في مؤتمر دولي بقطر.. خبراء يقدمون حلولا لتعافي قطاع السفر والسياحة
الدوحة- واجه قطاع السفر والسياحة 3 سنوات مضطربة بسبب جائحة كورونا، ورغم مرور عام على رفع القيود الشاملة على السفر الدولي بعد الجائحة، وبدء عمليات التعافي المتسارعة لصناعة السياحة في مختلف مناطق العالم وفق التقارير والمؤشرات الدولية، فإن تحديات إعادة البناء ما زالت قائمة.
ووفق منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة فإن عدد السياح الدوليين الوافدين عام 2023، يمكن أن تصل إلى ما بين 80% إلى 95% من مستويات قبل الجائحة.
وعلى مدى 3 أيام في الدوحة، بحث مؤتمر معهد السياحة والسفر العالمي في نسخته الـ36، مقومات تعافي السياحة والنجاة من الوباء والدروس المستفادة، فضلا عن بناء ثقة إيجابية تقود النمو والنجاح في صناعة السفر.
وقدم قادة صناعة السفر والسياحة في المملكة المتحدة ونحو 500 من ممثلي وكالات السفر وشركات الطيران وأصحاب الفنادق والمكاتب السياحية في قطر والعالم، خلال المؤتمر، حلولا لتعافي قطاع السياحة تركزت على بناء قطاعات سياحة أكثر شمولية وقدرة على الصمود.
وشددوا على أهمية التركيز على التأثير الاجتماعي والاقتصادي الذي يحدثه الإدماج في السياحة، والدور الذي يمكن أن تلعبه في النمو بهذا القطاع مستقبلا، فضلا عن التعامل مع قواعد السفر المتغيرة باستمرار، والاعتماد على القوة التحويلية للسياحة المجتمعية، والابتعاد عن النزعة الاستهلاكية الجماعية، وبناء ثقة إيجابية مع المسافرين من أجل النمو والنجاح في صناعة السفر.
ورغم أن عدد السياح الدوليين في عام 2022 حقق فقط 63% من مستويات قبل الجائحة، فإن المشاركين في المؤتمر توقعوا تعافي القطاع السياحي وعودته إلى طبيعته خلال عام 2023.
وشهد عام 2022، سافر أكثر من 900 مليون سائح، وفقا للبيانات الصادرة عن منظمة السياحة العالمية، أي ضعف العدد المسجل عام 2021.
روح الابتكار
ويوضح رائد الأعمال الإنجليزي جون رولي أن نسب السياح الدوليين في تزايد مع تعافي قطاع السياحة بصورة كبيرة، وأن الفرصة مواتية هذا العام للوصول بنسب السياح إلى مستويات ما قبل الجائحة.
ويقول رولي، في حديثه للجزيرة نت، إن التعافي الكامل لقطاع السياحة والسفر سيتطلب التحلي بروح الابتكار، والاستعداد لتغيير نماذج الأعمال وتلبية الطلبات الجديدة والمختلفة.
ويشدد على أهمية الاعتماد على تقنية الذكاء الاصطناعي في قطاع السياحة لتلبية توقعات العملاء، وذلك من خلال تحليل البيانات مثل سلوك السفر السابق وتفضيلاته، وتقديم توصيات مخصصة للوجهات والأنشطة وأماكن الإقامة المصممة وفقا لاحتياجات واهتمامات كل عميل.
السوق الصيني
بدوره، يقول خبير السياحة والسفر أيمن القدوة إن نسب السياح الدوليين في عام 2023، وفق كل المؤشرات الدولية من منظمة السياحة العالمية، والاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا"، وصلت إلى مستويات عام 2019 أي ما قبل الجائحة.
ويرجع القدوة للجزيرة نت، التعافي في قطاع السياحة إلى زيادة الطلب ورفع القيود عن السوق الصيني، أحد أهم روافد سوق السفر العالمي، خاصة أن مستويات قبل الجائحة كانت تشير إلى أن المسافر الصيني يحتل رقم واحد (150 مليون سائح صيني دولي).
ويعتبر أن عام 2023 سيكون عام التعافي لقطاع السياحة العالمي، خاصة في ظل رفع سقف الطموحات بعد التقديرات بانخفاض الخسائر عام 2022 إلى النصف بواقع 3.6 مليارات دولار، فضلا عن أن مستويات الإيرادات المتوقعة للقطاع لعام 2023 تقدر بـ803 مليارات دولار، وهي مقاربة لمستويات قبل الجائحة، حيث بلغت الإيرادات الفعلية عام 2019 نحو 833 مليار دولار.
ووفق تقديرات الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، فإن أرباح شركات الطيران حول العالم ستتضاعف خلال العام الجاري، بنسب تشير إلى بلوغها 9.8 مليارات دولار، صعودا من 4.7 مليارات دولار في 2022.
حلول مستقبلية
أما الخبير السياحي الدولي دان تايلور فاعتبر أن القطاع يسير في الطريق الصحيح، لكن يجب تحسين البيئة وتقديم رؤى قابلة للتنفيذ وطرق إستراتيجية جديدة للتعامل مع المشكلات الطارئة.
ويقول تايلور، للجزيرة نت، إن الأمور في تحسن على مختلف الأصعدة، خاصة في ظل رفع جميع قيود السفر بصورة كاملة، ودخول السوق الصيني، أحد أكبر الأسواق المؤثرة في القطاع نظرا لامتلاكه كثافة سكانية كبيرة.
ويرى أن استقرار الأوضاع في جميع أنحاء العالم، ووجود حلول مستقبلية لأي أزمات طارئة، من الأمور المهمة من أجل تحقيق النمو المستدام لقطاع السياحة.
من جهته، يعتبر مدير شركة العالمية للسياحة صالح الطويل أن جميع المؤشرات من الهيئات والمؤسسات الدولية تؤكد تعافي قطاع السياحة خلال العام الجاري، وعودة نسب السياح الدوليين إلى مستويات ما قبل الجائحة.