خالد مشعل.. الرئيس السابق لحركة حماس
سياسي فلسطيني وأحد مؤسسي حركة المقاومة الإسلامية (حماس). شغل منصب رئيس المكتب السياسي للحركة ما بين عامي 1996 و2017، واختير قائدا لها بعدما اغتالت إسرائيل الشيخ أحمد ياسين. كرَّس حياته لخدمة القضية الفلسطينية، متبنيا مبدأ النضال والمقاومة حتى تحرير الأرض الفلسطينية.
المولد والنشأة
ولد خالد عبد الرحيم إسماعيل عبد القادر مشعل في 28 مايو/أيار 1956 في بلدة سلواد قضاء رام الله بالضفة الغربية وقضى فيها 11 سنة.
كان والده يعمل في الكويت منذ 1957، كما قاتل بجانب الشيخ عز الدين القسام وشارك في مقاومة الانتداب البريطاني وفي ثورة 1936 مع عبد القادر الحسيني.
بعد نكسة عام 1967 انتقلت عائلته اضطرارا إلى الأردن، وبعد شهرين انتقلت للكويت حيث عاش مشعل بمدينة حَوَلى حتى عام 1991، ثم عاد إلى الأردن إثر اجتياح العراق للكويت.
وهو متزوج منذ العام 1981، وله 7 أولاد: 3 إناث و4 ذكور.
الدراسة والتكوين العلمي
درس مشعل المرحلة الابتدائية في إحدى مدارس قرية سلواد، أما الإعدادية فقد درسها بمدارس منظمة التحرير الفلسطينية في الكويت، وهي مدارس أُنشئت لاستقبال الطلاب الفلسطينيين اللاجئين الجدد في نفس مدارس الحكومة الكويتية بإشراف منظمة التحرير الفلسطينية وتكون في فترة ما بعد الظهر.
لاحقا انتقل لثانوية عبد الله السالم بالفترة الصباحية التابعة للحكومة الكويتية، وفي تلك الفترة انتمى لجماعة الإخوان المسلمين.
التحق عام 1974 بجامعة الكويت وحصل منها على البكالوريوس في الفيزياء. كما يحمل إجازات في القرآن الكريم، الذي أتمَّ حفظه وأتقن بعض علومه.
التجربة العملية
بعد تخرجه في جامعة الكويت عام 1979 بدأ العمل في مجال التدريس، وأصبح مدرسا لمادة الفيزياء في إحدى مدارس الكويت، واستمر بهذه المهنة حتى عام 1984، إذ توقف لتكريس وقته للعمل السياسي في تنظيم حركة حماس وبناء شبكتها داخل قطاع غزة والضفة الغربية، وتطوير قدراتها العسكرية.
التجربة السياسية
انضم مشعل إلى جماعة الإخوان المسلمين عام 1971، وكان حينها في سن الـ15، بدأت تجربته السياسية أثناء دراسته الجامعية، إذ قاد التيار الإخواني الفلسطيني المسمى "كتلة الحق الإسلامية"، التي نافست قوائم حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) على قيادة الاتحاد العام لطلبة فلسطين في الكويت.
وبعد 3 سنوات من تأسيس الكتلة جرى تأسيس الرابطة الإسلامية لطلبة فلسطين التي كانت إحدى اللبنات التأسيسية لحركة حماس.
شارك في تأسيس حركة المقاومة الإسلامية حماس عام 1987، وهو عضو مكتبها السياسي منذ تأسيسه.
تولى رئاسة المكتب السياسي للحركة عام 1996 وعُين قائدا للحركة بعد استشهاد الشيخ أحمد ياسين يوم 23 مارس/آذار 2004.
تعرض عام 1997 لمحاولة اغتيال نفذها جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) في الأردن.
في أغسطس/آب 1999 أغلقت السلطات الأردنية مكتب الحركة في عمّان، واعتقلت مشعل في 22 سبتمبر/أيلول من العام نفسه بعد عودته من إيران، ثم انتقل مشعل إلى قطر وبقي فيها عامين، ثم انتقل إلى العاصمة السورية دمشق عام 2001.
بعد فوز حركة حماس بالانتخابات التشريعية للسلطة الفلسطينية عام 2006 أصبح إسماعيل هنية رئيسا للوزراء، ودخلت الحركة، تحت قيادة مشعل، منعطفا جديدا وواجهت تحديات أكبر، كان أبرزها الانقسام الفلسطيني الذي نتج عن سيطرة حماس على قطاع غزة عام 2007.
في عام 2011 وجهت حركة حماس من جديد موجة من من التغييرات الإستراتيجية بعد أحداث الربيع العربي، إذ أيدت الحركة ثورات الشعوب العربية ومنها شعب سوريا ورفضت الاصطفاف إلى جانب النظام ضد الثورة السورية.
وأدى هذا الموقف إلى إغلاق مكاتب حماس في دمشق وانتقال مشعل مجددا إلى قطر عام 2012 وهو العام نفسه الذي زار فيه قطاع غزة وشارك للمرة الأولى في الاحتفال بالذكرى الـ25 لتأسيس حماس.
انتخب عام 2013 مجددا رئيسا لحركة حماس وبقي في هذا المنصب حتى عام 2017 إذ خلفه هنية، الذي اغتيل في إيران في 31 يوليو/تموز 2024 قبل عام من انتهاء دورته الثانية في رئاسة الحركة.
محاولة اغتيال
تعرض مشعل في 25 سبتمبر/أيلول 1997 لمحاولة اغتيال فاشلة في العاصمة الأردنية عمان على يد عميلين من الموساد يحملان جوازات سفر كندية، وقد عملا بتوجيهات مباشرة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ألقت السلطات الأردنية القبض على الإسرائيليين الضالعين في عملية الاغتيال، واشترط الملك حسين بن طلال على إسرائيل إحضار العلاج القادر على مكافحة السمِّ الذي دخل جسم مشعل والإفراج عن الشيخ ياسين الذي كان محكوما بالسجن مدى الحياة مقابل إطلاق العميلين، وهو ما تمَّ بالفعل.