البوركيني يقود هادية غالب لقائمة الأكثر تأثيرا في الشرق الأوسط
القاهرة- خلال فترة قصيرة، استطاعت الشابة المصرية هادية غالب أن تكون ضمن المؤثرين في مجال التسويق بالشرق الأوسط، معتمدة في ذلك على منصات التواصل الاجتماعي حيث ينال المحتوى الذي تقدمه إعجاب الملايين.
ونجحت هادية في توظيف دراستها للاقتصاد مع إجادتها لاستخدام الإعلام الاجتماعي، لتُنشئ مشروعها الاستثماري الخاص الذي حقق نجاحا أهّلها لأن تكون ضمن قائمة فوربس للشباب الواعد في منطقة الشرق الأوسط لعام 2022.
وضمّت قائمة فوربس الشرق الأوسط التي تشمل مجموعة ملهمة من رواد الأعمال والمبتكرين والرياضيين ممن أعمارهم دون الثلاثين عاما، 35 شابا من 13 جنسية، وجاءت مصر الأكثر تمثيلا بـ12 شابا، وتصدّرت هادية غالب أسماء المصريين في القائمة.
ومن المقرر أن تنعقد النسخة الأولى لقمة "تحت الثلاثين" (Under 30 Summit) التي تنظمها فوربس في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بمدينة الجونة المصرية.
رحلة هادية
في الجامعة الأميركية بالقاهرة، درست هادية الاقتصاد، وأثناء سنوات الدراسة ترجمت شغفها بالموضة إلى العمل عارضة للملابس ومستحضرات التجميل.
وقتئذ -أي قبل عشر سنوات- لم يكن يتابعها على إنستغرام سوى 4 آلاف شخص، أغلبهم من المعارف وزملاء الجامعة، إلى أن بدأت تدريجيا في الانتشار حتى أصبح يتابعها حاليا نحو 2.4 مليون شخص.
عقب تخرجها من الجامعة، أسست شركة "جي بي إتش" (GPH) عام 2014 في القاهرة، وهي شركة تعنى بالتسويق الرقمي، وفي غضون شهرين نجحت في جذب 40 عميلا لشركتها.
وبعد عامين، افتتحت مكتبا لشركتها في دبي، وتضمّ حاليا قائمة عملائها أكثر من 100 علامة تجارية عالمية في مجالات التكنولوجيا والجمال والأزياء والضيافة وأسلوب الحياة، مثل"فوريو" (Foreo) و"لاند مارك غروب" (Landmark Group) و"ليكسوتيكا" (Luxottica) و"أو بي بي أو"(OPPO) و"سامسونج" (Samsung) .
بالتزامن مع بدايات تأسيس شركتها، بدأت هادية غالب تطلب مقابلا ماديا نظير الترويج للعلامات التجارية عبر منصاتها الاجتماعية، وظل طلبها يلاقي الرفض لنحو عام كامل، بحسب تصريحات لموقع فوربس.
في ذلك الوقت، كان المؤثرون على منصات التواصل الاجتماعي يسوقون المنتجات مجانا أو مقابل منتجات مجانية ودعوات حصرية وفعاليات خاصة، لكن هادية رفضت أن تقدم الإعلانات دون مقابل مادي.
تقول "في البداية لم يتقبل أصحاب العلامات التجارية هذا الأمر، لكن مع الوقت اضطروا إلى تخصيص ميزانية لمن نطلق عليهم اليوم: المؤثرين".
وبدأت الشركة الناشئة عملها بتوقيع عقود حصرية مع 10 من مشاهير المؤثرين عبر المنصات الاجتماعية، وهي الآن تتعامل مع 500 شخصية مؤثرة.
ملابس السباحة المحتشمة
عبر موقع التواصل المهني "لينكد إن" (LinkedIn)، تُعرّف هادية نفسها بأنها أحدثت ثورة في صناعة ملابس السباحة المحتشمة.
قبل 3 سنوات، ذهبت هادية مع إحدى صديقاتها المحجبات إلى منتجع سياحي رغبة في الاستجمام، لكنها فوجئت بإدارة المنتجع تمنع صديقتها من استخدام المسبح بحجة ارتدائها البوركيني، وهو زي للسباحة يغطي كامل الجسد ويتسم بالألوان القاتمة.
ورغم قسوة الموقف، فإن هادية قررت أن تنطلق منه لحل أزمة كثير من المحجبات اللاتي يواجهن التمييز من قبل فنادق ومنتجعات وشواطئ سياحية في مصر، بسبب ارتداء البوركيني.
وتوضح في تصريحات متلفزة أنها بدأت تفكر في إطلاق صيحة أو موضة لملابس سباحة تناسب المحجبات وغيرهن، وتضيف "هل أنا في إمكاني أحوله إلى موضة؟ نعم أنا في إمكاني، لأني درست ولدي خبرة لسنوات وأعرف كيفية اللعب على سيكولوجيا الجمهور لإقناعهم".
ومن ثم بدأت ولمدة عام ونصف في دراسة السوق وتحديد أسباب رفض البوركيني بشكله الكلاسيكي، والفجوة بين المعروض واحتياجات النساء، ثم شرعت في تأسيس علامة تجارية تستهدف إنتاج وتسويق ملابس للسباحة تناسب المرأة المحجبة، واستثمرت في مشروعها الجديد 400 ألف دولار.
وتوضح هادية "كانت مخاطرة كبيرة، فقد كان بإمكاني البدء بمنتجات أخرى ذات شعبية أكبر، لكنني ظننت أن نجاحي بتسليط الضوء على هذه الموضة سيسهم في حل مشكلة البوركيني الذي يُنظر إليه كملابس غير راقية ومرفوضة، وبالتالي يمكننا المساعدة في حل مشكلة التمييز ضد النساء المحجبات والبوركيني".
ومن خلال التعاون مع مصمم قادر على عكس أفكارها، استطاعت الكشف عن علامة ملابس للسباحة ذات تصميمات بسيطة وأنيقة، وفي نفس الوقت تمتاز بألوان زاهية ومبهجة.
تسويق المنتج
10 سنوات من العمل في مجال التسويق كانت مدة كافيا للشابة المصرية لتستخدم كل خبراتها في الترويج للعلامة التجارية الخاصة بها.
تعاقدت هادية مع مؤثرين مصريين وعرب عبر المنصات الاجتماعية للترويج لملابس السباحة الجديدة، كما استخدمت عربات خاصة أمام الشواطئ كمنافذ للبيع، كما بدأت ممثلات شهيرات في الظهور به أمام البحر.
وبعد نحو 3 أشهر، نجحت في بيع جميع قطع الملابس التي تم إنتاجها في 32 دولة، وبلغت نسبة مبيعاتها في السعودية 25%، والإمارات 15% وأميركا 7%، ودول أوروبا 5%.
وبلغ عدد متابعي العلامة التجارية على إنستغرام أكثر من 240 ألف متابع في سبتمبر/أيلول 2022.
أسعار متفاوتة
تتراوح أسعار "مايوه المحجبات" الذي طرحته هادية غالب في الأسواق بين 2900 و3700 جنيه مصري (الدولار 19.69 جنيها)، ولذلك اعتبرت بعض النساء أنه يستهدف الطبقات الغنية فقط، بينما رأته أخريات مناسبا بالنسبة للخامة المستخدمة في تصنيعه.
وأوضحت عضو مجلس إدارة شعبة الملابس بغرفة القاهرة التجارية سماح هيكل، أن أسعار البوركيني تبدأ من 100 جنيه حتى 20 ألف جنيه، مبينة أن هذا التفاوت يعتمد على نوع الخامة والتصميم.
وأضافت -في تصريحات صحفية- أن هناك أنواعا من الأنسجة تكون مريحة، تتشكل مع شكل الجسم وتقاوم الكلور الموجود في حمامات السباحة، وكذلك تقاوم النتوءات التي تسبب تمزق القماش، وهو ما يجعل سعرها مرتفعا.
وسرعان ما ظهر "مايو" غالب في الأسواق الشعبية المصرية بخامات متواضعة وبأسعار تتراوح بين 190 جنيها و300 جنيه.
بغض النظر عن سعر بوركيني هاديه غالب
بشكرها انها ريحتنا من العنصريه الي كانت بتحصل ضد الي بيلبسوا بوركيني ومنعهم من النزول البسين او اابحر
دلوقتي الممثلين كلهم لابسين ومعتش حد يقدر يقول ياي ايه المنظر دا— Mai ElGharbawy🇪🇬🏹👑 (@MaiElgharbaawy) July 17, 2022