محمد مفتاح
ممثل مغربي صعد خشبة المسرح مبكرا، وأعطته مشاركته في الأفلام التاريخية مع كبار المخرجين العرب شهرة واسعة في الوطن العربي. شارك في أفلام عالمية منذ السبعينيات، وحصل على جائزة أفضل ممثل أجنبي في مهرجان فينسيا السينمائي.
المولد والنشأة
ولد محمد مفتاح عام 1947 في الحي المحمدي بالدار البيضاء، وعاش مأساة مقتل أمه على يد الاحتلال الفرنسي في مظاهرات 20 أغسطس/آب 1953.
التجربة الفنية
اكتُشفت طاقاته الفنية عام 1960 في دار الشباب بالحي المحمدي، وشارك في مسرحية "كركور سيدنا الشيخ".
تعلم تقنيات الأداء والإنارة والملابس والفضاء المسرحي، ثم انخرط في فرقة الفنان المسرحي الطيب الصديقي، وقدم معه مسرحيات عديدة، من أشهرها: "مومو بوخرصة"، و"مدينة النحاس"، و"ديوان سيدي عبد الرحمن المجذوب"، و"مقامات بديع الزمان الهمذاني".
انتقل بعدها إلى عالم التلفزيون ثم السينما، حيث شارك عام 1973 في فيلم "الشيء المستحيل" للمخرج الأميركي جون فرانكين هايمر، لكن المنتج الإسرائيلي لم يشر في إعلانات العرض إليه، لأن اسمه "محمد".
شارك بعدها في أفلام إيطالية وإنجليزية وفرنسية، وفي غالبية الأفلام السينمائية المغربية، مثل "جارات أبي موسى" للمخرج محمد عبد الرحمن التازي، و"طيف نزار" لكمال كمال، و"عطلة نهاية الأسبوع" لداود أولاد السيد.
أحدثت الدراما التلفزيونية السورية تحولا كبيرا في مساره ومنحته شهرة واسعة في العالم العربي، وبات أشهر مغربي يعرفه المشارقة في مجال التمثيل، ويدين في ذلك إلى المخرج السوري حاتم علي الذي أشركه في عدد من مسلسلاته التاريخية الناجحة -التي صورت معظم مشاهدها في مدن مغربية- بأدوار رئيسية، ومنها "صقر قريش"، و"ربيع قرطبة"، و"ملوك الطوائف"، وغيرها.
شارك مع الفنان محمود عبد العزيز في بطولة مسلسل "باب الخلق" الذي عرض على التلفزيون المصري. دخل مجال الإخراج والإنتاج، وقدم مشاريع أفلام طويلة من قبيل "أحرف وحجر" و"خذني معك".
كما شارك في أعمال كوميدية مغربية سريعة الإنجاز قدمت في شهر رمضان، مثل سلسلة "الهاربان" و"عش نهار تسمع أخبار"، وعبر عن حلمه بتجسيد دور الزعيم التاريخي المغربي عبد الكريم الخطابي.
تعرض للنقد لمشاركته بدور صامت جسّده دون صوت في فيلم "الرسالة" للمخرج الراحل مصطفى العقاد، وهو دور صهيب الرومي، وفي مسلسل "عمر بن الخطاب" وفيلم "طيف نزار"، بمبرر أن عربيته ليست فصيحة بالشكل المطلوب.
الجوائز والأوسمة
تمَّ تكريم محمد مفتاح في مناسبات متعددة، أبرزها الدورة 29 لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، وحصل على جائزة أفضل ممثل أجنبي في مهرجان فينسيا السينمائي منذ عدة سنوات.
انتقد بقوة -على هامش الملتقى الدولي للسينما في الداخلة (جنوب المغرب)- بعض أنواع التكريمات للفنانين المغاربة، وقال إن تكريم الفنان يجب أن لا يكون بـ"صينيات" معدن القصدير، بل بأشياء لها قيمة وتنفع الفنانين.