أوجين تير بلانش
يميني متطرف من جنوب أفريقيا، يرى البعض أنه يحمل العنصرية حتى في اسمه، فالمقطع الأخير منه يعني بالفرنسية "الأرض البيضاء". كانت تحيته لأتباعه وراية حزبه وتوجيهاته كلها مستمدة من تراث الزعيم النازي الألماني أدولف هتلر.
المولد والنشأة
ولد أوجين تير بلانش يوم 31 يناير/كانون الثاني 1941 في بلدة ترانسفال بمقاطعة فينترزدروب في شمال غرب جنوب أفريقيا.
وهو ينتمي إلى ما يسمى "شعب البوير"، وهم المستوطنون البيض الذين وصلوا إلى جنوب أفريقيا في القرن الـ18، فأنشأوا مزارع وأسسوا ولايات مستقلة أصبحت -خلال قرنين- جمهورية جنوب أفريقيا.
وأصل كلمة بوير (Boer) مأخوذة عن اللغة الهولندية ومعناها "مزارع"، لكنها استخدمت في اللغة الأفريكانية لوصف السكان البيض عموما.
الوظائف والمسؤوليات
التحق بصفوف الشرطة عام 1964، وعمل في البداية متطوعا قبل أن ينضم إلى صفوف حراسة إقامة رئيس الوزراء، ورئيس الدولة، وفي عام 1968 غادر الشرطة ليعمل في الزراعة.
التجربة السياسية
لم يتجاوز بلانش الثلاثين من عمره حتى أسس عام 1973 حركة المقاومة الأفريكانية (AWB) التي تؤمن بتفوق العنصر الأبيض، وتطالب بإنشاء وطن خاص بالبيض على قاعدة التمييز العنصري ضد الأغلبية السوداء.
وعارضت الحركة -خلال ثمانينيات القرن العشرين- توجه النظام العنصري الحاكم آنذاك إلى إعطاء مزيد من الحقوق المدنية للمواطنين الآسيويين والملونين، والذي تمثل بالسماح لهم في التصويت لانتخابات البرلمان.
وفي أول انتخابات متعددة الأعراق عام 1994 قامت الحركة بسلسلة من الهجمات ضد السكان الأفارقة قتل فيها 24 شخصا بينهم ثلاثة من عناصرها، في حين واصل زعيمها التحريض على السود والتشبث بالنظام العنصري، لكن نشاط المنظمة توارى وخفت بعد سقوط نظام الفصل العنصري عام 1994.
في عام 2000 سجن الزعيم المتطرف ستة أشهر لتعذيب عامل محطة بنزين وترويعه بكلب، كما حكم مرة أخرى بثلاث سنوات عام 2001 في محاولة قتل حارس أسود.
وغداة خروجه من السجن عام 2004 نظم مظاهرة ركب فيها مناصروه الأحصنة السود استعراضا للقوة وامتهانا للون الأسود.
لكن الزعيم المتطرف وقع عن حصانه ما أثار موجة عارمة من السخرية والاستهجان، كما وقع في فضيحة جنسية طاردته في وسائل الإعلام.
الوفاة
سقط تير بلانش يوم 3 أبريل/نيسان 2010 صريعا على يد عاملين كانا يعملان في بيته، قيل إنهما اختلفا معه لمنعه أجرهما.
وجاءت حادثة القتل بعد جدل واسع في البلاد بسبب أغنية بعنوان "اقتل البوير" تنسب إلى قائد المنظمة الشبابية في حزب المؤتمر الوطني الحاكم جوليوس ماليما، وقد منعتها الشرطة بأمر قضائي.