جمهورية النيجر
تدعى رسميا جمهورية النيجر، وهي إحدى دول غرب أفريقيا، عاصمتها نيامي، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى نهر النيجر المتدفق عبر الجزء الجنوبي الغربي من أراضيها، ويعني اسمها بلغة "تامشق" المحلية "نهر بين الأنهار".
تعيش فيها خمسة أعراق وتتحدث خمس لغات مختلفة، ويتنوع مناخها بين الصحراوي الجاف، والماطر الرطب، وتعتمد في اقتصادها على الثروتين الزراعية والحيوانية، وتحتل المرتبة الأولى عالميا في احتياطي اليورانيوم.
الاسم الرسمي: جمهورية النيجر.
الاسم المختصر: النيجر.
العاصمة: نيامي.
اللغة الرسمية: الفرنسية.
النظام السياسي: جمهوري.
تاريخ الاستقلال: 3 أغسطس/آب 1960 (عن فرنسا).
العملة: الفرنك الأفريقي.
التقسيم الإداري
التقسيم الإداري في النيجر مكون من سبع مناطق أساسية ومحافظة مستقلة هي العاصمة السياسية نيامي، التي تعد أكبر مدينة في البلاد وعاصمتها الاقتصادية كذلك، وتقع على جانب الضفة الغربية لنهر النيجر.
الموقع
تقع النيجر وسط القارة الأفريقية، ولا ساحل لها، تحدها من الشمال الغربي الجزائر، ومن الشمال الشرقي ليبيا.
وتحدها تشاد من الشرق، ونيجيريا وبنين من الجنوب، وبوركينا فاسو ومالي من الغرب، وتمتد جنوبا من مدار السرطان، وتقع ثلثا أراضيها الشمالية في صحراء استوائية جافة.
المساحة
تمتد جمهورية النيجر 1200 كلم من الشمال إلى الجنوب، و1460 كلم من الشرق إلى الغرب، ويعبر نهر النيجر حوالي 563 كلم من أراضيها.
نهر النيجر
تتشتت مياه نهر النيجر في منطقة الدلتا الداخلية في مالي، ما يسبب تغيرا في تدفقه، ولا يتدفق ماء النهر لأبعد من نيامي، إلا في شهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط من كل عام.
وفي بقية العام يغذى النهر بمجاري مائية مؤقتة، تتدفق من الضفة اليمنى، مثل "الغورول" و"الدارغول" و"السربا" و"الغروبي" و"غيرها" من المناطق، التي تشكل مناطق رطبة.
وفي شرق النيجر يوجد حوض بحيرة تشاد، وهي بحيرة ضحلة كبيرة ويقل مداها كثيرا في موسم الجفاف.
وتوجد بعض البحيرات والبرك الدائمة، التي تتجمع فيها مياه الأمطار، مثل "كيتا" و"أدونا" في منطقة آدار دوتشي، كما يتم استغلال منسوب المياه الجوفية في بعض المناطق لإنتاج آبار ارتوازية.
مناخ النيجر
تعد النيجر واحدة من أكثر المناطق حرارة في العالم، لكن في الجزء الجنوبي منها يكون المناخ ساحليا، ما يعني أنه يتميز بموسم أمطار قصير خلال شهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط.
وفي ذلك الموسم يهب المعادل القاري للرياح الشمالية الشرقية، ويكون باتجاه الجنوب الغربي من الصحراء، وباتجاه خط الاستواء، وعادة ما يكون محملا بالغبار وشديد الجفاف.
ويعيق ذلك الموسم الحياة الزراعية والظروف المعيشية على حافة الصحراء، إلا أنها تنتهي بعد وصول الرياح التي تهب من المحيط الأطلسي إلى خط الاستواء.
وتمتد الأمطار من شهر أبريل/نيسان لعدة أشهر، وشهر أغسطس/آب هو موسم الأمطار في كل المناطق باستثناء أقصى الشمال، حيث لا يمكن التنبؤ بسقوطها.
وفيما يتعلق بدرجات الحرارة، فترتفع من فبراير/شباط إلى مايو/أيار، الذي يعد الشهر الأكثر حرارة في السنة، وتصل فيه درجة الحرارة إلى 45 درجة مئوية في بعض مناطق الصحراء الشمالية.
وتنخفض خلاله موسم الأمطار، ثم ترتفع مرة أخرى، قبل أن تنخفض إلى معدلاتها السنوية الدنيا في شهر ديسمبر/كانون الأول أو يناير/كانون الثاني.
السياسة
النيجر جمهورية بموجب دستور 2010، وينتخب رئيس الدولة بالتصويت الشعبي، وتمتد ولايته خمس سنوات، ويمكن تجديدها مرة واحدة فقط.
ويعين الرئيسُ رئيسَ الحكومة، وتناط السلطة التشريعية بالجمعية الوطنية (البرلمان)، ويتم انتخاب أعضائها شعبيا لولاية تمتد خمس سنوات.
ويتألف النظام القضائي في النيجر من محكمة العدل العليا، والمحكمة العليا، والمحكمة الدستورية، والمحاكم الابتدائية.
وللأغراض الإدارية يدير كل منطقة (إقليم) حاكم، وتلك المناطق هي "أغاديز" و"ديفا" و"دوسو" و"مارادي" و"تاهوا" و"تيلابيري" و"زيندر"، إضافة إلى العاصمة نيامي.
اللغة
تعد الفرنسية اللغة الرسمية المستخدمة في الدوائر الحكومية، وكذلك في التدريس، رغم أنها مفهومة فقط من الأقلية المتعلمة، كما تدرس الإنجليزية لطلاب الثانوية، باعتبارها لغة أجنبية رئيسية.
أما غالبية الشعب النيجري فيتحدثون لغة "الهوسا" أو يفهمونها على الأقل، ولهذه اللغة إرث أدبي كبير، مطبوع بأحرف لاتينية، وتعد "السوناغي" ثاني أهم لغة بعد الهوسا، وتستخدم في دول أفريقية أخرى مثل مالي وبوركينا فاسو، ولها عدة لهجات، في النيجر منها اثنتان، شرقية وغربية.
ومنهم من يتحدث بلغة "تامشق" وهم الطوارق، وآخرون يتحدثون "الفولانية" وهم شعوب "الفولان"، كما يتحدث بعضهم العربية. وفي مدينة أغاديس واحدة من أقدم المدارس العربية في أفريقيا.
وحولت لغتا "الهوسا" و"الفولانية" إلى لغات مكتوبة باستخدام الأبجدية العربية، وتسمى تلك الكتابة "العجمي".
سكان النيجر
نشأت دول سياسية كبيرة في الجزء الجنوبي من النيجر فيما يعرف بأفريقيا السوداء، منها غانا ومالي وسونغاي، وكذلك دول الهوسا وإمبراطوريتا سوكوتو وبرنو.
ولا يزال الجزء الشمالي من النيجر ينتشر فيه الطوارق، كما يتوزع السكان في المناطق التقليدية العديدة، والتي لا تزال معروفة بأسمائها القديمة رغم التقسيم الإداري الحديث لها.
ويتكون سكان النيجر من الريف والبدو والسكان المستقرين، ويعيش حوالي خمس السكان في المدن، وتوجد قرابة 10 آلاف قرية، نصفها لا يزيد عدد سكانها عن المئات، ولا توجد عمليا قرى في المناطق الصحراوية.
ويعيش كل من الفولان والطوارق في مجموعات قبلية، ويكسبون قوتهم من مواشيهم، ويعيش الفولان قبل كل شيء على الحليب بأشكال مختلفة، أما الطوارق فيعيشون على اللحوم والتمور.
وتعتمد معيشة القوميات المستقرة، مثل الهوسا وسونغاي وزارما والكانوري، الذين يسكنون أحواض النيجر وتشاد، إلى حد كبير على الزراعة. ويزرعون حبوب الدخن والأرز والذرة والفول السوداني والقطن، كما يعملون في الحدادة وصناعة الأحذية. وعلى ضفاف بحيرة تشاد ونهر النيجر تعيش قوميات بودوما وسوركو وتعتمد على الصيد.
وتقيم هذه القوميات المستقرة في مساكن تختلف عن تلك المصنوعة من القش، وتكون مساكنهم مصنوعة من الـ"بانكو" (الطين الصلب)، باستثناء قومية "ووجو" التي تعيش في خيام من الحصير الدقيق.
وينتشر بين السكان البدو ميلهم إلى الاستقرار، وتوسع القوميات المستقرة أراضيها الزراعية باتجاه الشمال، وتبطئ وتيرة توسعها في موسم الجفاف الذي تكثر فيه الهجرة إلى المدن والبلدان الأخرى.
وقد أنشئت مدن لتكون محطات توقف للقوافل العابرة للصحراء في القرن الخامس عشر، مثل مدينتي أغاديس وزيندر، لكن مع تطور الطرق التجارية على السواحل تدريجيا، فقدت تلك المدن أهميتها الاقتصادية السابقة، وتراجعت مدن أخرى خلال الحقبة الاستعمارية.
ويعد معدل المواليد ومعدل النمو السكاني في النيجر من بين أعلى المعدلات في العالم، ومعدل الوفيات في البلاد من بين أعلى المعدلات في أفريقيا. ويبلغ متوسط العمر المتوقع حوالي 58 عاما للرجال، و61 عاما للنساء.
وسكان النيجر عموما من الشباب، نصفهم تقريبا تحت سن الـ15، وحوالي الربع تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاما.
خمسة أعراق
في النيجر خمس جماعات عرقية، وتمثل الهوسا المجموعة الأكبر، وتشكل أكثر من نصف سكان البلاد، رغم أن غالبية الهوسا يعيشون في نيجيريا.
وفي الجنوب الغربي من النيجر تعيش قومية سونغاي، ويندمجون مع شعبي كورتي ووجو، ومع ذلك فإن غالبية أفراد هذه القومية يعيشون في مالي.
أما العرق الفولاني فينتشر في جميع البلاد، ويتشكل من جماعات من البدو الرحل، ينتشرون في غرب أفريقيا عموما.
والطوارق، وهم أيضا قومية بدوية، ينتشرون في جميع أنحاء غرب أفريقيا، وينقسمون إلى عدة مجموعات فرعية، تعيش ثلاث منها في النيجر.
وقومية الكانوري، التي تعيش في شرق زيندر، تنقسم إلى مجموعات فرعية منها "المنجا" و"دوغرا" و"الموبر" و"بودوما".
ويتكون بقية السكان من العرب والأفارقة السود من البلدان الأخرى والأوروبيين، وخاصة الفرنسيين منهم، ويشكل البدو الرحل في منطقة تيبستي أقلية مهمة.
ويعد التفاعل بين هذه الأعراق تاريخيا، أحد أهم العوامل التي شكلت مظاهر ثقافة السكان في النيجر.
التاريخ
تشكل الصحراء جزءا كبيرا من مساحة الأراضي النيجرية، لكن تثبت الآثار التاريخية أن منطقة النيجر كانت في السابق أرضا زراعية خصبة حيوية، وبها مجتمعات زراعية يتوقع أنهم كانوا يتحدثون لغة السونغاي.
وأثّر على الأراضي الزراعية الجفاف الكبير الذي ضرب البلاد بين عامي 1735م و1756م، فتغيرت طبيعة أراضي النيجر منذ بداية عام 1880م، وتحولت إلى صحراء قاحلة، مما عدّ أحد أسباب اختفاء المجتمعات الزراعية التي سكنت المنطقة قديما. في المقابل بسط الطوارق سيطرتهم على الجزء الجنوبي من البلاد.
ولعدة قرون كان الثلث الجنوبي الشرقي من البلاد أحد أهم مقاطعات "إمبراطورية برنو" للشعب الكانوري الأفريقي، إذ كانت الإمبراطورية تسيطر على عدة أماكن لإنتاج الملح وطرق التجارة بين بحيرة تشاد وفزان (في ليبيا).
دخول الإسلام
تعد النيجر من البلاد التي دخلها الإسلام مبكرا في القرن الهجري الأول (السابع الميلادي)، على يد التابعي عقبة بن نافع عام 46هـ (666م)، فبعد فتحه لمنطقة فزان توغل في الصحراء الكبرى متجها للجنوب حتى وصل "كوار" في الجزء الشمالي الشرقي للنيجر.
ففتحها ابن نافع ودان أهلها بالإسلام، وكانت تلك أول خطوة نحو دخول الإسلام للمنطقة. ومع ذلك يعزو بعضهم نسب الفضل إلى التجار العرب والمسلمين الذين ساهموا بنقل شرائع الإسلام أثناء تجارتهم في المنطقة.
وهكذا انتقلت إليها اللغة العربية أيضا، ثم حكمها المرابطون فترة بعدما أسقطوا دولة "غانة"، ثم حكمت غرب النيجر "دولة مالي الإسلامية"، وبعدها تحت حكم سنغي التي توسعت إلى مدينة أغاديس شمالي البلاد.
الاستعمار الفرنسي
تعرضت النيجر للغزو الفرنسي عام 1899، لكن الفرنسيين وجدوا مقاومة شرسة من السكان المحليين، ولم يتمكنوا من إحكام قبضتهم على المنطقة الأفريقية إلا عام 1922 بعدما تعرضت لجفاف ومجاعة شديدة عام 1915، وبعد أن ضعف شعب الطوارق بعد انتفاضته عام 1916.
وهكذا أصبحت النيجر جزءا من "أفريقيا الغربية الفرنسية" وصارت مستعمرة فرنسية. ثم في عام 1946 صارت إقليما من "أقاليم ما وراء البحار"، وحصل أهلها على الجنسية الفرنسية، وصار لهم مجلسهم التشريعي الخاص بالإضافة لتمثيل نيابي في البرلمان الفرنسي.
عام 1956 غيرت فرنسا بعض قوانينها بما يخص مستعمراتها، مما ساعد النيجر وبعض الدول الأفريقية على التمتع بشيء من الحكم الذاتي تحت الوصاية الفرنسية، حتى نالت استقلالها في 3 أغسطس/آب 1960.
الاستقلال
منذ الاستقلال خضعت النيجر لحكم مدني أحادي الحزب مقرب لفرنسا برئاسة هاماني ديوري، الذي أطيح به في انقلاب عسكري عام 1974، ليرأس البلاد بعد ذلك ساني كونتشيه، وبقيت تحت الحكم العسكري حتى وفاته.
بعد ذلك ترأس النيجر علي سيبو وأعلن قيام ما يعرف بـ"الجمهورية الثانية"، ورغم محاولته إحكام سيطرة الحزب الواحد، رضخ في النهاية لمطالبات المعارضة لإقامة حكم ديمقراطي، ليترأس ماهمان عثمان البلاد ويصير أول رئيس ينتخب في انتخابات رئاسية متعددة الأحزاب عام 1993.
حكم عثمان لم يستمر طويلا حيث أزيح بانقلاب عسكري عام 1996 بقيادة إبراهيم مناصرة الذي أصبح رئيسا للبلاد، لكن حكومته لم تلق ترحيبا من الأوساط السياسية داخل البلاد، فاغتيل عام 1999 بعد انقلاب عسكري آخر وأنشئت حكومة انتقالية.
في العام نفسه أصدر دستور جديد وشكلت حكومة ديمقراطية بقيادة مامادو تانغا، لكن خلافا شبّ بين السياسيين النيجريين دار معظمه حول اعتماد القانون على "الشريعة الإسلامية"، مع ذلك أعيد انتخاب تانغا عام 2004.
حسب الدستور كان من المقرر أن يتنحى تانغا عن منصبه بعد إنهائه ولايتين في ديسمبر/كانون الأول عام 2009، لكنه طالب بتمديد ولايته لمرة ثالثة وشرع في إنشاء لجنة لصياغة دستور جديد، لكن حكومته تعرضت لانقلاب عسكري في 18 فبراير/شباط 2010.
شكّل الانقلابيون مجلسا عسكريا، وعلقوا العمل بالدستور، وحلوا جميع مؤسسات الدولة قائلين إنهم يعتزمون استعادة الديمقراطية. وجهزوا دستورا جديدا يحد من السلطات الرئاسية في أكتوبر/تشرين الأول 2010.
أجرى المجلس العسكري انتخابات رئاسية وتشريعية في 31 يناير/كانون الثاني 2011، وفاز محمدو إيسوفو في جولة الإعادة، ونصّب رئيسا للبلاد في 7 أبريل/نيسان، مما مهد لاستئناف المساعدات الخارجية التي كانت قد جمدت بعد الانقلاب.
أعيد انتخاب إيسوفو في 20 مارس/آذار 2016 رغم المشاكل السياسية التي عصفت بالبلاد ومقاطعة بعض الناخبين للانتخابات، وكانت النيجر آنذاك قد بدأت تعاني من الهجمات المسلحة.
في ولايته الثانية بدأت النيجر تستعيد نشاطها تدريجيا، حيث انخفضت نسبة المواطنين تحت خط الفقر من 50% إلى 41% عام 2019. ثم بعد انتهاء ولايته الثانية، سلّم رئاسة الدولة إلى محمد بازوم بعد أن حصل الأخير على قرابة 55% من الأصوات.
وشكّلت هذه الانتخابات التي انتهت جولتها الثانية يوم 21 فبراير/شباط سابقة غير مألوفة في البلاد سمحت بصعود رئيس من الأقلية العربية في بلد تحكمه العصبية القبلية.
وقد تم الانقلاب على بازوم في أواخر يوليو/تموز 2023، وأطاح به مجلس عسكري يتزعمه عمر عبد الرحمن تياني، الذي أعلن نفسه رئيسا للبلاد.
اقتصاد النيجر
يتكون القطاع الاقتصادي الخاص في جزء منه من عدد كبير من الشركات الصغيرة، وجزء آخر من الشركات التابعة لشركات فرنسية أو دولية كبيرة.
وتشكل الزراعة والمنتجات الزراعية أكبر قطاع في اقتصاد النيجر، من حيث عدد العمال ونسبة الناتج القومي الإجمالي، وتعد حبوب الدخن والذرة أهم منتجات المحاصيل الغذائية في الجنوب، ويزرع الأرز على ضفاف نهر النيجر.
ويعتمد الاقتصاد كذلك على الثروة الحيوانية، التي تشكل قطاعا هاما، ومصدرا رئيسيا للتصدير، بكل منتجاتها من الحليب واللحوم والجلود.
لكن البلاد تعتمد في تحقيق اكتفائها في القطاعين الزراعي والحيواني على هطول الأمطار، وقد أدت فترات الجفاف إلى نقص في الواردات والمساعدات الغذائية.
ودفع ذلك الحكومة لزيادة الإنتاج وتجنب نقص الحبوب، بالاستثمار في مشاريع الري و"برنامج الزراعة في غير موسمها"، للإنتاج ولو على نطاق صغير.
واستغلت النيجر مواردها النباتية على نطاق ضيق، إذ يوفر نخيل الدوم ونخيل تدمر الخشب للبناء، وتنتج أشجار النخيل في واحة "مانغا" التمور.
وتصدر كميات قليلة من ألياف شجرة الكابوك (القابوق)، وهي شجرة تنتج ثمرة بها ألياف تشبه القطن، بالإضافة إلى إنتاج الصمغ من شجرة "الأكاسيا".
وتستخدم جلود النعام والتماسيح والثعابين في الصناعات اليدوية، التي يصدر جزء كبير منها إلى أوروبا، كما تصدر الأسماك من نهر النيجر وبحيرة تشاد جنوبا إلى البلدان الساحلية.
ومن الموارد التي تمنح النيجر قوة تعتمد عليها اقتصاديا؛ اليورانيم، إذ تحتل احتياطاتها من اليورانيوم المرتبة الأولى عالميا، وهي واحدة من أكبر 10 منتجين لليورانيوم في العالم، لكن الشركات الفرنسية تسيطر على إنتاج وتصدير هذه الثروة المعدنية.
ومن مواردها أيضا الملح، ويستخرج محليا، كما يستخرج خام القصدير في أعمال مفتوحة، وتستخرج كميات قليلة من الذهب، في عمليات التنقيب في نهر سيربا.
ويُستخدم البترول المدعوم بالفحم المستخرج محليا، لتوليد الغالبية العظمى من كهرباء النيجر، بينما يعد الخشب وقودا محليا تقليديا.
الصناعة
تتم معظم الصناعات التحويلية في العاصمة نيامي، وتنتج المواد الكيميائية، والمنتجات الغذائية، والمنسوجات، والمعدات الزراعية، والأثاث المعدني. ويتم تكرير البترول في زيندر، إضافة للعديد من الصناعات الحرفية الصغيرة في المدن الرئيسية.
وللنيجر شركات تجارية أساسية مع كل من نيجيريا وفرنسا والصين، وتشجع الروابط الاقتصادية بين البلدان الأفريقية، ولها عضوية في الاتحاد الأفريقي وفي المجموعات الإقليمية مثل "المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا" ( ECOWAS) وفي منطقة التجارة الحرة بالقارة الأفريقية.
الخدمات
أما بالنسبة للخدمات والبنى التحتية، فتعد مرافق الرعاية الصحية قليلة، لاسيما في المناطق الريفية، ومعدلات وفيات الرضع من أكثر المعدلات اترفاعا في أفريقيا.
وفي قطاع التعليم، تنتشر الأمية في النيجر بمعدلات كبيرة جدا، رغم أن التعليم مجاني، إلا أن قلة فقط يذهبون إلى المدرسة.
أهم المدن والمعالم
شهدت العاصمة نيامي نموا سريعا، ولها طابع عالمي وسكان عابرون، وتتنوع أنماط العيش فيها، فمنها الريفية والأوروبية والأفريقية، ويعتبر نمط حياة "الأفوليين" (المتعلمين الأفارقة) أكثر تميزا.
ومن أهم مدن النيجر مدينة "زندر" إحدى مدن الهوسا، ومسماها الأفريقي "داماغارام"، وهي أقدم من نيامي، وكانت عاصمة النيجر حتى عام 1926، وفيها عدد من الحرفيين والمهرة، خاصة من عمال الجلود والصباغة.
وتقع "زندر" في قلب منطقة زراعة الفول السوداني بالقرب من الحدود النيجيرية، حيث أنشأت العديد من الشركات الأوروبية فروعا، وتشتهر المدينة بشكل خاص بماعزها الأحمر، الذي تصدّر جلوده إلى أوروبا والأميركتين.
وتعد أغاديس عاصمة منطقة أغاديس أكبر مدينة في الصحراء شمال النيجر، وفيها عدة مرافق حيوية، وتحتوي على المطاعم الشعبية والمقاهي الكلاسيكية. وشهدت المدينة نموا استثنائيا بسبب اكتشاف خام اليورانيوم فيها.
في المرتبة الثالثة تأتي مدينة مرادي، الواقعة على الطريق المعبّد الواصل بين شرق النيجر وغربها، وهي المركز الاقتصادي والإداري لمنطقة مرادي.
ويربط مرادي طريق جنوبي بمدينة كانو حاضرة الشمال النيجري، وتعد الحلقة الأساسية للتجارة والتنقل والزراعة لمنطقة الهوسا في جنوب النيجر، وتتصل مع نيجيريا جنوبا.
وبالنسبة للمعالم تهيمن المرتفعات القاحلة على شمال النيجر، ومن الشمال إلى الجنوب تمتد كتل جبلية منفصلة.
وفي الشمال الشرقي سلسلة من الهضاب العالية، وتصل هضاب "دجادو" و"مانجيني" و"تشيجا" بين جبال "الهقار" في الجزائر وجبال "تيبستي" في تشاد.
وتمتد المناطق الصحراوية في النيجر على جانبي نهر الآير، وتمتلئ الوديان الأحفورية بكثبان رملية متحركة.
وفي جنوب البلاد تشكل الهضاب حزاما بطول 1448 كلم تقريبا، وتقسم إلى ثلاث مناطق؛ منطقة "جرمة جاندة"، التي تمتلئ وديانها الكبيرة بالرمال، وفي الوسط منطقتان صخريتان هما "أدار دوتشي" و"ماجا"، وفي الشمال منطقة مكونة من الطين تسمى "دامرغو". ويزداد هطول الأمطار وتزدهر الزراعة كلما اتجهنا جنوبا.
ويمكن تقسيم النيجر إلى 3 مناطق: منطقة شمالية صحراوية، ومنطقة وسطى حيث يربي الرعاة والرحل ماشيتهم، ومنطقة زراعية خضراء في الجنوب، وفي الأخيرة يتركز معظم السكان سواء من المستقرين أو الرحل.
وتنقسم التربة في البلاد أيضا إلى 3 مناطق طبيعية، صحراوية في الشمال وتكون غير خصبة إلا في عدد قليل من الواحات، ومنطقة معروفة باسمة منطقة الساحل، وتشكل تلك المنطقة حلقة الوصل بين الصحراء الشمالية والجنوب الزراعي.
وتكون تربة الساحل رقيقة وبيضاء ومغطاة برواسب مالحة، ناتجة عن التبخر، ما يشكل قشرة سطحية غير خصبة.
ومنطقة جنوبية، ترتبط التربة فيها بكثبان شاسعة أو مرتفعات أو أحواض أو منخفضات، وبعض أنواع التربة في هذه الأخيرة غنية، مثل تلك الموجودة في حوض النيجر وقلبي، أما في الهضاب فالتربة أقل خصوبة وغنية بالحديد.