كيف وظفت سلطنة عُمان إمكانياتها لدعم السياحة ورفع إيراداتها؟
مسقط – كشفت بيانات صادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات في سلطنة عُمان أن إجمالي الإنتاج السياحي في السلطنة سجل بنهاية العام الماضي 1.9 مليار ريال عُماني (5 مليارات دولار)، مسجلا ارتفاعا بنسبة 47% مقارنة بعام 2021.
وبلغ عدد الزوار القادمين لسلطنة عُمان العام الماضي نحو 2.9 مليون زائر، بارتفاع 348% مقارنة بعام 2021 الذي بلغ خلاله 652 ألف زائر.
وبلغ إجمالي الإنفاق العام للزوار القادمين لسلطنة عُمان 592.4 مليون ريال عُماني (الريال العماني يعادل 2.6 دولار)، فيما بلغ عدد الليالي التي قضاها السياح خلال عام 2022، نحو 15.6 مليون ليلة.
وحقق القطاع السياحي مؤشرات إيجابية، حيث تجاوزت قيمة المشاريع المؤكدة حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول 2022 مبلغ 2.74 مليار ريال عُماني، منها 986 مليونا كمشاريع سياحية تم البدء بها.
كما تجاوز مؤشر مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي نسبة 2.4% مع نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي مقتربا من المؤشر المستهدف وهو 2.7% في عام 2025.
وشهر يوليو/تموز الماضي، نقلت وكالة الأنباء العمانية عن تقرير دولي صادر عن (بي إم آي) التابعة لوكالة فيتش للأبحاث الاقتصادية أنه من المقدر أن يبلغ إجمالي عدد السياح القادمين في عام 2023 للسلطنة نحو 3.5 ملايين سائح، بزيادة 20.8% مقارنة بعام 2022.
ويشير التقرير إلى أن النمو السنوي المتوقع على المدى المتوسط (2023-2027) يبلغ 7.4% مع استمرار الطلب على السياحة الترفيهية والتجارية.
وفي تصريحه للجزيرة نت، قال مدير مكتب رؤية عُمان 2040 بوزارة التراث والسياحة أحمد بن عامر الصواعي إن سلطنة عمان قامت بعدد من الخطوات للاستفادة من إمكانياتها السياحية وموقعها الجغرافي، ومنها:
- تعزيز الاتصال والتواصل بين عُمان والعالم الخارجي في الأسواق العالمية المصدرة للسياحة وكذلك الموانئ البحرية العالمية الواقعة على طول الشواطئ العُمانية التي تستقطب الكثير من السفن السياحية ضمن برامج زيارات متنوعة إلى كل من صلالة ومسقط ومسندم وغيرها من الموانئ التي تستهدفها السفن السياحية واليخوت والقوارب.
- بناء منظومة خدمات سياحية متكاملة ومتنوعة أسهمت في صناعة سياحة تقدم خدماتها لكافة السياح والمواطنين والمقيمين بسلطنة عُمان.
- توفير بنية أساسية متكاملة تربط كافة محافظات وولايات سلطنة عُمان من شمالها إلى جنوبها، لخدمة الحركة السياحية وتنقلات السياح.
- بناء منظومة ترويجية تسهم في التعريف بسلطنة عُمان كوجهة سياحية متميزة وجاذبة مستفيدة من المقومات السياحية.
- إيجاد منظومة تشريعية قادرة على جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، الأمر الذي أدى إلى توفير قاعدة متنوعة من المشاريع السياحية والاستثمارات النوعية في القطاع السياحي والقطاعات المساندة له.
- وجود رؤية وطنية مثل 2040 وإستراتيجية قطاعية تخصصية هي إستراتيجية عُمان للسياحة وإستراتيجية التسويق السياحي، بالإضافة إلى خطط للتنمية السياحية بكل محافظة.
- توفير مؤسسات تعليمية تخصصية تقدم برامج تعليم وتدريب فني في قطاعات السياحة والضيافة.
مستقبل القطاع السياحي
وحول توقعات أداء القطاع السياحي في سلطنة عُمان بالمستقبل وتأثيره على الاقتصاد المحلي، قال الصواعي إن قطاع السياحة يمثل أحد القطاعات الرئيسية في الرؤية الوطنية عُمان 2040، التي يعول عليها لتنويع مصادر الدخل، وتوفير فرص العمل، وتعزيز المحتوى المحلي، وتوظيف سياسات الاستدامة.
وأضاف أنه تم وضع المؤشرات الإستراتيجية للقطاع بالتعاون مع بيوت خبرة عالمية متخصصة في السياحة حددت مجموعة مستهدفات من ضمنها:
- ألا تقل مساهمة قطاع السياحة في عام 2040 عن 6%.
- رفع عدد السياح إلى ما يزيد على 5.3 ملايين سائح دولي.
- أن تتجاوز الغرف الفندقية 65 ألف غرفة فندقية.
- استهداف ما يزيد على 536 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة.
- أن تتجاوز استثمارات القطاع السياحي في نفس العام 18 مليار ريال عُماني، منها ما يزيد على 82% استثمارات خاصة محلية ودولية.
وتستهدف خطة التنمية الخمسية (2021-2025) الوصول باستثمارات قطاع السياحة إلى 3 مليارات ريال عُماني في عام 2025.