صبحي الطفيلي
مؤسس حزب الله اللبناني وأول أمين عام له عام 1989، تصاعدت في عهده عمليات المقاومة الإسلامية المسلحة ضد الوجود الإسرائيلي في الجنوب اللبناني. طُرد من الحزب على خلفية إعلانه العصيان المدني على الدولة اللبنانية احتجاجاً على تردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للشيعة في لبنان.
المولد والنشأة
ولد صبحي الطفيلي عام 1948 في بلدة بريتال جنوب مدينة بعلبك بلبنان.
الدراسة والتكوين
درس الطفيلي كأقرانه من علماء الشيعة العلوم الدينية، فسافر إلى النجف في العراق، وتلقى دروسه على يد الإمام محمد باقر الصدر، وكان رفيقه في الدراسة آنذاك الشيخ عباس الموسوي الأمين العام الثاني لحزب الله الذي قتلته إسرائيل بتاريخ 16 فبراير/شباط 1992.
مكث فترة في لبنان وعاد إلى إيران لمواصلة دروسه، ثم التدريس بعد ذلك، في حوزات قم، حتى انتصار مؤيدي آية الله الخميني على نظام الشاه حيث شارك في التحركات المناهضة لهذا النظام وتعرض للاستجواب والتوقيف.
التجربة السياسية
عاد الطفيلي إلى لبنان وأسس عام 1979 تجمعاً ضم العديد من علماء المسلمين أطلق عليه اسم "تجمع علماء المسلمين" واتخذ من منطقة البقاع مقراً له.
انتخب الشيخ الطفيلي عام 1989 كأول أمين عام لحزب الله تتويجاً لعمل سياسي وديني طويل وسط الشيعة في الجنوب اللبناني.
بعد توليه منصبه الجديد، بدأ تصعيد عمليات المقاومة الإسلامية المسلحة ضد الوجود الإسرائيلي في الجنوب اللبناني، وتقديم الدعم للانتفاضة الفلسطينية. وفي مايو/أيار 1991 وبعد انتخابات جديدة في حزب الله عاد الشيخ صبحي الطفيلي إلى مجلس شورى الحزب.
ثم تسلم عباس الموسوي قيادة الحزب من الطفيلي عبر انتخابات مباشرة عام 1991.
اشتهر الشيخ صبحي الطفيلي بقيادته لما يسمى بثورة الجياع، وذلك عندما أعلن العصيان المدني عام 1997 احتجاجاً على تردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للشيعة اللبنانيين. وعاد بعدها ليمارس الدعوة وسط أبناء الطائفة الشيعية وبخاصة الفقراء منهم.
لم يرض حزب الله عن إعلان العصيان المدني فاتخذ قرارا يوم 24 يناير/كانون الثاني عام 1998 بفصل الشيخ الطفيلي من الحزب، وحدثت اشتباكات مسلحة بين أنصاره وبعض أفراد حزب الله في حوزة عين بورضاي يوم 30 يناير/كانون الثاني 1998.
وقتل أثناء تبادل إطلاق النار -الذي شارك فيه الجيش اللبناني إلى جانب حزب الله- الشيخ خضر طليس وأحد الضباط اللبنانيين، ورغم الأحكام القضائية التي صدرت بحقه فإنه ظل في منزله يستقبل زواره ويقيم معهم كل خميس مجالس عزاء حسينية.
انتقد في عدة حوارات صحفية حزب الله اللبناني، وقال إن دور الحزب تحول في السنوات الأخيرة من المقاومة إلى حرس حدود لإسرائيل.
انتقد بشدة اجتياح قوات حزب الله لبيروت في السابع من مايو/أيار 2008 ورأى فيه تورطا في صراع مذهبي.
كما عارض تدخل حزب الله في الحرب السورية إلى جانب قوات بشار الأسد، ورأى فيه تهديدا للشيعة وخطأ سيدمر الأمة، وهو ما جعل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية يبادر إلى تثمين هذا الموقف.
رأى أن ثورة الشعب السوري لم تكن يوماً موجهة ضد أي مذهب أو طائفة أو أي مكون من مكونات الشعب السوري، وأنها كانت -ولا تزال- تهدف لإيجاد المجتمع الذي يكفل العدل والحرية والكرامة لجميع أبنائه على أساس المواطنة دون استثناء أو تمييز.