بعد نصف عام على حرب غزة إيجارات الشقق تهوي في تل أبيب
تشير بيانات متعددة إلى استمرار تراجع إيجارات الشقق في تل أبيب، مع صعوبات كبيرة في استئجار المنازل، وخاصة الشقق التي لا تحتوي على غرفة أمنية (ملجأ يحمي من صواريخ المقاومة) وسط تداعيات حرب إسرائيل على قطاع غزة الآخذة في التوسع، وفق صحيفة غلوبس الاقتصادية الإسرائيلية.
وحسب موقع "ياد 2" العقاري، تراجعت إيجارات الشقق المكونة من 4 غرف في تل أبيب 6.8%، لينخفض متوسط الإيجار في الربع الأول من السنة الحالية إلى 7483 شيكلا، كما سجّل متوسط الإيجار في الشقق المكونة من 3 غرف تراجعا نسبته 4.9%.
معروض زائد
ونقلت الصحيفة عن مديرة التسويق في "ياد 2″، أييليت نيتسان، قولها إن الحرب واستمرارها ووضع السوق أديا إلى طرح الشقق المستأجرة للسياح على منصة "إير بي إن بي" لتأجير الوحدات السكنية والضغط على أسعار الإيجارات.
وتقول: "شوهد الاتجاه نحو تراجع الإيجارات في تل أبيب بشكل رئيسي في الربع الأخير من العام (الماضي). وأدت الحرب والوضع الاقتصادي في السوق إلى انخفاض النشاط في سوق الإيجارات، ولم ينتقل المستأجرون إلى شقق جديدة طالما لم يضطروا إلى ذلك".
وأضافت: "الكثير من الشباب الذين تم استدعاؤهم للاحتياط تركوا شققهم المستأجرة، وتأجيل بداية العام الدراسي أدى إلى تأخير الطلب الجديد من الطلاب، بالإضافة إلى ذلك، أدى الانخفاض الكبير في السياحة الواردة من الخارج إلى ظهور عدد كبير من شقق "إير بي إن بي" في السوق، وهو ما زاد العرض في المدينة".
وترصد منصتا "ياد 2″ و"وي تشيك" الشقق المعروضة للإيجار، وفي المقابل، يرصد الجهاز المركزي للإحصاء الإسرائيلي الإيجارات الفعلية التي تظهر في العقود الموقعة كل ربع سنة.
وتشير أحدث البيانات الرسمية المنشورة منتصف الشهر الماضي عن الإيجارات في الربع الأخير من العام الماضي إلى ارتفاع 1.47% في إيجارات الشقق المكونة من 3.5 إلى 4 غرف إلى 8072 شيكلا (2180 دولارا) شهريا.
ونقلت الصحيفة عن الرئيس التنفيذي لشركة "وي تشيك"، رامي رونين، قوله إن التباطؤ في سوق الإسكان جنبا إلى جنب مع ارتفاع الفائدة أثر على سوق الإيجارات.
وقال: "كان عام 2023 عاما معقدا بالنسبة للاقتصاد الإسرائيلي. فقد أثر ارتفاع أسعار الفائدة في بنك إسرائيل (البنك المركزي) وارتفاع تكاليف المعيشة والتباطؤ في سوق العقارات على الإيجارات، وخلق ضغوطا لخفض الأسعار في جميع أنحاء المدينة، الأمر الذي خفض أسعار العقارات بنسبة 5% في المتوسط، وتعد تل أبيب واحدة من أكثر الأسواق ازدحاما في (إسرائيل)، وتتميز عادة بارتفاع الإيجارات وارتفاع الطلب، وفي الآونة الأخيرة، اضطر أصحاب الشقق إلى خفض الإيجارات، من أجل جذب المستأجرين المعنيين".
وأضاف: "التدقيق في التغير في (سوق) الإيجارات بالنسبة لحجم الشقق يكشف عن وضع مثير للاهتمام. فقد شهدت الشقق الصغيرة في تل أبيب (1-2 غرفة) زيادة في الإيجار في جميع أنحاء المدينة، بنحو 5% في المتوسط، في حين شهدت الشقق الأكبر حجما (3 غرف فأكثر) انخفاضا حادا في الإيجارات بنسبة 9%، أما الشقق الكبيرة فهي مخصصة للعائلات وجزء كبير منها من دون ملاجئ (من صواريخ المقاومة)، وهو ما أدى إلى انخفاض الطلب خلال هذه الفترة.
فسخ العقود
ويدرك وكلاء العقارات بشدة انخفاض الإيجارات في السوق، إذ قال الرئيس التنفيذي لشركة (تيفيك 1%)، آفي شاولي، المتخصص في عقارات تل أبيب وجفعتايم ورمات غان، إن العديد من الشقق لا تزال فارغة، وأضاف: "كان ثمة اضطراب في سوق الإيجارات وثمة انخفاض في إيجارات الشقق التي لا تحتوي على ملاجئ"، وفق ما نقلت عنه الصحيفة.
وتابع: "معظم الشقق في قلب تل أبيب قديمة ومن دون ملاجئ، ولا تكاد توجد ملاجئ عامة في المباني، لذلك فسخ المستأجرون العقود هناك، ومعظمهم من العائلات التي لديها أطفال صغار أو نساء حوامل، الذين يريدون العيش في شقة بها ملجأ. بدأ الأمر في بداية الحرب، لكنه لا يزال يحدث. البعض انتقل إلى الشمال الجديد أو إلى الشرق إلى جفعتايم ورمات غان، إلى شقق بها غرف أمنية".
وقال شاولي إن ثمة شققا فارغة، مضيفا: "أصحاب العقارات لم يدركوا الوضع الجديد بشكل كامل بعد وما زالوا يطالبون بأسعار بيع أو إيجار مرتفعة، وبالتالي ثمة شقق فارغة في تل أبيب ورمات غان وجفعتايم.. ومن الصعب جدا استئجار شقة لا تحتوي على ملجأ".