في الذكرى الـ18 لاغتياله.. تعرف على الشيخ أحمد ياسين مؤسس "حماس"

الموسوعة - Spiritual leader of the Palestinian militant group Hamas Sheik Ahmed Yassin in his home in Gaza City, Wednesday 14 January 2004. A female Palestinian suicide bomber blew herself up Wednesday at the major crossing point between Israel and the Gaza Strip, killing at least four Israelis and wounding seven other people, Israeli rescue services and media said. Hamas spiritual leader Sheik Ahmed Yassin said that holy war "is an obligation of all Muslims, men and women." At rear is a floral gift to the sheik reading Hamas in arabic. EPA/MOHAMMED SABER

يحيي الفلسطينيون اليوم الثلاثاء 22 مارس/آذار 2022 الذكرى السنوية الـ18 لاغتيال إسرائيل للشيخ أحمد ياسين زعيم ومؤسس حركة المقاومة الإسلامية "حماس".

ففي فجر 22 مارس/آذار 2004 أطلقت مروحية أباتشي إسرائيلية 3 صواريخ على الجسد النحيل، وهو خارج على كرسيه المتحرك من مسجد المجمّع الإسلامي في حي الصّبرة بقطاع غزة بعد صلاة الفجر، فتركته أشلاء متناثرة؛ لتنهي بذلك رحلة ابن عسقلان في طريق المحراب كما بدأت أول مرة سنة 1936.

المولد والنشأة

ـ يونيو/حزيران 1936: ولد أحمد إسماعيل ياسين في قرية تاريخية عريقة تسمى جورة عسقلان، وهو العام الذي شهد أول ثورة مسلحة ضد النفوذ الصهيوني المتزايد داخل الأراضي الفلسطينية.

ـ مات والده وعمره لم يتجاوز 5 سنوات.

ـ التحق أحمد ياسين بمدرسة الجورة الابتدائية وواصل الدراسة بها حتى الصف الخامس.

ـ عام 1948: عايش أحمد ياسين الهزيمة العربية الكبرى المسماة بالنكبة، وكان يبلغ من العمر آنذاك 12 عاما، وخرج منها بدرس أثر في حياته الفكرية والسياسية فيما بعد مؤداه أن الاعتماد على سواعد الفلسطينيين أنفسهم عن طريق تسليح الشعب أجدى من الاعتماد على الغير سواء أكان هذا الغير الدول العربية المجاورة أم المجتمع الدولي.

ـ يتحدث الشيخ ياسين عن تلك الحقبة فيقول "لقد نزعت الجيوش العربية التي جاءت تحارب إسرائيل السلاح من أيدينا بحجة أنه لا ينبغي وجود قوة أخرى غير قوة الجيوش، فارتبط مصيرنا بها، ولما هزمت هزمنا وراحت العصابات الصهيونية ترتكب المجازر والمذابح لترويع الآمنين، ولو كانت أسلحتنا بأيدينا لتغيرت مجريات الأحداث".

ـ لم تستثن النكبة هذا الطفل الصغير فقد أجبرته على الهجرة بصحبة أهله إلى غزة، وهناك تغيرت الأحوال وعانت الأسرة مرارة الفقر والجوع والحرمان، شأنها شأن معظم المهاجرين آنذاك.

ـ كان يذهب إلى معسكرات الجيش المصري مع بعض أقرانه لأخذ ما يزيد على حاجة الجنود ليطعموا به أهليهم وذويهم، وترك الدراسة مدة في عام (1949-1950) ليعين أسرته المكونة من 7 أفراد بالعمل في أحد مطاعم الفول في غزة، ثم عاود الدراسة مرة أخرى.

ـ عام 1952: في الـ16 من عمره تعرض أحمد ياسين لحادثة خطيرة أثرت في حياته كلها منذ ذلك الوقت حتى مماته، فقد أصيب بكسر في فقرات العنق أثناء لعبه مع بعض أقرانه، وبعد 45 يوما من وضع رقبته داخل جبيرة من الجبس اتضح أنه سيعيش بقية عمره رهين الشلل الذي أصيب به في تلك الفترة.

ـ إضافة إلى الشلل التام ظل ياسين يعاني من أمراض عديدة منها فقدان البصر في العين اليمنى بعدما أصيبت بضربة أثناء جولة من التحقيق على يد المخابرات الإسرائيلية عند سجنه، كما عانى من ضعف شديد في قدرة إبصار العين اليسرى، والتهاب مزمن بالأذن، وحساسية في الرئتين، وبعض الأمراض والالتهابات المعوية الأخرى.

ـ أنهى أحمد ياسين دراسته الثانوية في العام الدراسي 1957-1958، ونجح في الحصول على فرصة عمل رغم الاعتراض عليه في البداية بسبب حالته الصحية، وكان معظم دخله من مهنة التدريس يذهب لمساعدة أسرته.

الفكر والنشاط السياسي

ـ شارك أحمد ياسين وهو في الـ20 من العمر في المظاهرات التي اندلعت في غزة احتجاجا على العدوان الثلاثي الذي استهدف مصر عام 1956، وأظهر قدرات خطابية وتنظيمية ملموسة، حيث نشط مع رفاقه في الدعوة إلى رفض الإشراف الدولي على غزة مؤكدا ضرورة عودة الإدارة المصرية إلى هذا الإقليم.

ـ كانت مواهب أحمد ياسين الخطابية قد بدأت تظهر بقوة، ومعها بدأ نجمه يلمع وسط دعاة غزة، الأمر الذي لفت إليه أنظار المخابرات المصرية العاملة هناك، فقررت عام 1965 اعتقاله ضمن حملة الاعتقالات التي شهدتها الساحة السياسية المصرية والتي استهدفت كل من سبق اعتقاله من جماعة الإخوان المسلمين عام 1954.

ـ ظل حبيس الزنزانة الانفرادية قرابة شهر، ثم أفرج عنه بعد أن أثبتت التحقيقات عدم وجود علاقة تنظيمية بينه وبين الإخوان.

ـ تركت فترة الاعتقال في نفسه آثارا مهمة لخصها بقوله "إنها عمقت في نفسه كراهية الظلم، وأكدت (فترة الاعتقال) أن شرعية أي سلطة تقوم على العدل وإيمانها بحق الإنسان في الحياة بحرية".

ـ اعتنق الشيخ أحمد ياسين أفكار جماعة الإخوان المسلمين التي أُسّست في مصر على يد الإمام حسن البنا عام 1928، والتي تدعو -كما تقول- إلى فهم الإسلام فهما صحيحا والشمول في تطبيقه في شتى مناحي الحياة.

هزيمة 1967

ـ بعد هزيمة 1967 التي احتلت فيها إسرائيل كل الأراضي الفلسطينية بما فيها قطاع غزة استمر الشيخ أحمد ياسين في إلهاب مشاعر المصلين من فوق منبر مسجد العباسي الذي كان يخطب فيه لمقاومة المحتل، وفي الوقت نفسه نشط في جمع التبرعات ومعاونة أسر الشهداء والمعتقلين، ثم عمل بعد ذلك رئيسا للمجمع الإسلامي في غزة.

ـ أزعج النشاط الدعوي للشيخ أحمد ياسين السلطات الإسرائيلية فأمرت عام 1982 باعتقاله، ووجهت إليه تهمة تشكيل تنظيم عسكري وحيازة أسلحة، وأصدرت عليه حكما بالسجن 13 عاما، لكنها عادت وأطلقت سراحه عام 1985 في إطار عملية لتبادل الأسرى بين سلطات الاحتلال الإسرائيلي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة).

حركة حماس

ـ عام 1987: اتفق الشيخ أحمد ياسين مع مجموعة من قادة العمل الإسلامي الذين يعتنقون أفكار الإخوان المسلمين في قطاع غزة على تكوين تنظيم إسلامي لمحاربة الاحتلال الإسرائيلي بغية تحرير فلسطين.

ـ أطلقوا على التنظيم اسم "حركة المقاومة الإسلامية" المعروفة اختصارا باسم "حماس"، وكان له دور مهم في الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت آنذاك والتي اشتهرت بانتفاضة المساجد، ومنذ ذلك الوقت أصبح الشيخ ياسين الزعيم الروحي لتلك الحركة.

الملاحقات الإسرائيلية

ـ أغسطس/آب 1988: مع تصاعد أعمال الانتفاضة بدأت السلطات الإسرائيلية التفكير في وسيلة لإيقاف نشاط الشيخ أحمد ياسين، فقامت بدهم منزله وتفتيشه وهددته بالنفي إلى لبنان.

ـ لما ازدادت حوادث قتل الجنود الإسرائيليين واغتيال العملاء الفلسطينيين قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي يوم 18 مايو/أيار 1989 باعتقاله مع مئات من أعضاء حركة حماس.

ـ 16 أكتوبر/تشرين الأول 1991: أصدرت إحدى المحاكم العسكرية حكما بسجنه مدى الحياة إضافة إلى 15 عاما أخرى، وجاء في لائحة الاتهام أن هذه التهم بسبب التحريض على اختطاف جنود إسرائيليين وقتلهم وتأسيس حركة حماس وجهازيها العسكري والأمني.

ـ 13 ديسمبر/كانون الأول 1992: حاولت مجموعة فدائية تابعة لكتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحماس) الإفراج عن الشيخ ياسين وبعض المعتقلين المسنّين الآخرين، فقامت بخطف جندي إسرائيلي قرب القدس.

ـ عرضت حماس على إسرائيل مبادلته نظير الإفراج عن هؤلاء المعتقلين، لكن السلطات الإسرائيلية رفضت العرض وشنّت هجوما على مكان احتجاز الجندي، أدى إلى مصرعه ومصرع قائد الوحدة الإسرائيلية المهاجمة ومقتل قائد مجموعة الفدائيين.

ـ الأول من أكتوبر/تشرين الأول 1997: أفرج عن الشيخ في الأول من أكتوبر/تشرين الأول 1997، في أعقاب محاولة فاشلة لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس -خالد مشعل- في العاصمة عمّان، وإلقاء السلطات الأمنية الأردنية القبض على اثنين من عملاء الموساد سلمتهما لإسرائيل مقابل إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين.

ـ بسبب اختلاف سياسة حماس عن السلطة كثيرًا ما كانت تلجأ السلطة إلى الضغط على حماس، وفي هذا السياق فرضت السلطة الفلسطينية أكثر من مرة على الشيخ أحمد ياسين الإقامة الجبرية مع إقرارها بأهميته للمقاومة الفلسطينية وللحياة السياسية الفلسطينية.

محاولة الاغتيال

ـ السادس من سبتمبر/أيلول 2003: تعرض الشيخ أحمد ياسين لمحاولة اغتيال إسرائيلية لدى استهداف مروحيات إسرائيلية شقة في غزة كان يوجد بها الشيخ وكان يرافقه إسماعيل هنية، ولم تكن إصاباته بجروح طفيفة في ذراعه الأيمن بالقاتلة.

استشهاده

ـ 14 مارس/آذار 2004: شكلت عملية ميناء أسدود التي نفذها شابان من غزة ينتميان لكتائب القسام وأودت بحياة 10 إسرائيليين وجرح 20 بداية العد التنازلي لتوقيت الاغتيال، وحمّلت إسرائيل الشيخ شخصيا مسؤولية تنفيذها، ووصفت الهجوم بـ"الضربة الإستراتيجية والعملية النوعية".

ـ أعقب العملية تسلسل لأحداث ميدانية أدت في النهاية إلى اغتيال الشيخ، ففي اليوم التالي لعملية ميناء أسدود قطع وزير الأمن شاؤول موفاز زيارته لواشنطن واجتمع بقيادات أمنية وعسكرية، وقرر "إلغاء الفروق في الاستهدافات بين القيادة العسكرية والروحية لحماس".

ـ 16 مارس/آذار 2004: التأم المجلس الوزاري المصغر لاتخاذ قرار بتنفيذ عملية دراماتيكية اتضح لاحقا أنها اغتيال الشيخ، وبين 17 و21 من الشهر نفسه نفذ الجيش حملات عسكرية على مدن رفح وخان يونس وغزة قتل فيها أكثر من 15 فلسطينيا.

ـ 22 مارس/آذار 2004: استشهد الشيخ أحمد ياسين إثر قيام مروحيات الأباتشي الإسرائيلية بإطلاق 3 صواريخ عليه وهو خارج على كرسيه المتحرك من مسجد المجمّع الإسلامي بحي الصّبرة في قطاع غزة.

ـ استشهد في هذه العملية 7 من مرافقي الشيخ وجُرح اثنان من أبنائه.

ـ أشرف على تنفيذ الاغتيال قائد هيئة أركان الجيش موشيه يعلون ووزير الأمن شاؤول موفاز، وحصلا على ضوء أخضر من رئيس الوزراء أرييل شارون بإطلاق صواريخ عدة نحو السيارة التي كانت تقلّ الشيخ.

المصدر : الجزيرة