رغد صدام حسين

ابنة الرئيس العراقي صدام حسين من زوجته ساجدة خير الله، وأرملة حسين كامل المجيد الذي انشق عن نظام صدام وهرب إلى الأردن، قبل أن يعود إلى العراق وتتم تصفيته عام 1996.
عُرف عنها تأثرها الكبير بشخصية والدها، وظهرت مدافعة قوية عنه وعن نظامه بعد الاحتلال الأميركي للعراق.
المولد والنشأة
ولدت رغد صدام حسين يوم 2 سبتمبر/أيلول 1968 في العراق، سنة وصول والدها ورفاقه للسلطة في البلاد إثر انقلاب عسكري عرف في ما بعد بثورة 17-30 يوليو/تموز، فعاشت في بيت حكم وسلطة، حيث كان والدها نائبا للرئيس قبل أن يصبح الحاكم الفعلي، وكان خالها خير الله طلفاح وزيرا للدفاع ومن أبرز القادة العسكريين في تلك الفترة.
أمها ساجدة خير الله طلفاح الزوجة الأولى لصدام حسين وابنة خاله وأم أبنائه، وقد تزوجت رغد من رئيس هيئة التصنيع العسكري حسين كامل، وكانت هي وأختها الصغرى حلا برفقة زوجيهما الشقيقين حسين وصدام كامل في الأردن بعد هربهما إثر انشقاقهما عن نظام صدام عام 1996.
عادت مع زوجها وأولادها بعد وعود بالعفو عنه وعن شقيقه إذا عادا، وما إن وصلت وأختها إلى هناك حتى تمَّ الفصل بينهما وبين زوجيهما الذين سلما لعشيرتهما ليقتلا بدعوى الخيانة.
وبعد احتلال الولايات المتحدة للعراق سنة 2003، لجأت رغد إلى الأردن مع أولادها واستقر بها العيش هناك.
التجربة السياسية
لم يعرف عنها اهتمام بالشأن السياسي في بداية حياتها، ولم تظهر على الساحة السياسية طوال فترة حكم والدها، وبقيت في الظل بعيدة عن الأضواء تماما كوالدتها وشقيقتها، لكنها برزت مدافعة عن والدها ونظامه بعد الغزو الأميركي للعراق والإطاحة بنظامه في أبريل/نيسان 2003.
استنكرت الصور التي عرضها الأميركيون لوالدها أثناء القبض عليه، وقالت إنها مفبركة وإنهم قد أعطوه مخدرا ليظهر بتلك الصورة فتهتز مكانته في قلوب العراقيين ويضعف عضد المقاومة، وطالبت بمحاكمة دولية عادلة لوالدها خارج العراق، باعتبار أن من يحاكمونه هم خصوم له، وأن المحاكمة في بغداد لا تتوفر فيها ضوابط العدالة وشروطها.
بعد إعدام والدها طالبت السلطاتِ العراقية بتسلمها جثته لكي تدفنها في اليمن خوفا عليها منهم، ريثما يتحرر العراق من الاحتلال الأميركي فتعيده مرة أخرى إلى مسقط رأسه، لكن السلطات رفضت، وظهرت في عمّان خلال مظاهرة شعبية لتأبين والدها عشية تنفيذ حكم إعدامه، وقدمت الشكر للحاضرين من ممثلي النقابات المهنية ومحامي فريق الدفاع عن صدام.
هاجمت رغد حكومة نوري المالكي ووصفتها بالطائفية، فعاتبها الأردن على تلك التصريحات مدعيا أنها تخالف شروط اللجوء السياسي، وأعلن مستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي في يوليو/تموز 2006 أن الحكومة تطالب بتسليم رغد وأمها لمحاكمتهما بتهمة "ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، والإرهاب" و"التحريض على العنف".
لكنَّ رئيس الوزراء الأردني معروف البخيت ردَّ حينها بأن رغد وأولادها في ضيافة العائلة المالكة، وأنها لاجئة سياسية لدى المملكة ولا يمكن تسليمها للعراق أو النظر في أمر كهذا إلا بعد ورود أدلة قانونية قاطعة.
وفي أغسطس/آب 2007 أصدرت الشرطة الدولية (الإنتربول) مذكرة تحرٍّ بحقها، وطالبت أجهزة الشرطة في العالم بالتعاون في ملاحقتها، لكن المحامي عصام الغزاوي -أحد أعضاء فريق الدفاع عن صدام حسين- علق على مذكرة الإنتربول قائلا "لا يمكن لأي أحد إجبار الأردن على ملاحقة رغد، وإن طلب القبض من الإنتربول غير ملزم".
وبالرغم من تراجع ظهورها الإعلامي بعد مضي وقت على إعدام والدها، فقد نقلت عنها صحيفة القدس العربي ارتياحها لانتفاضة عشائر العرب السُّنّة عام 2014، وقولها إنها تتابع تفاصيل ما يحدث لحظة بلحظة.