أحمد الهيبة بن ماء العينين
وجه بارز من وجوه المقاومة المغربية للاستعمار الإسباني والفرنسي في الصحراء، ورث عن أبيه مشيخته الصوفية، كما ورث عنه تنظيم المقاومة وتأطيرها ضد الاستعمار في بداية القرن العشرين.
المولد والنشأة
ولد أحمد الهيبة بن الشيخ ماء العينين القلقمي يوم 9 سبتمبر/أيلول 1877، في إقليم الساقية الحمراء جنوب المغرب. واشتهر بعلمه الغزير وثقافته الواسعة واطلاعه وذكائه وشعره الرائق وسخائه.
الدراسة والتكوين
تربى على يد والده الشيخ ماء العينين، فأخذ علوم الشريعة الإسلامية وعلوم اللغة العربية، وصاحب كبار علماء محضرة والده من أمثال الشيخ سيديا بن الشيخ أحمد بن سليمان الديماني وغيره.
التجربة السياسية
صحب والده في أسفاره نحو المغرب وفي وفاداته على الملوك العلويين، فعرف الناس وعرفوه وطار صيته، وقاد جيوش المقاومة.
وبعد وفاة والده في 25 أكتوبر/تشرين الأول 1910 في تزنيت، اتفقت أسرة أهل الشيخ ماء العينين على تعيين الشيخ أحمد الهيبة خليفة لوالده في القيادة الروحية وفي تولي مهام الجهاد ومقاومة المستعمر.
بعدما وقع السلطان المغربي عبد الحفيظ بن الحسن الأول اتفاقية فاس (اتفاقية الحماية) عام 1912 مع الفرنسيين -والتي تنص على دخول المغرب تحت الحماية الفرنسية- قام الشيخ الهيبة بإعلان نفسه سلطانا وهو بتزنيت، وسار نحو مراكش يوم 15 يوليو/تموز 1912 يقود جيشا كبيرا من القبائل الصحراوية وقبائل سوس المغربية، وكان يسمى السلطان الأزرق للون اللباس الصحراوي الشائع حينها.
وقد دخل الشيخ الهيبة مرّاكش في 15 أغسطس/آب 1912، وبعد ثلاثة أيام من توقيع اتفاقية فاس تمت تنحية السلطان عبد الحفيظ ليحل محله أخوه السلطان يوسف والد السلطان محمد الخامس جدّ الملك الحسن الثاني. وقد حاصر الفرنسيون مراكش وأخرجوا أحمد الهيبة الذي حل بأكردوس جنوب المغرب حيث توجد القبائل الأمازيغية المتمنعة في الجبال.
المؤلفات
له مؤلفات عدة، منها: "سراج الظلم في ما ينفع المعلم والمتعلم"، و"سرادقات الله الدافعة للبلايا"، ومصنف في الحديث ورسالة في الرد على القائل إن الدابة -إحدى علامات الساعة- هي السيارة، وأجوبة فقهية.
الوفاة: توفي الشيخ أحمد الهيبة يوم الثلاثاء 18 رمضان 1336 للهجرة، الموافق 26-27 يونيو/حزيران 1918.