مبادرة اقتصادية لتعزيز الصادرات وبناء اقتصادات ريادة الأعمال في أفريقيا
تمثل أفريقيا قارة نمو الأعمال التجارية. ومع وجود حوالي 500 مليون شركة صغرى ومتوسطة في العالم؛ نجد أن إعداد مليار رائد أعمال جديد كبير وصغير ويافع ومسن يوجِد فرصا كبيرة لجدولة مخططات تكتيكية للنهوض بالتحديات التي يواجهها ازدهار القاعدة الرئيسية لريادة الأعمال.

قال الكاتب نسيم جافيد -في تقريره الذي نشره موقع "مودرن ديبلوماسي" (Moderndiplomacy) الأميركي إن مبادرة تعبئة ريادة الأعمال الوطنية في أفريقيا تعمل على تفعيل 5 خطوات رئيسية:
أولا، تحديد الشركات الصغرى والمتوسطة عالية القيمة التي تتوق إلى مضاعفة صادراتها 4 مرات وتعزيز وجودها الوطني والعالمي وزيادة تفوقها الابتكاري بشكل كبير.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsلأن زوكربيرغ وبيل غيتس ليسا إلا استثناء.. نجاحك الدراسي مهم لمستقبلك أكثر مما تعتقد
شركات ناشئة تزدهر في خدمات التوصيل خلال 15 دقيقة أثناء الجائحة
شركات ناشئة تهدف لتنظيف الصناعة الأكثر تلويثا في العالم
ثانيا، في تنظيم جميع هذه الأعمال بإطار مخطط رئيسي للرقمنة مع إبراز ملفات تعريفها والسلع والخدمات المنتجة.
ثالثا، التركيز على إنشاء ملفات تعريف للقطاعات العمودية مع سرد واضح بين القيادات المحلية للمجموعات التجارية والغرف والجمعيات التجارية وفق مسار متناغم.
رابعا، تحديد موعد لبدء تطوير المهارات لتعزيز القدرة على التصدير والبدء في بناء اقتصادات رقمية.
خامسا، البحث عن تفاصيل دقيقة حول كيفية الوصول إلى مثل هذه النتائج بينما تكون أي مساعدة خارجية مؤهلة وموثوقة مفيدة دائما.
ونبه الكاتب إلى أن غياب أي من الخطوات المذكورة أعلاه من شأنه أن يؤثر على مسار الأعمال.
ولفهم المحور الرئيسي لهذا الفكر الريادي الحديث؛ نقدم فيما يلي نظرة عامة لما ينتظر هذه المبادرة من تحديات.
تكون انطلاقة التعبئة الوطنية الواضحة داخل الدولة بتحقيق ألفين إلى 5 آلاف شركة صغرى ومتوسطة -رقم مبيعاتها في حدود مليونين أو5 ملايين دولار أميركي- ما يصل إلى 20 و50 مليون دولار أميركي من مبيعاتها السنوية.
واعتمادا على دولة ما، فإن أي نمو مجمّع نسبته تتراوح ما بين 10% و20% -خلال عام أو عامين- يمثل نموا هائلا في الاقتصاد المحلي.
اللاعبون الأربعة في اقتصاد الشركات الصغرى
ذكر الكاتب أن تحديد اللاعبين الأربعة الرئيسيين في اقتصاد الشركات الصغرى يتطلب عقلية ريادة أعمال حقيقية لفك رموز المسارات الحاسمة للنجاح.
أولا: المؤسسون هم رواد الأعمال الحقيقيون الذين يتحملون المخاطر ويخلقون فرص عمل.
ثانيا: المجموعات والغرف التجارية الوطنية هي المظلة التي ينضوي تحتها هؤلاء المؤسسون لتحسين التدفقات التجارية.
ثالثا: الحكومات الوطنية التي تجمع الضرائب من المؤسسين هي التي تضع سياسات لتحسين التجارة.
رابعا: العملاء هم المشترون الذين يؤكدون وجود تلك المؤسسة الصغرى والمتوسطة.
حقائق من جميع أنحاء العالم
أوضح الكاتب أنه عادة ما يكون مؤسسو الشركات الصغرى والمتوسطة منبوذين لأنهم يفكرون خارج الأطر النمطية ومعروفون بكونهم مغامرين.
وتعاملهم الاتحادات والغرف التجارية على أنهم أصغر من أن يدفعوا ما تدفعه الشركات الكبرى في رسوم العضوية.
ومن حيث التطورات الاقتصادية الوطنية، تفضل الحكومات أن تقدم لهم وعودا كاذبة مقارنة بالطريقة التي تخدم بها الشركات الكبرى. أما عملاء الشركات الصغرى والمتوسطة فيقدّرون ويخلصون فقط للشركات ذات الأداء المتفوق والسلع الجيدة والخدمات ذات القيمة الحقيقية.
لماذا هذا الأمر مهم جدا؟
هذه هي المجموعات الأربع التي تشكل 4 ركائز، لكل منها رموز خاصة، وكل واحدة منها تحتاج إلى معالجة خاصة ولا يمكن اختزالها في "أزمة الشركات الصغرى والمتوسطة" التي يقع تجاهلها منذ عقود. ولا يتعلق الأمر أيضا ببعض مراسم رفع العلم في قاعة المدينة المحلية، أو ليلة عشاء في حفل توزيع جوائز بلاستيكية، أو الإعلان عن أسبوع الشركات الصغرى والمتوسطة، لأن هذه الممارسات لن تساعدها في التعافي بعد الجائحة. إن أفريقيا الآن قارة ديناميكية يتمحور تقدمها حول القوة الناعمة.
الفجوة الرقمية هي فجوة ذهنية
إن الفجوة الرقمية هي حالة ذهنية تقوم على رفض التعرض للعمليات البيروقراطية المحيطة بها، وتقاوم التقدم المفاجئ لتحقيق كفاءة عالية ودقة فائقة، وتتجنب التعرض لمستويات الكفاءات القائمة. وتعد الفجوة الذهنية العائق الأول أمام النهوض بالاقتصادات القائمة على الورق؛ ويخشاها البعض لما يمكن أن تكشفه عن مستوى الكفاءة في بيئة اقتصادية تتسم بسرعة التطور. ووحدها الاقتصادات الرقمية ستنجو بعالم رقمي، وقد يغرق الباقي في سلال النفايات الورقية؛ حيث تتطلب تنمية المهارات الرقمية قيادات ماهرة بالفعل.
فهم المجتمعات السبعة الأخيرة
ما الذي أتى بنا إلى هنا؟ ليس الصدفة بل تراكم منهجي للأفكار الجيدة والسيئة. وخلال مجتمع الطباعة في عام 1900 -عندما كانت الكلمة المطبوعة تمثل سلطة- كانت القراءة والكتابة من المزايا وكان حق الوصول للمعرفة حكرا على أصحاب الامتيازات.
لماذا يتكرر سيناريو مماثل بعد 120 عاما اليوم، حيث تتطلب المستقبلية قراءة وكتابة مستقبلية؟ لماذا يعتبر هذا الفهم مفتاحا خاصا لصقل وإعادة صقل مهارات المؤسسات؟
الصادرات الصغيرة والتصنيع الصغير
أوضح الكاتب أن العالم الآن يحتاج إلى عقلية جديدة، وأن أفريقيا تمثل قارة نمو الأعمال التجارية.
ومع وجود حوالي 500 مليون شركة صغرى ومتوسطة في العالم، نجد أن إعداد مليار رائد أعمال جديد كبير وصغير ويافع ومسن يوجد فرصا كبيرة لجدولة مخططات تكتيكية للنهوض بالتحديات التي يواجهها ازدهار القاعدة الرئيسية لريادة الأعمال.
البحث عن المحاربين الشجعان
لا بد من تحديد فرق الخطوط الأمامية في التطورات الاقتصادية الوطنية، وتمييزها على أساس وجود فهم للتعبئة الوطنية لريادة الأعمال من عدمه، ذلك أن غياب هذا الفهم يمثل الآن عائقا لبقاء الاقتصاد الوطني. لن تبقى أي أمة في السباق دون تحسين المهارات، ولن تنجو أي قيادة دون الجدارة ومهارات التعبئة.
ويفرض التعافي بعد الوباء مهارات جديدة تماما وعقليات إبداعية وتفكيرا متقدما في التعبئة الوطنية لريادة الأعمال على المنصات الرقمية لتحسين المهارات، وذلك من أجل ضمان التميز المبتكر في قابلية التصدير، وستساعد المهارات الجديدة والمسارات الصحيحة الاقتصادات الجديدة. ابحث عن عقلية القيادة الريادية وتعاون مع المحاسبة والعقليات البيروقراطية لجعل الأمر مربحا للجميع.