مايو/أيار 2012 حصل باسوك على نسبة 13.18% من الأصوات، وحل ثالثا بعد حزبي الديمقراطية الجديدة والتجمع اليساري "سيريزا"، واتفقت أحزاب الديمقراطية الجديدة، باسوك واليسار الديمقراطي المنشق عن تجمع اليسار "سيريزا" على تشكيل حكومة ائتلافية لإعادة التفاوض بشأن اتفاقية الدين.

مع الضعف الواضح في شعبيته، أسهم باسوك عام 2014 في إنشاء حركة سياسية بمسمى الزيتونة -الحركة الديمقراطية.

المصدر : الجزيرة