ارتفاع الدخل السياحي بالأردن في 2021.. كيف انعكس ذلك على الجمعيات العاملة بالقطاع؟

جرش – عادت عجلة الإنتاج للدوران في مشغل الخمسيني صلاح العياصرة للحرف اليدوية. النسوة يجهزن المطرزات ويعملن في تهديب الشماغات، بينما الرجال يزركشون لوحات الفسيفساء بالألوان الزاهية وزجاجات الرمل، بانتظار مزيد من السياح.
في مشغل قريب من الآثار الرومانية القديمة بمدينة جرش الأثرية شمال الأردن، بدأت الستينية مريم المومني بخياطة الهدب على الشماغات الأردنية، فالمجموعات السياحية "عادت لزيارة آثار جرش وبدأت حركة العمل بعد توقف بسبب جائحة كورونا العام 2020″، تقول المومني للجزيرة نت.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsسجلت 4.5 مليارات دولار.. الاستثمارات القطرية بالأردن تساهم في رفد الاقتصاد الوطني وتشغيل العمالة
تمور المجهول والبرحي.. بالأرقام تعرف على اقتصاد النخيل بالأردن
في ظل ارتفاع المديونية وعجز الموازنة.. هل يعالج تعدين النحاس مشاكل الأردن الاقتصادية؟
إلى جانبها تبدع الخمسينية ليلى الوهادنة في صناعة المطرزات وفنون "الديكوباج" المتخصصة بإعادة تدوير التحف والأثريات القديمة، تقول للجزيرة نت إن العام الماضي شهد "تحسنا في عمل القطاع السياحي وعودة المعارض السياحية، وتحسنت حالة التسويق لمنتجاتنا التراثية والفنية".
وزار الأردن خلال العام الماضي 2021 نحو 2.3 مليون سائح، بنسبة زادت على 90% مقارنة مع عام 2020 الذي سجل زيارة 1.2 مليون سائح زار المملكة قبل وخلال جائحة كورونا، بحسب إحصائيات وزارة السياحة الأردنية.
تحسن ملحوظ
أما في المعرض السياحي بالسوق الحرفي المجاور لقوس النصر في آثار جرش الرومانية، يعرض العياصرة المصنوعات الخشبية والحرفية والمطرزات والملابس السياحية، ولوحات الفسيفساء والرسم بالرمل على الزجاج ولوحات فنية للآثار الأردنية.
فالحركة السياحية "تحسنت خلال العام الماضي 2021 بعودة السياح لآثار جرش" يقول العياصرة للجزيرة نت، مقدرا نسبة التحسن في الدخل السياحي بنحو 20% عن العام 2020، مما أثر بشكل إيجابي على صغار العاملين بالقطاع السياحي، على حد قوله.
يشاركه في ذلك الرأي الدليل السياحي سامر اليوسفي (34 عاما) فأعداد الزوار للمناطق الأثرية تحسن خلال العام الماضي مقارنة مع عام كورونا 2020 وما شهدته من إغلاقات وتوقف للقطاع السياحي، بحسب قوله للجزيرة نت.
وارتفعت أعداد سياح المبيت خلال العام الماضي 2021 بنحو مليوني سائح وبنسبة 88% مقارنة مع 2020، بحسب وزارة السياحة، فيما سجلت أعداد زوار اليوم الواحد 370 ألف سائح، مرتفعة بنسبة 100%.
وجاءت مدينة البترا الأثرية جنوب الأردن في المرتبة الأولى بأعداد الزوار متجاوزة الـ210 آلاف زائر، في حين زار مدينة جرش الأثرية أكثر من 104 آلاف سائح، مرتفعة نسبة الزوار لنحو 28%.

تعاف بطيء
يقول رئيس جمعية وكلاء السياحة والسفر الأردنية سهيل هلسة للجزيرة نت إن القطاع السياحي في الأردن "بدأ بمرحلة التعافي من أزمته الاقتصادية جراء تداعيات جائحة كورونا ولكن بشكل بطيء"، مضيفا أن نسبة التحسن في عمل القطاع السياحي خلال العام الماضي تتراوح بين 15 و20% مقارنة مع عام 2019 الذي شهد ثورة سياحية بزيارة أكثر من 5 ملايين سائح للأردن".
وما يزال القطاع السياحي يتعرض لـ"ضربات وخسائر اقتصادية بسبب الجائحة" وفق مختصين بالقطاع السياحي، وظهر ذلك بوضوح من خلال إلغاء حجوزات المجموعات السياحية نهاية العام في احتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية.
ويطالب هلسة سلطات بلاده بمنح المكاتب السياحة إعفاءات من رسوم التراخيص، والتخفيف من الأعباء الضريبية، والإبقاء على شمولها ببرامج الاستدامة المقدمة من مؤسسة الضمان الاجتماعي، ودعمها في مواجهة تبعات الجائحة.
وشهد العام الماضي تحسنا لافتا بالدخل السياحي مسجلا ارتفاعا بنسبة 90% متجاوزا الـ1.9 مليار دينار (2.6 مليار دولار) مقارنة مع 2020، مما انعكس بشكل إيجابي على القطاعات السياحية المتنوعة والجمعيات الأهلية العاملة في خدمات القطاع السياحي والمرشدين السياحيين، بحسب إحصائيات وزارة السياحة.

148 مليون دولار دعم
يقول وزير السياحة والآثار الأردني نايف الفايز للجزيرة نت إن الحكومة قدمت للقطاع السياحي دعما بنحو 105 ملايين دينار (148 مليون دولار) خلال العامين الماضيين لمواجهة تداعيات الجائحة، وإن الدعم مستمر.
وتوزع ذلك الدعم من خلال برامج مؤسسة الضمان الاجتماعي، خاصة برنامج الاستدامة الذي خفف 85% من أضرار القطاع السياحي، وقروض ميسرة، وإعفاءات ضريبية ورسوم تراخيص وغيرها، مما حافظ على ديمومة عمل القطاع والأيدي العاملة فيه، وفق الفايز.
وأطلقت وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة برنامج "أردننا جنة" لتنشيط الساحة الداخلية للعام الثاني على التوالي، وشهد البرنامج مشاركة أكثر من 130 ألف زائر محلي للمنشآت السياحية والأثرية داخل المملكة.
وعملت شركات السياحة والحج والعمرة على تنشيط القطاع السياحي وشركات النقل مع عودة رحلات العمرة، إلا أن التحسن في رحلات العمرة كان طفيفا، وفق شركات سياحة.
وأرجع مختصون السبب في ذلك لـ"ارتفاع تكاليف رحلات العمرة متجاوزة 250 دينارا (352 دولارا) للرحلات البرية بسبب الفحوصات والإجراءات الصحية مما شكل عائقا أمام المعتمرين".