حضرموت
محافظة يمنية تعد الأكبر مساحة، وتقع في الجزء الشرقي من البلاد. عاصمتها مدينة المُكلا التي تعد بدورها ثالث كبرى مدن اليمن بعد صنعاء وعدن.
الموقع: تقع محافظة حضرموت شرق اليمن، وتمتد من بحر العرب جنوبا إلى الحدود السعودية شمالا، وتبعد عن العاصمة صنعاء نحو 794 كلم، تحدها من الشمال الغربي محافظتا مأرب والجوف، ومن الشرق محافظة المهرة، ومن الغرب محافظة شبوة.
وتنقسم إداريا إلى ثلاثين مديرية، وعاصمتها مدينة المكلا، ومن مدنها أيضا: سيئون وتريم وشبام والشحر، وتمتد على مساحة 193 ألف كيلومتر مربع، وهو ما يعادل 36% من مساحة اليمن.
تقع مساحة واسعة من المحافظة في صحراء الربع الخالي، خاصة في الأجزاء الشمالية والشمالية الغربية، في مديريات: رماه وثمود وقف العوامر، وغيرها. ويمتد ساحلها على طول 450 كيلومترا، وتطل ست مديريات فيها (بروم وميفع، المكلا، غيل باوزير، الشحر، الديس، الريدة وقصيعر) على البحر العربي من جهة الجنوب.
توجد في المحافظة سلسلة جبلية، ومنها جبال محمدين وجبل بروم وجبل رباح وجبل الغويطة وجبل أسناس وجبل غمدان، وفيها أودية رئيسة و فرعية. وتتميز بتنوع مناخها، فهو حار صيفا معتدل شتاء على السواحل، ومعتدل صيفا بارد شتاء في الأجزاء الجبلية، وحار جاف في الأجزاء الصحراوية.
السكان: يبلغ عدد سكان محافظة حضرموت 1.028 مليون نسمة وفقا لنتائج التعداد السكاني لعام 2004، وينمو سكانها بمعدل 3.08% سنويا، وذهبت التقديرات عام 2011 إلى أن عدد سكان المحافظة اقترب من مليوني نسمة.
الاقتصاد: تعد الزراعة واصطياد السمك والثروة الحيوانية من الأنشطة الرئيسة لسكان المحافظة، حيث تصل نسبة إنتاج المحاصيل الزراعية إلى 5.8% من إجمالي الإنتاج الزراعي في اليمن، وأهمها التمور والحبوب.
ويعد قطاع الأسماك الرافد الاقتصادي الأول لسكان المحافظة، كونها تقع على شريط ساحلي طويل يمتد على شاطئ البحر العربي، ويمتاز بكثرة الأسماك والأحياء البحرية وتنوعها. وتضم أراضي المحافظة بعض الثروات المعدنية، منها: النفط والذهب.
التاريخ: يعود تاريخ المحافظة إلى ما قبل الميلاد، إذ تشكلت كمملكة من اتحاد قبلي يجمعها تقديسها للإله "سين"، واستقلت عن مملكة سبأ قرابة عام 330 قبل الميلاد، وسيطر عليها الحميريون عام 275 للميلاد.
وكانت حضرموت مستقلة عندما سيطرت الإمبراطورية الساسانية على عدن عام 571 للميلاد، حتى وصول الإسلام عام 630 للميلاد، بعد كتاب النبي صلى الله عليه وسلم لوائل بن حجر، وكان بعض الحضارمة قد أسلموا قبل إسلام وائل بن حجر، مثل الصحابي العلاء بن الحضرمي.
كانت المحافظة خلال العصور الوسطى جزءا من الدولة الصليحية والطاهرية والرسولية التي حكمت اليمن في القرن الثالث عشر إلى منتصف القرن الخامس عشر الميلادي، ومكنت أكثر للمذهب الإباضي، لكنه انحسر فيما بعد مقابل انتشار المذهب الشافعي.
هاجر حوالي ربع أبنائها بسبب الصراع بين السلاطين، ولافتقارها لتنمية اقتصادية واجتماعية، وتوجهوا لإندونيسيا وماليزيا والحبشة وإلى الحجاز وغيرها.
وفي ظل الحكومة اليمينة الجنوبية اليسارية، انزعج سكان حضرموت من سياسة تأميم الأراضي فهاجر كثير منهم، لكن أعدادا كبيرة رجعت بعد الوحدة اليمنية عام 1990 بين اليمن الشمالي والجنوبي.
وفي عام 1993 اكتشف حقل المسيلة النفطي في المحافظة فنشب الخلاف السياسي والقبلي من جديد بين الحضارمة، وعاد حضارمة المهجر إلى البلدان التي قدموا منها بعد حرب صيف 1994.
استغل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الخلاف، واقترح عام 1998 تقسيم حضرموت إلى محافظتين، واحدة تشمل وادي دوعن ووادي حضرموت والأخرى تشمل المكلا والشحر، لكن اقتراحه قوبل بالرفض.
ثورة 2011: كان سكان المحافظة حاضرين في الانتفاضة التي قامت ضد الرئيس علي عبد الله صالح عام 2011، وشاركوا فيها بقوة، ولم تعرف المحافظة الاستقرار بعد تنحيه، بل شهدت هجمات من مسلحي تنظيم "القاعدة" استهدفت بالأساس الجيش اليمني ومقراته.
معالم: تحتضن حضرموت عددا من المآثر التاريخية التي تساهم في تنشيط السياحة في المحافظة، مثل: مساجد مدينة تريم ومدارسها ومكتباتها، وحصون مدينة سيئون وحدائقها، وناطحات السحاب الأثرية في مدينة شبام.