روسيا تهدد بتعليق صادرات الحبوب واقتصاد أوكرانيا قد ينكمش بـ35%
قال بوتين الخميس الماضي إن أسعار الغذاء سترتفع عالميا بسبب الارتفاع الحاد في أسعار الأسمدة
ذكرت وكالة إنترفاكس للأنباء اليوم الاثنين نقلا عن وزارة الزراعة الروسية أن روسيا قد تعلق صادرات القمح والشعير والذرة اعتبارا من غد الثلاثاء وحتى 30 يونيو/حزيران المقبل.
وروسيا هي أكبر مصدّر للقمح في العالم، ومن بين المشترين الرئيسيين مصر وتركيا، وتتنافس بشكل رئيسي في تصدير القمح مع الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا.
ونقلت الوكالة عن بيان الوزارة "أعدت وزارتا الزراعة والتجارة مسودة مرسوم حكومي ستفرض حظرا مؤقتا على صادرات الحبوب الرئيسية من روسيا من 15 مارس/آذار وحتى 30 يونيو" المقبل.
في الأثناء، وصف الملياردير الروسي أندريه ميلنيتشينكو -الذي يلقب بملك الفحم والأسمدة- اليوم الاثنين الحرب الروسية على أوكرانيا بأنها مأساة يجب وقفها وإلا ستكون هناك أزمة غذاء عالمية، لأن أسعار الأسمدة ترتفع بالفعل بسرعة كبيرة، ولم يعد بوسع كثير من المزارعين شراؤها.
وكان عدد من أغنى رجال الأعمال في روسيا قد دعوا علانية إلى السلام منذ أمر الرئيس فلاديمير بوتين بالحرب في 24 فبراير/شباط الماضي.
وفرض الغرب عقوبات على رجال أعمال روس، ومنها عقوبات فرضها الاتحاد الأوروبي على ميلنيتشينكو، وجمد أصول الدولة الروسية، وعزل كثيرا من الشركات الروسية عن الاقتصاد العالمي، وذلك في محاولة لإرغام بوتين على تغيير المسار.
الحاجة إلى السلام
وقال ميلنيتشينكو (50 عاما) -وهو روسي لكنه مولود في بيلاروسيا، ووالدته أوكرانية- لرويترز في بيان أرسله المتحدث باسمه عبر البريد الإلكتروني "الأحداث في أوكرانيا مأساوية حقا، نحن بحاجة ماسة للسلام".
وأضاف أن "أحد ضحايا تلك الأزمة سيكون قطاع الزراعة والغذاء".
وقال بوتين الخميس الماضي إن أسعار الغذاء سترتفع عالميا بسبب الارتفاع الحاد في أسعار الأسمدة إذا وضع الغرب عراقيل أمام صادرات روسيا من الأسمدة التي تستأثر بنحو 13% من الإنتاج العالمي.
أمرت وزارة التجارة والصناعة الروسية منتجي الأسمدة في البلاد بتعليق مؤقت للصادرات هذا الشهر
وقال ميلنيتشينكو "الآن سيؤدي ذلك إلى تضخم أعلى في أسعار الغذاء في أوروبا، وعلى الأرجح سيؤدي إلى نقص في الغذاء في أفقر دول العالم".
وأمرت وزارة التجارة والصناعة الروسية منتجي الأسمدة في البلاد بتعليق مؤقت للصادرات هذا الشهر.
وقالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "فاو" (FAO) يوم الجمعة إن أسعار الأغذية والعلف قد ترتفع بما يصل إلى 20% بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا، الأمر الذي قد يتسبب بدوره في اتساع رقعة سوء التغذية على مستوى العالم.
وشدد متحدث باسم ميلنيتشينكو على أنه "لا صلة له بالأحداث المأساوية في أوكرانيا، وليس له انتماء سياسي"، مشيرا إلى أن ميلنيتشينكو سيطعن في العقوبات المفروضة عليه.
صندوق النقد: اقتصاد أوكرانيا قد ينكمش بمقدار بـ35%
وفي أوكرانيا، قال صندوق النقد الدولي في تقرير نشر اليوم الاثنين إن اقتصاد البلاد من المتوقع أن ينكمش بنسبة 10% في 2022 بسبب العمليات العسكرية الروسية، لكن التوقعات قد تتدهور بشكل حاد إذا استمرت الحرب لفترة أطول.
وقال تقرير الخبراء الذي تم إعداده قبيل موافقة الصندوق على تمويل طارئ بقيمة 1.4 مليار دولار إن:
- الناتج الاقتصادي لأوكرانيا قد ينكمش بما يتراوح بين 25 و35% على أساس بيانات للناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في دول مثل العراق ولبنان ودول أخرى شهدت حروبا.
- أوكرانيا لديها فجوة في التمويل الخارجي قدرها 4.8 مليارات دولار، لكن حاجاتها التمويلية من المتوقع أن تتزايد، وستحتاج إلى تمويل إضافي كبير بشروط ميسرة.
- الدين العام للبلاد من المتوقع أن يقفز إلى 60% من الناتج المحلي الإجمالي في 2022 من حوالي 50%.
- معدل التضخم في أوكرانيا سيتسارع إلى 20% في 2022 مقابل 10% في 2021.
- الحكومة الأوكرانية تواصل الوفاء بالتزامات ديونها الخارجية على الرغم من أوضاع في غاية الصعوبة.