"صفها وطفيها".. حملة أردنية لمقاطعة المحروقات بعد ارتفاع أسعارها

دعا نشطاء أردنيون لعدة خطوات احتجاجية، أبرزها إيقاف الأردنيين لسياراتهم نهاية الأسبوع وعدم تعبئة المحروقات ردا على ارتفاع أسعارها.

سجلت مستوردات الأردن من النفط الخام ومشتقاته 761 مليون دينار (مليار دولار) (شترستوك)

عمّان – للشهر الثالث على التوالي، شهدت أسعار المشتقات النفطية بالأردن زيادة تراكمية بلغت 14% منذ بداية العام، متأثرة بارتفع أسعار النفط العالمية، وأزمة الحرب الروسية على أوكرانيا.

وردا على قرار السلطات الأردنية زيادة أسعار المشتقات النفطية للشهر الحالي، دشن نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي حملات لمقاطعة هذه المشتقات، مطلقين عدة وسوم (هاشتاغات) أبرزها #صفها_وطفيها و#مقاطعة_المحروقات_واجب_وطني، وسط تفاعل كبير من رواد هذه المنصات.

اقرأ أيضا

list of 4 itemsend of list

ولمواجهة الارتفاعات المتتالية للمحروقات، دعا نشطاء أردنيون لعدة خطوات احتجاجية، أبرزها إيقاف الأردنيين سياراتهم نهاية الأسبوع، وعدم تعبئة المحروقات، وتقليل الحركة بالسيارات خلال أيام الأسبوع، والتنقل بشكل جماعي وعبر وسائل النقل العام.

وتنظم أحزاب سياسية ونقابات مهنية اعتصاما احتجاجيا على الأسعار الجديدة مساء اليوم الأحد أمام مجمع النقابات بعمان، ومسيرة رافضة عقب صلاة الجمعة القادمة بمنطقة وسط البلد بعمان.

وخلال النصف الأول من العام الحالي، شهدت أسعار البنزين بنوعيه ثباتا من بداية شهر فبراير/شباط وحتى نهاية أبريل/نيسان الماضيين، في حين تم تعديلها للشهرين الماضي والحالي.

وعرفت أسعار مادتي الديزل والغاز ثباتا من شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2021 وحتى نهاية أبريل/نيسان 2022، وجرى تعديلها خلال الشهرين الماضي والحالي، رغم ارتفاعها عالميا وبنسب زادت عن 40%.

فاتورة البنزين

بين حملات للمقاطعة واعتصامات ومسيرات، يقف الستيني فتحي قطيشات حائرا أمام سيارة الأجرة "السرفيس" التي يعمل عليها في نقل الركاب بمنطقة جبل الحسين وسط عمان، فقد زاد الارتفاع الأخير على أسعار مادة البنزين من فاتورته الشهرية نحو 100 دينار (140 دولارا).

إعلان

يعمل قطيشات -وفق حديثه للجزيرة نت- 12 ساعة يوميا لتأمين قوت عياله وإيجار البيت، ويكسب آخر النهار نحو 10 دنانير (14 دولارا)، إلا أن رفع أسعار البنزين دفعه لزيادة ساعات العمل لتأمين فرق زيادة أسعار البنزين.

ويشاركه الشكوى السائق الخمسيني إبراهيم أبو يوسف، فـ"أسعار البنزين ارتفعت 3 مرات من بداية العام دون أي زيادة على أجور النقل العام، مما يستنزف عملنا، فقد بتنا نعود لعائلاتنا بـ8 دنانير (11 دولارا) بعد عمل 10 ساعات"، يقول أبو يوسف للجزيرة نت، مضيفا أن تكاليف ترخيص السيارة وقطع الغيار والتصليح والزيوت ارتفعت أيضا مع البنزين.

ورغم معاناة السائقيْن قطيشات وأبو يوسف، فإنهما أفضل حالا من سائق الأجرة الخمسيني علي الخطاطبة، فقد زادت فاتورته الشهرية بعد ارتفاع أسعار البنزين نحو 200 دينار (280 دولارا)، يقول للجزيرة نت، متابعا "مطلوب مني يوميا 50 دينارا (70 دولارا) ضمانا لصاحب التاكسي والبنزين، لذلك أضطر للعمل 15 ساعة يوميا، لأعود لعائلتي بـ10 دنانير (14 دولارا)".

ودعا سلطات بلاده لتعديل أجور النقل العام بما يتوافق مع ارتفاع أسعار المحروقات.

ويستهلك قطاع النقل نحو 50% من المشتقات النفطية التي يستوردها الأردن، وتقدر قيمة مستوردات المملكة من النفط سنويا بـ2.3 مليار دينار (3.2 مليارات دولار) سنويا، وخلال الربع الأول من العام الحالي سجلت مستوردات الأردن من النفط الخام ومشتقاته 761 مليون دينار (مليار دولار).

عائق الضريبة

الارتفاع في أسعار المحروقات بالأردن تدفعه نسب الضريبة الخاصة المقطوعة على المشتقات النفطية المختلفة، وفق خبراء طاقة ومختصين، وذلك بعد إقرار مجلس الوزراء نظاما معدلا للضريبة يشمل فرض ضريبة خاصة على المحروقات.

ويرى المحلل الاقتصادي حسام عايش أن الضريبة المقطوعة على المشتقات النفطية تقف عائقا أمام انخفاض أسعار المحروقات بالأردن حتى لو كان سعر برميل النفط عالميا صفر.

وأوضح عايش -في حديث للجزيرة نت- أن الضرر من ارتفاع المشتقات النفطية يشمل المستهلكين ومختلف القطاعات الاقتصادية الصناعية والزراعية والنقل والخدمات وغيرها، مما يدفع المواطنين للقيام بحملات لمقاطعة المحروقات لمواجهة تلك الارتفاعات.

ودعا سلطات بلاده لتخفيض نسب الضريبة المقطوعة للتخفيف عن المستهلكين وتخفيض فاتورة الطاقة للقطاعات الاقتصادية.

قطاع النقل يستهلك نحو 50% من المشتقات النفطية التي يستوردها الأردن (الجزيرة)

حماية المستهلك

أرجعت السلطات السبب في تثبيت قيمة الضريبة المفروضة على المحروقات إلى حماية المستهلكين من أثر ارتفاع قيمة الضرائب في تركيبة الأسعار المحلية عند ارتفاع أسعار النفط العالمية، وتثبيت إيرادات الحكومة من تلك الضرائب.

وتوزعت قيمة الضريبة الخاصة على أنواع المشتقات النفطية، حيث تم فرض ضريبة على صفيحة البنزين الـ20 لترا للأوكتان 98 بواقع 14 دينارا (19 دولارا)، أما صفيحة البنزين أوكتان 95 فبلغت قيمة الضريبة المقطوعة فيها 11.5 دينارا (16 دولارا)، وسجلت قيمة الضريبة على صفيحة البنزين أوكتان 90 ما قيمته 7.4 دنانير (10 دولارات)، وضريبة على الديزل والكاز بواقع 6.6 دنانير (9 دولارات) على الصفيحة.

إعلان

وشكلت الإيرادات الضريبية من المشتقات النفطية خلال عام 2019 نحو مليار و250 مليون دينار (1.76 مليار دولار) سنويا، وتشكل جزءا من موازنة الدولة، وتورد بالكامل للخزينة العامة لتغطية النفقات الحكومية على الرواتب والتقاعد والدعم الحكومي ونفقات الدوائر الحكومية والتعليم والصحة وغيرها.

المرتبة الأولى

يتوقع الخبير بالنفط والطاقة عامر الشوبكي أن تؤثر حملات مقاطعة المشتقات النفطية لكن بنسب بين 5% و10%، مرجعا السبب في ذلك للحاجة الضرورية للمحروقات بالنسبة للمستهلك والقطاعات الاقتصادية المختلفة، فهي ليست سلعة كمالية.

وأضاف الشوبكي للجزيرة نت أن أسعار المحروقات وضعت الأردن بالمرتبة الأولى عربيا، والرابعة عالميا مقارنة مع دخل الفرد السنوي، متوقعا استمرار ارتفاع المشتقات النفطية للأشهر القادمة مع بقاء أسعار النفط فوق 100 دولار للبرميل، ونية الحكومة الأردنية عكس الأسعار العالمية على الأسعار المحلية تدريجيا، وإصرارها على الضرائب الثابتة المرتفعة.

المصدر: الجزيرة

إعلان