الشركات الناشئة تتضرر بعد تدابير صينية صارمة على الأعمال
أعلنت منصة تشارك الدراجات "هيلو إنك" أنها ستلغي الاكتتاب العام المقرر في بورصة ناسداك، بعد وقت قصير من إعلان التطبيق شياوهونغشو -الموازي لتطبيق بينترست- تعليق خطط مماثلة.

مع فرضها قواعد جديدة هزت أسواق المال وفتحها تحقيقات؛ طالت تدابير بكين الصارمة في كبرى شركاتها كل نواحي الحياة العصرية تقريبا، لتطيح بمليارات الدولارات من الأسهم المدرجة في الصين وهونغ كونغ، وتثير ارتباك خبراء في الاستثمار.
من الدروس الخصوصية بعد المدرسة إلى تطبيقات البث الموسيقى التدفقي والتسوق الذي تقف وراءه شركات ناشئة وصولا إلى تشارك الدراجات، تضررت مؤسسات كبرى في وقت تضيق بكين الخناق على الشركات لأسباب تقول إنها تتعلق بالأمن القومي ومكافحة الاحتكار.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsشركة ناشئة إندونيسية تطور منصة واحدة للمدرسين والطلبة والأولياء
الاتحاد الأوروبي يدرس خطط فيسبوك لشراء شركة ناشئة بمليار دولار
شركة ناشئة للتطبيقات الصوتية تنهي جولة تمويل ناجحة بـ3 ملايين دولار
وسواء كان ذلك مدفوعا بميل الحزب الشيوعي إلى التحكم بمسار الأمور أو لتجنب تقلبات السوق التي تضر بجيوب الصينيين وسلامتهم، فإن قلة من الناس تتوقع أن تكون هذه نهاية التدابير.
فيما يلي عدد من القطاعات التي طالتها تدابير الجهات الناظمة حتى الآن.
-
توصيل الطعام
تراجعت أسهم تطبيق توصيل الطعام الأبرز "ميتوان" (Meituan) قرابة 15%، بعدما أعلنت الهيئات الناظمة عن قواعد جديدة لحماية العمال.
وبات على أصحاب المصالح في قطاع توصيل الطعام المزدهر في الصين -والذي يعول عليه الملايين من موظفي المكاتب- الالتزام بالحد الأدنى للأجور و"تخفيف القيود المتعلقة بفترة التوصيل".
وتعرضت "ميتوان" ومنافستها "إيل مي" -المملوكة من مجموعة علي بابا- لانتقادات في الأشهر الأخيرة، بعدما كشفت وسائل إعلام محلية عن الطرق الخطرة التي يسلكها سائقون للالتزام بمهلة زمنية ضيقة للتوصيل.
ومنيت أسهم ميتوان المدرجة في هونغ كونغ بضربة في أبريل/نيسان الماضي عندما فتحت الهيئات الناظمة تحقيقا في شبهات احتكار تطال تطبيقها الواسع الذي يسمح للمستخدمين بحجز خدمات ترفيه وصحة وتسلية.
-
تعليم
أعلنت الصين أيضا السبت الماضي عن قواعد جديدة، تفرض على مؤسسات الدروس الخصوصية أن تصبح غير ربحية وتمنع الدروس في عطلة الأسبوع، ما أدى إلى تراجع قيمة أسهم شركات التعليم الخاص. ويقول محللون إن تلك الخطوة جعلت الشركات عمليا غير قابلة للاستثمار.
وقالت الحكومة إن القطاع الذي كانت قيمته 260 مليار دولار في 2018، وفق مؤسسة "إل. إي. كي" (L.E.K) للاستشارات، "رهينة في يد رأس المال".
وفقد مؤسسو "نيو أورينتال" (New Oriental) و"غاوتو تيشيدو" (Gaotu Techedu) -على الفور تقريبا- تصنيفهم في نادي أصحاب المليارات، بعد الإعلان عن القواعد.

-
خدمة حجز السيارات
حظرت السلطات شركة حجز السيارات "ديدي شوكينغ" (Didi Chuxing) من متاجر التطبيقات الصينية في مطلع يوليو/تموز الماضي، بعد أيام من تحقيقها 4.4 مليارات دولار لدى طرح أسهمها في نيويورك.
وكانت الشركة قد مضت في خطط طرح أسهمها رغم معارضة السلطات الصينية القلقة من أن يؤدي إدراجها في البورصة إلى جعل بيانات مستخدميها في أيد أجنبية.
وأرسلت بكين في يونيو/حزيران الماضي مسؤولين من 7 دوائر حكومية إلى الشركة لإجراء تحقيقات بشأن الأمن المعلوماتي في مكاتبها.
والشركة التي تراجعت أسهمها بنحو 40% منذ إدراجها في بورصة "وول ستريت" (Wall Street)، يمكن أن تواجه غرامة بمليارات الدولارات، أو قرارا عقابيا بتعليق عدد من العمليات، حسبما ذكرت وكالة "بلومبيرغ" (Bloomberg) الأسبوع الماضي.
-
العملات المشفرة
جردت الصين أيضا المتداولين من عملة بتكوين وغيرها من العملات المشفرة، واعتقلت أكثر من ألف شخص بتهمة غسل الأموال باستخدام عملات مشفرة في يونيو/حزيران الماضي.
وحظرت بكين التداول بالبتكوين في 2019، وأمرت عدة أقاليم بإغلاق أجهزة تعدين مشفرة شديدة الاستهلاك للطاقة، مشيرة إلى مخاوف بشأن زيادة استهلاك الطاقة.
يقول محللون إن الصين تخشى أن يسهم التداول بالبتكوين في الاستثمارات غير القانونية، وأن يهدد سيطرة الحكومة على تدفقات رأس المال.
وتفسح القوانين المشددة المجال للصين لطرح عملتها الرقمية الخاصة التي يمكن أن تراقبها الحكومة المركزية.

-
التسوق عبر الإنترنت
فرضت سلطات مكافحة الاحتكار على عملاق التجارة الإلكترونية "علي بابا" -المملوك من جاك ما- غرامة قياسية قدرها 18.2 مليار يوان (2.8 مليار دولار) في أبريل/نيسان الماضي، بعدما قالت الحكومة إن المجموعة "استغلت وضعها المهيمن في السوق" بمنع تجار من الترويج لسلعهم على مواقع منافسة.
وألغت السلطات في أواخر العام 2020 الماضي إدراجا مخططا له بقيمة 35 مليار دولار للذراع المالية للمجموعة "آنت فاينانشيال" (ANT financial) في البورصة، وأمرت "آنت" بالتخلي عن خدماتها المالية والعودة إلى أساسها كمنصة دفع الكتروني.
-
الترفيه
تعرض عملاق منصات التواصل الاجتماعي والترفيه "تنسنت" (Tencent) لضغوط متزايدة. فقد أجهضت الجهات الناظمة خطط دمج بين "هويا" و"دويو"، أكبر موقعين لألعاب الفيديو بالبث التدفقي المباشر، واللذين تملك تنسنت حصصا فيهما. وكان من شأن الاندماج أن يمنح "تنسنت" سيطرة كبرى على الشركة المدمجة.
وواجهت تنسنت انتكاسة أخرى، السبت الماضي، بعدما قضت "الإدارة الرسمية لتنظيم السوق" بأن على الشركة أن تتخلى عن صفقاتها الحصرية مع شركات موسيقى بسبب انتهاكها قوانين مكافحة الاحتكار.
كذلك، استدعت الجهات الناظمة شركة "بايت دانس" (BYTE DANCE) -وهي الشركة الأم لـ"تيك توك" (TikTok)- و"تنسنت" والعشرات من الشركات الخاصة الأخرى في أبريل/نيسان الماضي، وحضتها على "الإصغاء للتحذير" الموجه لـ "علي بابا".
من التالي؟
تتطلب مسودة قانون صادرة عن سلطات الفضاء الالكتروني، أن تقدم المنصات التي تضم أكثر من مليون مستخدم، طلبا لدى إدارة الأمن الإلكتروني قبل الاكتتابات العامة في الخارج.
وقد يقيد ذلك عمليات إدراج مستقبلية لشركات صينية في البورصة، لأنها ستفكر مليا قبل أن تثير غضب بكين.
ويطال ذلك أيضا جميع أنواع الشركات الناشئة في السوق الاستهلاكية الواسعة في الصين
وأعلنت منصة تشارك الدراجات "هيلو إنك" (Hello Inc) أنها ستلغي الاكتتاب العام المقرر في بورصة "ناسداك" (NASDAQ)، بعد وقت قصير على إعلان التطبيق "شياوهونغشو" -الموازي لتطبيق "بينترست" (Pinterest)- تعليق خطط مماثلة.
مع ذلك يبدو أن المسؤولين يخشون ردود الفعل على تدابيرهم الأخيرة؛ فقد دعت الجهات الناظمة كبار مديري المصارف لاجتماع سعيا لتهدئة المخاوف إزاء القوانين المشددة، وفق وكالة "بلومبيرغ".
وجاءت الخطوة بعدما أعادت الكثير من وسائل الإعلام المحلية -مساء أمس الأربعاء- نشر تعليق من وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) جاء فيه أن "أسس تطوير سوق رأس المال في الصين لا تزال متينة".
وقد سجلت الأسهم في قطاعات التكنولوجيا والتعليم المتضررة بشكل كبير ارتفاعا الخميس الماضي، فيما ارتفعت بورصات هونغ كونغ والبر الرئيسي بعد انتكاسة مطلع الأسبوع.