شركات ناشئة تتبنى تطبيقات لتعليم أطفالك التصرفات المالية
تعمل مجموعة جديدة من تطبيقات الأموال عبر الهاتف المحمول على الترويج لأنفسهم بوصفهم جزءا من حل مشكلة مستعصية: الافتقار إلى الخبرة المالية، خاصة بين الصغار في الولايات المتحدة.
فهذه التطبيقات تقدم مقاطع فيديو ووسائل تعليمية سلسة مع تمكين الأطفال والمراهقين من الادخار والإنفاق وحتى الاستثمار في سوق الأسهم. وترتبط تلك التطبيقات ببطاقات الخصم البلاستيكية المصممة للأطفال والمراهقين. ولقد لفتت انتباه الباحثين والمستشارين الماليين الذين يقولون إن تلك الوسائل قد تساعد في إشراك المستخدمين الشباب وتوعيتهم، ومع ذلك فإنهم قلقون من أن هذه التطبيقات بدون وجود دور لصيق من الوالدين قد تشجع على سلوكيات مالية سيئة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsتتضمن احتضان شركات ناشئة.. اتفاقات تجارية بقيمة 700 مليون دولار بين الإمارات وإسرائيل
شركات ناشئة وصغيرة تعيد الحياة للمخلفات في فرنسا
شركات ناشئة تتيح للزبائن “اشتراكات” السيارات بدلا من شرائها
وأشارت تقارير عدة إلى أن التوعية المالية في الولايات المتحدة قد استعصت على محاولات التحسين لفترة من الزمن، على الرغم من أن المزيد من الولايات بدأت في مطالبة المدارس بتدريسها. واعتبر تحليل نشره هذا الشهر "معهد ميلكن" (Milken Institute) -مركز أبحاث للسياسة العامة في سانتا مونيكا بولاية كاليفورنيا- أن الافتقار إلى المعرفة المالية السليمة بين الشباب والكبار يشكل عائقا "مقلقا" أمام التقدم الاقتصادي.
إدي بيرينغر، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة كوبر: "الوصول الرقمي المتزايد لا يُترجم دائمًا إلى التوعية المالية".
وعلى الرغم من أن العديد من الأميركيين يفتقرون إلى المعرفة اللازمة لاتخاذ قرارات ذكية بشأن المال، فإن تقرير ميلكن يرى أن الوسائل الرقمية لديها القدرة على أن تكون "حافزا" للتعليم المالي، لا سيما بين الشباب الذين هم مستخدمون متحمسون للتطبيقات.
فاليافعون يغلقون أذهانهم أمام المفاهيم الجافة التي يسمعونها في الفصل الدراسي، لكن التطبيقات تحول تلك المعلومات إلى رسوم بيانية تفاعلية ملونة. وقال أوسكار كونتريراس، وهو خبير اقتصادي في معهد ميلكن وأحد مؤلفي التقرير "تلك الأدوات تجعلها (أي المعلومات) حقيقية للغاية".
وتتبنى الشركات الناشئة في "مجال التكنولوجيا المالية" (fintech) اتجاه التوعية المالية، حيث تجد طرقا لتسجيل عملائها مبكرا عن طريق تقديم إرشادات التمويل الشخصي جنبا إلى جنب أدوات الإنفاق والادخار.
تطبيق "كوبر" (Copper) -على سبيل المثال- يصف نفسه بأنه "المصرف الوحيد الذي يعلم المراهقين عن المال"، ويقدم مقاطع فيديو موجزة ومليئة بالحيوية ومسابقة في التوعية المالية التي يمكن للمراهقين أو آبائهم إجراؤها. ونموذج من تلك الأسئلة هو: "افترض أن لديك 100 دولار في حساب توفير يربح 2% سنويًا. ما المبلغ الذي ستحصل عليه بعد 5 سنوات؟ (أ) أكثر من 102 دولار؛ (ب) 102 دولار بالضبط؛ (ج) أقل من 102 دولار؛ (د) بصراحة لا أعرف، (الإجابة الصحيحة هي (أ)، بسبب تأثير الفائدة المركبة التي تمثل مفهوما ماليا جوهريا).
وقال إدي بيرينغرالمؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة كوبر إن وسائل المشاركة والمعلومات الواضحة هي المفتاح. وقال إن ارتفاع ديون الطلاب تزامن مع انطلاق الهواتف الذكية، مما يشير إلى أن "الوصول الرقمي المتزايد لا يُترجم دائما إلى التوعية المالية".
وقالت راتشيل بيندرغراس، وهي معلمة ومدربة لكرة المضرب في مدرسة كولومبيا الثانوية في هانتسفيل بولاية ألاباما، إنها عثرت على تطبيق كوبر الربيع الماضي في أثناء البحث على الإنترنت عن دروس حديثة لاستخدامها في فصلها عن التمويل الشخصي الذي كانت تدرسه لأول مرة.
وقالت: "لم أشعر بأن تعليمهم كيفية كتابة شيك أمر مهم لهم".
وقدم تطبيق كوبر خطابات تمهيدية أرسلتها بندرغراس إلى منازل الآباء، الذين يمكنهم الموافقة على استخدام أبنائهم التطبيق أو عدم الموافقة، إذ يتطلب التطبيق الربط بحساب مصرفي رقمي وبطاقة خصم.
وقالت إن معظم الآباء وافقوا، لأنهم أحبوا فكرة أن يتمكنوا من إرسال أموال لأبنائهم بسهولة. وقالت "كان الأمر كله طوعيا، وليس واجبا". وفي الفصل الدراسي، عرضت فيديوهات تحت عنوان "الطرق المختصرة" لكوبر، التي تقدم دروسا سريعة حول موضوعات مثل "ماذا تفعل المصارف فعلا؟" و"ما الاكتتاب العام؟" والتي أثارت المناقشات في الفصل.
أما "ستيب" (Step) -وهو تطبيق مخصص للمراهقين ولديه نحو 2 مليون مستخدم- فيعلن على موقعه الإلكتروني: "نريد أن نجعل التعلم عن المال أمرا ممتعا وجذابا". ويقدم موقع ستيب على الشبكة مقاطع فيديو عصرية ومقالات قصيرة مثل "الملابس المؤثرة: الدليل الشامل للإنفاق الاقتصادي على الأزياء الجذابة وإطلالات العودة إلى المدرسة".
لينيت كولمان، رئيسة مؤسسة فوولبروف "هناك كثير من التعقيدات الدقيقة في سوق الأوراق المالية… والصغار لا يفهمون تلك الفروق الدقيقة".
أما تطبيق "غرين لايت" (Greenlight) فبدأ وسيلة لمساعدة الآباء في إدارة الأعمال المنزلية للأطفال ودفع مقابل لهم أو منحهم مصروفا، نظرا لأن كثيرا من الناس بشكل متزايد يتجهون لعدم حمل النقد. ولدى غرين لايت الآن -الذي ظهر لأول مرة في عام 2017- أكثر من 4 ملايين حساب، وقد أضاف ميزات تشمل استرداد بعض النقود على بطاقة الخصم الخاصة به، وخيارا آخر يتيح للأطفال الاستثمار عبر حساب وساطة مفتوح باسم أحد الوالدين.
ويمكن للأطفال -في أي عمر- البحث عن الأسهم وشرائها وبيعها بما في ذلك الأسهم الجزئية، وكذلك الصناديق المتداولة في البورصة. ويتكلف التطبيق الذي يتضمن خيار الاستثمار نحو 8 دولارات شهريًا، ولكن لا توجد رسوم إضافية للتداولات. وللتداول، يجب على الطفل طلب الموافقة من الوالد عبر تطبيق غرين لايت.
قال الرئيس التنفيذي لتطبيق غرين لايت، تيم شيهان، إن خيار الاستثمار كان خطوة منطقية بعد أن تعلم الاولاد أساسيات الادخار والإنفاق في حدود إمكانياتهم. ويتضمن الخيار الوصول إلى البحث من "مورنينغستار" (Morningstar) ويقدم مقاطع فيديو قصيرة تشرح مفاهيم الاستثمار، بما في ذلك نسبة السعر إلى الأرباح.
وعلى الرغم من أن التطبيقات تبدو واعدة، فإنها تجعل بعض دعاة التعليم المالي قلقين، حيث قالت لينيت كولمان، رئيسة مؤسسة "فوولبروف" (Fool Proof Foundation) التي تروج "للتشكك الحميد" بشأن المنتجات المالية، إنه لأمر غير مسؤول بأن نسمح للأطفال الذين ربما لم يكونوا قد استوعبوا بعد دروسا كاملة حول ضرورة العمل لكسب المال وادخاره وإنفاقه بالاستثمار في الأسهم.
وأضافت أنه إذا حولت التطبيقات الاستثمار إلى لعبة، فقد يكون الأطفال أكثر تفاعلًا لكنهم قد يكونون أيضا أكثر عرضة للمخاطرة.
وقالت: "هناك الكثير من التعقيدات الدقيقة في سوق الأوراق المالية،" وتابعت، "هم لا يفهمون تلك الفروق الدقيقة".
أما تيم لامبريشت، مدير التعليم في "تحدي الميزانية" (Budget Challenge) -وهو برنامج يستخدم المحاكاة لتعليم الطلاب كيفية دفع الفواتير ووضع الميزانية والاستثمار- فيرى أن التطبيقات يمكن أن تجعل المراهقين متحمسين للاستثمار، لكن معظمها يركز على شراء الأسهم الفردية، كما أنها اختصرت المعلومات حول الاستثمار على المدى الطويل في صناديق المؤشرات في حسابات ذات مزايا ضريبية.
وقال: "هذا يبعث برسالة خاطئة". وتابع "عليك أن تستثمر من أجل التقاعد؛ حيث لا يمكنك توفير ما يكفي".
نقلتها للعربية صفحة ريادة-الجزيرة
© مؤسسة نيويورك تايمز 2021