المعارك تشتد في جنوب أوكرانيا وزيلينسكي يُحذر من فوات الأوان إذا تأخرت الدبابات الأميركية

اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القوات الروسية بالإقدام على تدمير متعمد وممنهج للبلدات والقرى بالمدفعية والصواريخ والطائرات الحربية، محذرا من فوات الأوان إذا تأخر وصول الدبابات الأميركية إلى بلاده حتى أغسطس/آب المقبل.

وأكد الرئيس الأوكراني أن الوضع قرب باخموت وفوغليدار في مقاطعة دونيتسك ما زال صعبا للغاية.

في السياق ذاته، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن قتلى وجرحى من المدنيين سقطوا في قصف روسي على مقاطعات خيرسون وزاباروجيا وميكولايف في جنوب أوكرانيا، مؤكدة أن أكثر من 30 منطقة في زاباروجيا تعرضت لقصف روسي خلال الساعات الماضية، وطال القصف كذلك 10 مناطق في خيرسون.

كما أعلنت هيئة الأركان أن قواتها نفذت غارات على مواقع تمركز القوات الروسية وأنظمتها الصاروخية في مناطق عدة داخل الأراضي الأوكرانية.

في المقابل، قالت السلطات الموالية لروسيا في دونيتسك إن القوات الأوكرانية قصفت 4 أحياء سكنية في المنطقة، مما أسفر عن إصابة مدني وإلحاق أضرار مادية بالمباني السكنية والبنية التحتية.

إمدادات الدبابات

في سياق مواز، قال منسق الاتصالات الإستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن بلاده تتوقع وصول الدبابات الألمانية والأوروبية خلال وقت قصير نسبيا.

من جهته، قال الرئيس الأوكراني إن تأخر وصول دبابات "أبرامز" (M1 Abrams) الأميركية حتى أغسطس/آب المقبل سيعني وصولها بعد فوات الأوان.

وتراهن كييف على إمكانية إحداث تغيير في موازين القوى على الأرض بفضل الدبابات التي تنتظر تسلمها من الحلفاء الغربيين.

وكان رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيسكي أكد -أمس الجمعة- أن بلاده سترسل إلى أوكرانيا 60 دبابة حديثة، من بينها 30 دبابة من طراز "بي تي-91" ( PT-91) و14 دبابة من طراز "ليوبارد 2" (Leopard 2).

وأضاف مورافيسكي -في مقابلة تلفزيونية- أن سلاح روسيا بهذه الحرب هو التخويف، وشدد على أهمية التضامن بين الدول الغربية في مواجهتها، مؤكدا أن بلاده تمكنت أخيرا من إقناع حلفائها وشركائها في أوروبا الغربية بأن يكونوا أكثر فاعلية في دعمهم لأوكرانيا.

كما أعلنت فرنسا ورومانيا -في بيان مشترك- أنهما ستزيدان دعمهما لشعب أوكرانيا لمساعدته على الدفاع عن نفسه.

اعتماد السفيرة الأميركية لدى روسيا

دبلوماسيا، ذكرت وكالة الإعلام الروسية اليوم السبت أن سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي سيعقد اجتماعا مع لين تريسي السفيرة الأميركية الجديدة لدى موسكو، بعد وصولها إلى موسكو الخميس الماضي.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أمس الجمعة إن تعيين السفيرة الجديدة لن يحسن العلاقات بين البلدين بسبب ما وصفتها بأنها "حرب بكل السبل" تشنها واشنطن على موسكو.

ووفقا لريابكوف، فقد تم الاتفاق بالفعل على التقديم التقليدي لنسخ من أوراق اعتماد تريسي، وقال إن ذلك سيتم هذا الأسبوع، إذ "من المتوقع أن تقدم السفيرة تريسي نسخ أوراق اعتمادها لي".

ووصلت العلاقات بين البلدين إلى أدنى مستوياتها منذ اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا فبراير/شباط الماضي.

وتصف روسيا الحرب بأنها مواجهة لما تقول إنه تحالف عدواني وتوسعي لحلف شمال الأطلسي (ناتو) تقوده الولايات المتحدة، بينما تصف كييف وحلفاؤها تصرفات روسيا بأنها استيلاء بلا سبب على الأراضي.

روسيا تتهم الناتو

من جهة أخرى، اعتبرت الخارجية الروسية أمس الجمعة أن حلف الناتو يشارك بشكل مباشر في النزاع الأوكراني، وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا إن تزويد الغرب لكييف بالدبابات سيؤدي إلى رفع المواجهة مع الغرب إلى مستوى جديد، مضيفة أن أي سلاح غربي ينتهي به المطاف في أوكرانيا سيصبح هدفا مشروعا للقوات الروسية.

وفي موسكو أيضا، قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن روسيا لا ترى لدى الرئيس الأميركي جو بايدن نية للحل، بل ترى عزمه على الاستمرار في ضخ السلاح إلى أوكرانيا.

وأضاف بيسكوف أن بإمكان بايدن -إذا أراد- وضع حد للصراع بسرعة عن طريق محاولة التأثير على كييف، معتبرا أن "مفتاح" السلطات الأوكرانية بيد واشنطن، حسب تعبيره.

المصدر : الجزيرة + وكالات