كوريا الجنوبية.. "أرض الهانغول" الجامعة بين التراث البوذي والحداثة

تصميم خاص خريطة كوريا الجنوبية

جمهورية كوريا الجنوبية تقع شرقي آسيا، وتُعرف محليا بـ"هانغوك"، تمتد جذورها إلى آلاف السنين، وكان لممالكها القديمة دور محوري في تشكيل هويتها الثقافية، إذ رسخت الفنون والتقاليد البوذية، وأرست اللغة الكورية وطورتها.

انفصلت عن كوريا الشمالية إثر تقسيم شبه الجزيرة الكورية عقب الحرب العالمية الثانية، وسرعان ما أصبحت واحدة من أسرع الدول نموا في العالم.

وأسهمت ثقافتها المعاصرة، المعروفة بـ"الموجة الكورية" أو "هان ليو"، في تعزيز حضورها العالمي والاقتصادي عبر السينما والموسيقى، مما جعلها نموذجا يجمع بين التراث والإبداع العصري.

المعلومات الأساسية

  • الاسم: جمهورية كوريا
  • الاسم المختصر: كوريا الجنوبية
  • العاصمة: سول
  • المساحة: نحو 100 ألف كيلومتر مربع.
  • اللغة: الكورية، وهي اللغة الرسمية.
  • تاريخ الاستقلال: في التاسع من سبتمبر/أيلول 1948 (انقسام شبه الجزيرة الكورية).
  • العملة: الون الكوري الجنوبي

الموقع

تقع في شرق آسيا، أي في الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة الكورية، التي تمثل كوريا الجنوبية نحو 45% من مساحتها.

تحدها من الشمال جارتها كوريا الشمالية، ومن الشرق بحر اليابان، ومن الجنوب بحر شرق الصين، ومن الغرب البحر الأصفر، الذي يعرف أيضا في المنطقة باسم "بحر الغرب". ويفصلها مضيق كوريا عن جزيرة تسوشيما اليابانية.

المناخ

طقس كوريا الجنوبية قاريّ وبارد وجاف نسبيا في الشتاء وتتساقط فيه الثلوج، وتنخفض فيه درجات الحرارة إلى ما دون الصفر باستثناء المناطق الساحلية الجنوبية، أما فصل الصيف فهو حار ورطب وتهطل فيه الأمطار.

إعلان

الجغرافيا

تتكون أراضي كوريا الجنوبية من صخور قديمة تعود إلى حقبة ما قبل عصر الكامبري، وهي حقبة عريقة يعود تاريخها إلى نحو 600 مليون سنة قبل الميلاد.

وأغلب تضاريس البلاد جبلية، حيث تمتد سلسلة جبال تسمى "تايبيك" شمالا وجنوبا على طول الساحل الشرقي.

وفي كوريا الجنوبية جزيرتان بركانيتان هما:

  • جزيرة جيجو قبالة الطرف الجنوبي لشبه الجزيرة، ويقع فيها بركان هالا سان الخامد، ويصل ارتفاعه إلى 1950 مترا.
  • جزيرة أولونغ، وتقع على بعد نحو 85 ميلا (نحو 140 كلم) شرق البر الرئيسي في البحر الشرقي.

النظام السياسي

نظام رئاسي ديمقراطي تعددي، إذ يُنتخب الرئيس بالاقتراع المباشر (الشعبي) كل 5 سنوات، ولفترة واحدة. ويعين حاكم الدولة رئيس الوزراء وله الحق في إعفائه من مهامه.

ويتكون البرلمان من 299 عضوا، يُنتخب نحو 80% منهم باقتراع مباشر، والبقية يُنتخبون على أساس نظام التمثيل النسبي.

وينص دستور البلاد على فصل السلطات (التشريعية، والتنفيذية، والقضائية)، وتدير شؤون البلاد حكومة يسميها الدستور "مجلس الدولة"، يرأسها رئيس البلاد وينوب عنه رئيس الوزراء، ويتراوح عدد وزرائها بين 15 و30 وزيرا.

التوزيع العرقي والديني

على مر العصور، عاش الكوريون تحت تأثير أديان عدة ساهمت في تشكيل ثقافتهم، مثل الشامانية والبوذية والكونفوشية، ويساعد على هذا التنوع الديني كون الدستور ينص على حرية الدين، وعلى فصله عن الدولة.

وحسب موقع المعهد البحثي الكوري، فإن الانتماءات الدينية شهدت تراجعا عام 2012، وفي 2022 أوضحت بيانات المعهد أن 16.3% من سكان كوريا الجنوبية بوذيون، و15% بروتستانت، و5.1% كاثوليك.

أما تقديرات موقع ستاتيسا الألماني عام 2024، فقد أظهرت أن 20% من مجموع سكان كوريا الجنوبية مسيحيون (15% بروتستانت، و5% كاثوليك)، و16% منهم بوذيون.

ووفقا لوكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية، فإن الإسلام عُرف في البلاد منذ السبعينيات والثمانينيات من القرن الـ20، عندما هاجر عديد من الكوريين إلى دول الشرق الأوسط للعمل.

إعلان

وأشارت إحصائيات من موقع تابع لجامعة ستانفورد إلى النمو الملحوظ للدين الإسلامي في كوريا الجنوبية، ففي عام 2005 بلغ فيها عدد المساجد 9، إضافة إلى 4 مراكز إسلامية و60 قاعة مؤقتة للصلاة.

وحسب تقديرات الحكومة الأميركية، فإن عدد المسلمين في كوريا الجنوبية بلغ 150 ألف شخص، معظمهم عمال مهاجرون من دول مثل أوزبكستان وبنغلاديش وإندونيسيا وباكستان.

كما أوضح الاتحاد الكوري الإسلامي أن أعداد المسلمين استمرت في الزيادة حتى بلغت 60 ألف شخص بحلول عام 2018.

وتتميز الدولة بتجانسها العرقي إلى حد كبير، وذلك بسبب انعزالها عن العالم لفترة طويلة امتدت إلى نحو 80 عاما. ووفقا لموقع مركز التنوع والشمول، يشكل الكوريون نسبة 96% من السكان، ومع ذلك، توجد أقلية صينية تقطن المدن الكبرى مثل إنتشون.

وذكر موقع "ورلد ميتر" أن عدد سكان كوريا الجنوبية بلغ 51 مليونا و697 ألفا و298 نسمة في نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

محطات في تاريخ كوريا الجنوبية

بدأت الهجرة إلى شبه الجزيرة الكورية منذ نحو 500 ألف عام قبل الميلاد، حين استوطنها أشخاص من منشوريا (الصين حاليا)، وتختلف الآراء بشأن أصل العرق الكوري، إذ تشير بعض المصادر إلى أن جذوره صينية، في حين رجحت مراجع أخرى أن الأصل الكوري يرجع إلى العرق التنغوسي المنغولي.

واكتشف الباحثون قطعا أثرية تعود إلى العصر الحجري القديم (أي نحو 4 آلاف سنة قبل الميلاد)، وتحديدا في منطقة سوكجانغ الأثرية بمقاطعة تشونغ تشونغ، وفي كولبو-ري بمقاطعة هامغيونغ في كوريا الشمالية، كما عثروا على مناطق سكنية تحتوي على مدافئ دائرية وأحجار محفورة.

وبحلول العصر الحجري الحديث تطورت أساليب العيش، واكتشف الإنسان أدوات مثل الرماح وأثقال الشبكات، ساعدت على الصيد البحري والبري، كما ازدهرت مهنة الزراعة أواخر هذه الحقبة، وأصبحت الحبوب جزءا أساسيا من النظام الغذائي.

إعلان

وبرزت السمات القبلية في العصر البرونزي، إذ عُثر على قبور حجرية ضخمة جنوب منشوريا وشبه الجزيرة الكورية، وذكرت عدة مصادر أن كثرتها تدل على وجود عديد من المناطق القبلية الصغيرة التي يُعتقد أنها كانت تابعة لقادة بارزين.

وبمرور الوقت، تطورت المجتمعات القبلية إلى كيانات سياسية، وأجمعت على تأسيس مملكة كوجوسون (2333 ق.م)، وهي أول مملكة في شبه الجزيرة الكورية.

امتدت أراضي المملكة من نهر تايدونغ في كوريا الشمالية إلى نهر لياو الصيني. وينحدر نسل حاكمها من سلالة دانغون وانغوم، الذي تقول بعض الأساطير المحلية إنه ابن كائن سماوي تزوج من امرأة كانت في الأصل دبًا.

وازدهرت المملكة مع دخول العصر الحديدي، وتحسنت أساليب العيش، إذ إن الأدوات مثل المحراث والمجارف الحديدية ساهمت في زيادة الإنتاج الزراعي، كما أن ظهور الأسلحة الحديدية ساعد على تطوير القوة العسكرية، مما مكن المملكة من المشاركة في الحروب.

وبعد سلسلة طويلة من الاشتباكات مع الصين، أطاحت أسرة هان الصينية بمملكة كوجوسون (108 ق.م)، وأسست فيها منشآت عسكرية، لكنها انهارت بسبب مقاومة الشعب الكوري، ولم يتبق منها إلا منطقة ليلانغ، التي استمرت حتى عام 313م.

وبعد سقوط مملكة كوجوسون ظهرت عديد من الممالك الصغيرة، التي كانت تتنازع فيما بينها، وبدأت بالاندماج حتى برزت 3 ممالك رئيسية فرضت سيطرتها على كوريا وأجزاء من منشوريا، وهي كوغوريو (37 ق.م) وشيلا (57 ق.م) وبايكشتي (18 ق.م).

أما مملكة شيلا (57 ق.م – 935م)، فكان تطورها أبطأ مقارنة بجارتيها، وذلك بسبب حرصها على بناء علاقات سياسية أكثر استقرارا، إذ أنشأت مؤسسة شبه ديمقراطية تُسمى محكمة النبلاء، كانت قوة موحدة للنظام، وشجعت التضامن بين الحكام، وبمرور الوقت تفوقت مملكة شيلا سياسيا على كل من كوغوريو وبايكتشي.

إعلان

في هذه الحقبة، كان وضع الممالك السياسي متقلبا، فتارة تتنازع فيما بينها، وتارة ينقلب بعضها ضد بعض، واستعان بعضها بالصين أو اليابان، وفي بعض الأحيان كانت الممالك الثلاث تتحالف ضد العدو التقليدي.

وبدعم من قوى تانغ الصينية، احتلت مملكة شيلا بايكتشي وكوغوريو، وفي تلك الفترة دخلت شيلا في صراعات مع ممالك مجاورة لها حتى تمكنت من توحيد شبه الجزيرة الكورية تحت اسم "شيلا الموحدة" (668م)، وفرضت قوانينها وتشريعاتها، واتخذت من البوذية دينا رسميا للدولة، كما أن المملكة عُرفت بازدهارها الاقتصادي.

ورغم توسع نفوذ المملكة في جميع أنحاء شبه الجزيرة الكورية، فإنها مرت باضطرابات سياسية واجتماعية زعزعت استقرارها، وأدت إلى انقسامها إلى مملكتي كوغوريو وبايكتشي في أواخر القرن التاسع.

وبعد صراع الممالك الثلاث، انتصر الجنرال التابع لمملكة كوغوريو، وانغ غون، وأسس مملكة جديدة عُرفت بـ"مملكة غوريو"، وهو أصل اسم "كوريا" الحديث، وتمكن من توحيد شبه الجزيرة الكورية (936م).

ورغم سعي حكومة المملكة لتعزيز المبادئ الكونفوشية، فإن البوذية كانت الديانة السائدة بين جميع طبقات الشعب، إذ نُقش نحو 81 ألف لوح خشبي لطبعة تريبيتاكا البوذية، وحُفظت الألواح في معبد هاينسا في كوريا الجنوبية.

وبمرور الوقت، تدهور وضع المملكة السياسي، إذ قاد الجنرال تشوي- تشونغ- هيون انقلابا عسكريا عام 1170 بسبب التمييز في المناصب الحكومية، وأسس نظاما عسكريا وقمع البوذية مدة 60 عاما.

وبحلول القرن الـ13 ميلادي (1231م)، أطاح مجموعة من الضباط العسكريين المغول بالحكومة المدنية، وبعد 25 عاما من المقاومة سمح المغول باستمرار السلالة الحاكمة في غوريو، لكن المملكة أصبحت رسميا تابعة وخاضعة للإمبراطورية المغولية.

وازدهرت الصناعات في عصر غوريو، إذ اكتُشفت أول طابعة مصنوعة من المعدن عام 1234، ونُفذت 8 مشاريع طباعة آنذاك، وأنشأ الملك أكاديميات ملكية لتعزيز التعليم والبحث.

إعلان

وأواخر القرن الـ14 ميلادي، أطاح الجنرال إي سونغ غي بسلالة غوريو الموالية للمغول، وأسس مملكة جوسون التابعة لسلالة مينغ الصينية (1392م) في هان يانغ (سول حديثا).

وتبنت السلالة الحاكمة فلسفة الكونفوشية الجديدة، مما أدى إلى تراجع سيطرة البوذية على الحياة الدينية في كوريا، كما أن الحكومة حظرت ممارسة الديانات الأخرى مثل الشامانية والمسيحية.

وفي القرن الـ15 (1419م) تولى سي جونغ حكم جوسون، وفي هذه الفترة اتّبعت المملكة نظام الأبجدية الصينية (هانغا) الذي يعرف بتعقيده، كما أنه كان مقصورا على الطبقة العليا.

وحرص الملك على أن تكون اللغة متاحة للشعب الكوري بأكمله، فعمل سرا سنوات طويلة حتى أنشأ الأبجدية الكورية البسيطة، التي تتكون من 14 حرفا ثابتا و10 حروف متحركة وعرفت باسم "هون مين جونغ نيم"، وتعني "الأصوات المناسبة لتعليم الناس".

وبمرور الوقت، تطورت الأبجدية، وأصبحت اللغة الرسمية لكوريا الجنوبية التي تسميها "هانغول"، وكذلك في الشمالية التي تسميها "تشوسون غول"، مع وجود اختلافات في القواعد والتركيبات واللهجات بين البلدين.

وفي أواخر القرن الـ16، واجهت شبه الجزيرة الكورية عديدا من الصراعات، أبرزها حرب إيم جين عام 1592 ضد اليابان، وانتهت بانتصار كوريا.

واستمرت النزاعات في شبه الجزيرة الكورية، وتوالت عليها الغزوات اليابانية والمغولية، كما تسللت إليها البعثات الأجنبية التبشيرية لنشر الكاثوليكية، مما دفع حكام مملكة جوسون إلى اضطهاد وقتل كل من يساهم في نشر الكاثوليكية، كما أنهم أغلقوا الحدود أمام جميع الدول باستثناء الصين، ونتج عن هذه الظروف انعزال كوريا وتسميتها بـ"مملكة الراهب".

وبحلول القرن الـ18، بدأت المملكة تضعف شيئا فشيئا بسبب الفساد الإداري والاضطرابات الاجتماعية، ومهدت هذه الظروف لهيمنة الصين واليابان على الدولة.

إعلان

وعام 1897، عُدل اسم جوسون ليصبح كوريا، وبعد الحرب اليابانية الروسية عام 1905، فرضت الحكومة اليابانية حمايتها على شبه الجزيرة الكورية.

وفي أغسطس/آب 1910، أصبحت الدولة مستعمرة رسمية للإمبراطورية اليابانية، واستمر الاحتلال حتى هُزمت اليابان في الحرب العالمية الثانية.

تقسيم الكوريتين

رغم أن شبه الجزيرة الكورية حصلت على استقلالها، فإنها بقيت تابعة للقوى العالمية العظمى إلى أن اتفقت هذه الدول على تقسيم كوريا إلى منطقتي نفوذ على طول خط العرض 38.

فسيطرت الولايات المتحدة الأميركية على المنطقة الجنوبية، واعتمدت النظام الرأسمالي الديمقراطي، واستحوذ الاتحاد السوفياتي على الجزء الشمالي، واتبع النظام الشيوعي القائم على الحزب الواحد.

واعتبرت القوى العالمية هذا التقسيم إجراء مؤقتا لإعادة توحيد كوريا، بيد أن تعارض الأيدولوجيات والمصالح بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي حال دون التوصل إلى اتفاق بين الدولتين.

إلى جانب ذلك، كان للحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي دور في تقسيم كوريا إلى دولتين منفصلتين عام 1945، وعين سينغمان ري رئيسا لكوريا الجنوبية بدعم من واشنطن، وتولى كيم إيل سونغ حكم كوريا الشمالية بدعم من موسكو.

ويوم 25 يونيو/حزيران 1950، شنت كوريا الشمالية هجوما على جارتها الجنوبية بدعم من الاتحاد السوفياتي والصين، وردت الولايات المتحدة بالوقوف في صف كوريا الجنوبية، مما أدى إلى صراع استمر 3 سنوات وأسفر عن خسائر بشرية تقدر بنحو 2.5 مليون قتيل.

وبعد عدة مفاوضات بين الكوريتين، وقعتا على اتفاق وقف إطلاق نار، وإنشاء منطقة منزوعة السلاح تمتد على طول نحو 250 كيلومترا وعرضها نحو 4 كيلومترات.

واستمرت التوترات العسكرية بين الكوريتين مدة تقارب 70 عاما حتى يوم 27 أبريل/نيسان 2018، حين صافح الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون نظيره الكوري الجنوبي مون جاي إن في قمة تاريخية عُقدت في المنطقة منزوعة السلاح، في خطوة لتعزيز العلاقات بين البلدين.

إعلان

أبرز المعالم

  • جزيرة جيجو

أبزر المعالم السياحية في الدولة، وتقع في بحر شرق الصين، وتشكلت الجزيرة من مواد بركانية تصل إلى قمة جبل هالا (1950 مترا).

وتعد جيجو وجهة سياحية عالمية، متنوعة التضاريس، ومنها التلال والأنفاق البركانية، والمنحدرات الساحلية، والشلالات، وقد صُنفت موقعا للتراث العالمي لليونيسكو عام 2007.

  • معبد بولجوسكا

رمز يكرم الفنون البوذية، التي يعود تاريخها إلى فترة حكم مملكة شيلا. ويقع تحديدا على منحدرات جبل توهام (على الساحل الجنوبي الشرقي)، وأُعيد ترميمه بعدما دُمِر في أثناء الغزوات اليابانية المعروفة بحرب إيم جين في القرن الـ16.

يعد المعبد الرئيسي لطائفة جوجي البوذية الكورية، وذكرت بعض المصادر أنه يضم 6 كنوز وطنية للدولة، وشملته اليونسكو ضمن مواقعها التراثية العالمية.

  • قصر غيونغ بوك غونغ

وهو من أشهر المعالم في كوريا الجنوبية، ويقع في العاصمة سول، وهو الأكبر من بين 5 قصور تعود إلى عصر مملكة جوسون، وفيه أكثر من 7 آلاف غرفة.

بُني القصر عام 1395، ولكنه دُمِّر بسبب اندلاع حريق في أثناء حرب "إيم جين" في تسعينيات القرن الـ15. وهُجر لقرون حتى بدأت أعمال الترميم خلال فترة حكم الملك غو جونغ 1852-1919.

  • البيت الأزرق (تشونغ واي داي)

المقر الرئاسي السابق، يقع داخل حدائق قصر غيونغ بوك غونغ، بُني عام 1991 وأصبح متاحا للزيارة عام 2022، تضم المنطقة حدائق ومنتزهات، إضافة إلى المباني التي تبرز الطراز المعماري الكوري التقليدي.

الاقتصاد

شهدت كوريا الجنوبية ازدهارا اقتصاديا منذ ستينيات القرن العشرين، وتحولت من مجتمع زراعي تقليدي إلى واحدة من أكثر الدول الصناعية تقدما في العالم، وقاد هذا النمو تطوير الصناعات الموجهة للتصدير، إلى جانب وفرة العمالة الماهرة والمتعلمة.

وحسب موقع وزارة الاقتصاد والمالية الكوري، فإن الناتج الإجمالي المحلي للدولة نما بين عامي 1980 و2023، بمعدل متوسط قدره 5.7%.

إعلان

كما أن الدخل القومي الإجمالي للفرد ارتفع من 67 دولارا في أوائل خمسينيات القرن العشرين إلى 33 ألفا و745 دولارا عام 2023.

الصادرات والواردات

وبلغت صادرات الدولة 58.1 مليار دولار في سبتمبر/أيلول 2024، بينما بلغت وارداتها 52.1 مليار دولار، مما أدى إلى تحقيق فائض تجاري يبلغ 6 مليارات دولار.

الآلات والمعدات الإلكترونية من أبرز صادرات كوريا الجنوبية، وتصل قيمتها إلى 20.1 مليار دولار، تليها السيارات وملحقاتها بقيمة 7.13 مليارات دولار، ثم الأجهزة الميكانيكية بقيمة 6.63 مليارات دولار، ثم البلاستيك ومصنوعاته بقيمة 2.85 مليار دولار.

ومن أبرز الواردات الوقود المعدني والزيوت المعدنية ومنتجاتها، إذ بلغت قيمتها 12.5 مليار دولار، والآلات الكهربائية والإلكترونية بقيمة 10.9 مليارات دولار، تليها الأجهزة الميكانيكية بقيمة 5.88 مليارات دولار، ثم المعدات البصرية ومعدات التصوير الفوتوغرافي بقيمة 2.05 مليار دولار.

الموجة الكورية

تشير التحليلات الاقتصادية إلى تنوع المصادر التي تعزز اقتصاد الدولة، ومن أهمها "الموجة الكورية"، وهي ظاهرة ثقافية تعرف أيضا باسم "هان ليو" تروّج للترفيه الكوري، بما في ذلك السينما والموسيقى (الكيبوب) وصيحات الموضة والتجميل، التي انتشرت أواخر القرن الـ20 في جنوب شرق آسيا، ثم امتدت شهرتها إلى جميع أنحاء العالم.

وأفاد موقع مديري صناديق آسيا بأن هذه الثقافة حققت للبلاد إيرادات كبيرة، إذ بلغ سوق فعاليات الموسيقى الكورية وحده نحو 8.1 مليارات دولار في 2021، وفي 2022 وصلت إيرادات الوسط الفني الكوري إلى 11 تريليون وون كوري (7.88 مليارات دولار)، مع قيمة صادرات بلغت 927.6 مليون دولار.

وأجرى معهد كوريا للاقتصاد دراسة عن تأثير الموجة الكورية على اقتصاد الدولة، فأظهرت البيانات أن تأثير صادرات المنتجات المستوحاة من ثقافة "الهان ليو" بلغ نحو 37 ترليون وون (26.5 مليار دولار).

إعلان

وأعلنت مؤسسة كوريا للتبادل الثقافي الدولي عن زيادة صادرات المنتجات والخدمات المرتبطة بالموجة الكورية بقيمة 5.1% عام 2023، إذ بلغت قيمتها نحو 14.16 مليار دولار عام 2022.

المصدر : مواقع إلكترونية

إعلان