وسط ترقب اتجاهات الفائدة الأميركية الذهب والنفط يتراجعان والدولار يتأرجح
تراجعت أسعار الذهب، اليوم، مع تذبذب الدولار ليبتعد المعدن النفيس عن ذروة قياسية سجلها في الجلسة السابقة بفعل عوامل داعمة مثل تنامي الرهانات على أن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) سيبدأ خفض أسعار الفائدة في وقت لاحق كما تراجعت أسعار النفط الخام في الأسواق العالمية، فيما عززت المخاطر الجيوسياسية الطلب على أصول الملاذ الآمن.
وانخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.3% إلى 2418 دولارا للأونصة، وانخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم يونيو/حزيران 0.72% إلى 2421.30 دولارا للأوقية.
وتجعل أسعار الفائدة المنخفضة والتقلبات الجيوسياسية الذهب استثمارا مفضلا.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى تراجعت الفضة في المعاملات الفورية 0.51% إلى 31.65 دولارا للأوقية بعدما بلغت أعلى مستوى في أكثر من 11 عاما في الجلسة السابقة.
وانخفض البلاتين 0.7% إلى 1039.31 دولارا للأوقية، بعد أن سجل أعلى مستوياته منذ 12 مايو/أيار 2023.
الدولار يتأرجح
أما الدولار، فواجه صعوبات في تحديد الاتجاه اليوم مع تمسك المتعاملين بآرائهم بشأن التوقيت المتوقع لتيسير السياسة النقدية الأميركية هذا العام.
وارتفعت العملات الرقمية (المشفرة)، مدعومة بقفزة في سعر عملة إيثريوم وسط تزايد الترقب للموافقة الوشيكة على صناديق الاستثمار المتداولة من قبل هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية.
وارتفع اليورو 0.13% إلى 1.087 دولار.
ويتوقع المستثمرون أن تقدم بيانات اليوم الصادرة عن البنك المركزي الأوروبي عن مؤشر الأجور ومؤشر مديري المشتريات في منطقة اليورو المزيد من الدلائل حول دورة التيسير النقدي في منطقة اليورو.
ومع وجود القليل من البيانات الاقتصادية الأميركية هذا الأسبوع لتوجيه تحركات العملة، يتحول تركيز المتعاملين إلى مجموعة من التعليقات لرؤساء بنوك الاحتياطي الاتحادي بحثا عن أدلة حول توقعات أسعار الفائدة الأميركية ومتى يمكن أن تبدأ دورة التيسير النقدي.
ودعا العديد من المسؤولين أمس الاثنين إلى استمرار السياسة النقدية الحذرة، حتى بعد أن أظهرت بيانات الأسبوع الماضي تراجعا مرحبا به في ضغوط أسعار المستهلكين في أبريل/نيسان الماضي. ومقابل سلة من العملات الرئيسية، انخفض الدولار 0.07% إلى 104.5 نقاط
وبالنسبة للعملات المشفرة، قفزت إيثريوم 18% في آخر 24 ساعة إلى 3661 دولارا، فيما اخترقت بيتكوين مستوى 70 ألف دولار وسجلت في أحدث معاملاتها استقرارا عند 70 ألفا و984 دولارًا.
النفط
أما النفط، فتراجعت أسعاره في التعاملات الآسيوية المبكرة، مع توقع المستثمرين أن يؤدي التضخم واستمرار الفائدة المرتفعة بالولايات المتحدة إلى انخفاض الطلب الاستهلاكي والصناعي.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 69 سنتا بما يعادل 0.82% إلى 83 دولارا للبرميل، ونزل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 64 سنتا أو 0.80% إلى 79.16 دولارا للبرميل.
وانخفض كلا الخامين القياسيين أقل من 1% أمس بعدما قال مسؤولون بمجلس الاحتياطي الفيدرالي إنهم ينتظرون المزيد من العلامات على تباطؤ التضخم قبل النظر في خفض أسعار الفائدة.
وقال نائب رئيس مجلس الاحتياطي فيليب جيفرسون أمس إن من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان تباطؤ التضخم "طويل الأمد"، بينما قال مايكل بار نائب رئيس المجلس لشؤون الرقابة إن السياسة التقييدية تحتاج إلى مزيد من الوقت.
وقال رئيس مجلس الاحتياطي بولاية أتلانتا، رافائيل بوستيك إن الأمر "سيستغرق بعض الوقت" حتى يصبح البنك المركزي واثقا من أن تباطؤ نمو الأسعار مستدام.
ويؤدي انخفاض أسعار الفائدة إلى تقليل تكاليف الاقتراض، مما يسهم في تحرير أموال قد تساعد في تعزيز النمو الاقتصادي والطلب على الخام.
وبدت السوق غير منزعجة من حالة الضبابية السياسية في بلدين رئيسيين منتجين للنفط بعد وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث تحطم طائرة مروحية وتأجيل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان زيارته إلى اليابان بسبب مشكلات صحية للعاهل السعودي الملك سلمان.
ومن المتوقع ألا تتأثر السياسة النفطية الإيرانية بالرحيل المفاجئ للرئيس، إذ يتمتع الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بالسلطة المطلقة وله القول الفصل في جميع شؤون الدولة.
ومن المقرر أن تجتمع منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها، فيما يعرف بمجموعة أوبك بلس في الأول من يونيو/حزيران.
ونقلت رويترز عن مصادر مطلعة في وقت سابق أن أوبك بلس قد تمدد بعض التخفيضات الطوعية إذا لم يرتفع الطلب.