مجزرة كاتين
وقعت مجزرة كاتين -التي قتل فيها الآلاف من البولنديين من بينهم ضباط وفنانون وسياسيون- عام 1940 على أيدي أفراد الشرطة السرية السوفياتية، بناء على أوامر من الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين، وبعد أشهر فقط من تقسيم بولندا على يد ألمانيا النازية وستالين.
وقامت الشرطة السوفياتية يومئذ بإعدام نحو 22 ألف بولندي، منهم ثمانية آلاف ضابطا كانوا أسرى حرب أثناء الغزو السوفياتي لبولندا عام 1939، وستة آلاف ضابط شرطة، والباقي من النخبة السياسية والثقافية، وتمَّ إعدامهم بإطلاق النار على رؤوسهم وإلقاء جثثهم في مقابر جماعية.
ورغم أن عمليات القتل وقعت في عدة مواقع، فإن غابة كاتين الواقعة غرب روسيا أصبحت هي الرمز الرئيسي للمجزرة التي ظل الروس يحمّلون النازيين المسؤولية عنها حتى عام 1990، عندما اعترف الزعيم السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف بمسؤولية بلاده عنها.
لكن اعتراف روسيا لم يشفع بفتح أرشيفها وتقديم الوثائق لبولندا، وظل بعض الروسيين يحاولون الترويج لرواية مسؤولية الألمان عن المذبحة إلى غاية أبريل/نيسان 2010، حين نشرت موسكو -بأمر من الرئيس الروسي دميتري مدفيدف- وثائق سوفياتية تخص المجزرة على موقع محفوظات الدولة.
وكانت تلك الوثائق محفوظة لعقود في أرشيف الحزب الشيوعي، وذلك بهدف تعزيز التقارب وتحسين العلاقات بين روسيا وبولندا.
وجاء قرار دميتري بعد موافقة مجلس النواب الروسى (الدوما) على إعلان يقرُّ بمسؤولية الزعيم السوفياتى السابق جوزيف ستالين عن المجزرة خلال الحرب العالمية الثانية.
وكانت السرية رفعت عن تلك الوثائق في سبتمبر/أيلول 1992 بأمر من الرئيس بوريس يلتسين، وتم كشفها لبولندا، وحصر الاضطلاع عليها على الباحثين المتخصصين فقط.
شاركت روسيا -للمرة الأولى- في إحياء ذكرى المجزرة في غابة كاتين بحضور رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ونظيره البولندي دونالد تاسك في أبريل/نيسان 2010، لكنها لم تقدم اعتذارا رسميا للبولنديين.
ودعا بوتين يومها البولنديين لأن لا ينحوا باللائمة على الشعب الروسي في هذه المجزرة التي ارتكبها جهاز الشرطة السرية لستالين، وأن ينظروا إلى المستقبل لا إلى الماضي فحسب.