منصور خالد
دبلوماسي وكاتب سوداني ليبرالي. أثارت مواقفه الجدل لمخالفته غالب أنظمة الحكم في السودان، وجرأته في تناول القضايا السودانية، وتأييده الجنوبيين الأفارقة في حربهم ضد الشمال العربي.
المولد والنشأة
ولد الدكتور منصور خالد عام 1931 في أم درمان بالسودان.
الدراسة والتكوين
درس الأولية والوسطى في أم درمان قبل التحاقه بكلية الحقوق في جامعة الخرطوم. لينتقل بعدها لنيل درجة الماجستير في القانون من جامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة، ثم نال درجة الدكتوراه من جامعة باريس.
الوظائف والمسؤوليات
عمل أستاذا للقانون الدولي في جامعة كلورادو بالولايات المتحدة قبل أن يطرق سلك المحاماة قبل تعيينه سكرتيراً لرئيس وزراء السودان عبد الله بك خليل في الفترة 1956- 1958، قبل أن ينتقل بعدها للعمل لدى الأمم المتحدة في نيويورك، ثم منظمة اليونسكو في باريس.
التوجه السياسي
لم يعرف عنه غير قربه من الغرب والفكر اليساري الذي واجه بسببه سيلا من الاتهامات من قبل بعض الأحزاب بالعمالة حينا وبالخروج على إجماع السودانيين أحيانا أخرى.
التجربة السياسية
نشر مقالات في يناير/كانون الثاني 1969 في صحيفة الأيام المستقلة تنبأ فيها بالانقلاب على الحكم الديمقراطي بعد تعديل الدستور وقرار النواب طرد الحزب الشيوعي السوداني من البرلمان واستقالة رئيس القضاء بابكر عوض الله، لتتحقق توقعاته في 25 مايو/أيار 1969 حينما أطاح العقيد جعفر النميري بالحكم الديمقراطي في ثاني انقلاب عسكري تشهده البلاد منذ استقلالها.
بعد قيام ثورة مايو/أيار 1969 التي تقدمها الشيوعيون، عُيِّن وزيرا للشباب والرياضة والشؤون الاجتماعية، لتشهد قطاعات الشباب في تلك الفترة تفعيلا حقيقيا بمشاركتها في صيانة الطرق وبناء المشافي والمدارس والمساهمة في التدريس ومحو الأمية وإنشاء مراكز الشباب ومراكز التأهيل.
في أغسطس/آب 1970 استقال من الوزارة لأنه رأى أن الصراعات الأيديولوجية أنهكت النظام الذي كان يعيش بالموازنات.
عمل ممثلاً لمدير عام هيئة اليونسكو رينيه ماهيو ضمن برامج التعليم لهيئة غوث اللاجئين الفلسطينيين، قبل أن يعود بعدها للعمل سفيرا للسودان لدى الأمم المتحدة، ثم مساعدا لرئيس الجمهورية قبل أن يتقدم باستقالته من المكتب السياسي ويخرج من "نظام مايو" عام 1978 لأنه رأى أن الرئيس النميري تغول على المؤسسية في الدولة.
انتقل عام 1978 ليعمل زميلا في معهد ودرو ويلسون في مؤسسة اسمثونيان بواشنطن. ليتحول بعدها لشغل موقع نائب رئيس الجنة الدولية للبيئة والتنمية التي أنشأتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1982 ومقرها جنيف، قبل أن يصبح مستشارا سياسيا لزعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان جون قرنق.
المؤلفات
ألف عددا من الكتب حول السياسة السودانية باللغتين العربية والإنجليزية، ونشر العديد من المقالات في الحوليات الدولية عن قضايا التنمية والسياسة في العالم الثالث، مثل حوار مع الصفوة كتبت مجموعتها الأولى عقب انتفاضة أكتوبر/تشرين الأول 1964، أثناء عمله مندوبا للأمم المتحدة في الجزائر.
كما ألف في السبعينيات من القرن الماضي كتاب "لا خير فينا إن لم نقلها"، وكتاب "السودان والنفق المظلم" 1985 قبل أقل من ثلاثة أشهر من انتفاضة الشعب السوداني في أبريل/نيسان 1985 وسقوط نظام نميري.
إلى جانب "الفجر الكاذب"، و"جنوب السودان في المخيلة العربية"، و"النخبة السودانية وإدمان الفشل"، و"قصة بلدين".
كما ألف كتابا عن التصوف عنوانه "الثلاثية الماجدية: صور من أدب التصوف في السودان".