الاستثمارات القطرية بالأردن.. كيف تساهم في رفد الاقتصاد الوطني وتشغيل العمالة؟

جواد العناني: استثمار قطر بالأردن انعكس إيجابيا على الطرفين، الأردني بتوفير فرص عمل وتشغيل المواطنين، والقطري بتحقيق أرباح مالية للمستثمرين

الاستثمارات القطرية في بورصة عمان بلغت 950 مليون دولار وحلت خامسة (الجزيرة)

عمّان- لأول مرة ترتفع الاستثمارات القطرية في الأردن لتتخطى حاجز 4.5 مليارات دولار، متنوعة بين القطاعات الاقتصادية المختلفة، ومدفوعة بدعم سياسي من قيادة البلدين.

الاستثمارات القطرية في المملكة توزعت بين قطاعات العقارات والفنادق والخدمات السياحية والبنوك والصحة والطاقة، إضافة لاستثمارات صناعية ومشتقات نفطية، منها 550 مليون دولار للقطاع الخاص القطري، و950 مليونا في السوق المالي وبورصة عمان، وتوزعت بقية الاستثمارات على قطاعات متنوعة، وفق مسؤول قطري.

وحسب محللين اقتصاديين، فإن ميزة الاستثمارات القطرية أنها متنوعة بين الأنشطة الاقتصادية، ولم تقتصر على عدد محدود، مما ساهم في فتح فرص عمل للأردنيين وتشغيل للأيدي العاملة، خاصة قطاع البنوك والقطاع الطبي والقطاعات السياحية والفنادق، ورفد خزينة المملكة بإيرادات ضريبية.

عيادة عيون بالمستشفى الفنلندي أحد الاستثمارات القطرية في الأردن (الجزيرة)

استثمارات قادمة

يقول خليفة بن خميس المسلماني نائب رئيس مجلس الأعمال القطري الأردني في غرفة تجارة وصناعة قطر، "استثمارات قطر مرشحة للارتفاع خلال الفترة المقبلة مع توجهها، سواء على مستوى القطاع العام أو الخاص، نحو تعزيز الاستثمار في الأردن في قطاعات حيوية مثل قطاع التعليم، وإنتاج الطاقة النظيفة، والقطاع الصناعي والمشتقات النفطية، ومحطات الكهرباء".

وتابع -في تصريحات صحفية قبل أيام- أن ما يجعل الأردن وجهة استثمارية مفضلة لكثير من المستثمرين ورجال الأعمال القطريين والخليجيين هو "ما يتمتع به من بنية تحتية متطورة، وبيئة ومناخ استثماري جاذب ومحفز لضمان نجاح أي مشروع، إضافة لحالة الأمن والاستقرار الذي يتمتع به".

وشهدت الاستثمارات القطرية في مجال الطاقة توسعا خلال السنوات الماضية وفي عدة مجالات، أبرزها محطة كهرباء شرق عمان، ومشروع توليد الكهرباء من الخلايا الشمسية الكهروضوئية (مشروع شمس معان) الذي تنفذه شركة نبراس للطاقة، وهو استثمار قطري ياباني يقام على مساحة مليوني متر مربع من أراضي محافظة مان جنوبي المملكة، وبحجم استثماري يبلغ 170 مليون دولار تقريبا.

ارتفاع حجم تداول العقارات في الأردن
المستثمر القطري الخاطري: السوق العقاري الأردني من أكثر الأسواق جذبا للمستثمرين القطريين والخليجيين والعرب (الجزيرة)

قطاع العقار واعد

المستثمر القطري في قطاع العقار خالد الخاطري وصف قطاع العقارات بالأردن بأنه "القطاع الواعد، رغم حالة التراجع في الطلب الذي أصابته خلال أزمة كورونا، وهذه الأزمة طالت مختلف الأسواق العالمية"، متوقعا أن يبدأ سوق العقار الأردني "التعافي سريعا، مما سيرفع الطلب على العقارات الأردنية".

وتابع للجزيرة نت أن السوق العقاري الأردني من "أكثر الأسواق جذبا للمستثمرين القطريين والخليجيين والعرب، نتيجة حالة النشاط الاقتصادي في هذا القطاع، والحوافز المقدمة للمستثمرين، وحالة الأمن والاستقرار التي ينعم بها الأردن مقارنة مع دول المنطقة".

تحتل الجنسية القطرية المرتبة السادسة في شراء العقارات لغير الأردنيين، سواء في شراء الشقق السكنية أو قطع الأراضي، ويعمل أكثر من 50 مستثمرا قطريا في قطاع العقار الأردني، وفق إحصائيات دائرة الأراضي الأردنية.

جواد العناني رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي.jpg
جواد العناني: قطر باتت من الدول الأكثر استثمارا في الأردن (الجزيرة)

مشاريع كبرى

ويرى جواد العناني نائب رئيس الوزراء الأردني السابق أن قطر باتت من الدول "الأكثر استثمارا في الأردن، والأعلى قيمة للاستثمارات المتنوعة، مما انعكس بشكل إيجابي على الطرفين، الأردني في توفير فرص عمل وتشغيل للأردنيين، والقطري في تحقيق أرباح مالية للمستثمرين".

ودعا سلطات بلاده إلى "عرض مشاريع كبرى للبنية التحتية أمام المستثمرين القطريين مثل مشروع سكة القطار بين المحافظات، ومشاريع في الطاقة والنقل البحري وغيرها، للاستفادة من الإمكانيات القطرية".

العناني حذر من "عقبات حكومية تتمثل في الروتين الحكومي وتأخر اتخاذ القرارات المتعلقة بالاستثمار، مما يشكل عامل طرد للمستثمر الأردني والعربي والأجنبي على حد سواء".

وبلغ الاستثمار الأردني في قطر نحو 8 ملايين دينار (11.2 مليون دولار) من خلال نحو 15 شركة مملوكة بالكامل لأردنيين، في حين بلغ عدد الشركات القطرية الأردنية المشتركة العاملة في قطر نحو 1550 شركة، بإجمالي رأس مال 116 مليون دينار أردني (163 مليون دولار) وفق إحصائيات رسمية.

المستشفى الفنلندي الأردني أول المشاريع الطبية التي يشارك فيها مستثمرون قطريون (الجزيرة)

أول استثمار طبي

دخول المستثمرين القطريين للقطاع الطبي بدأ عام 2019 بمشاركتهم في المستشفى الفنلندي المتخصص في علاج العيون وتخصصات طبية أخرى، ويشكل القطريون المستثمرون في المستشفى نحو 20%، وبرأس مال بلغ 15 مليون دينار (21 مليون دولار).

وبحسب مدير المستشفى فادي الشنابلة فإن "الثقة والتقدم الطبي والعلمي بالقطاع الطبي الأردني دفع بمستثمرين قطريين للاستثمار بهذا القطاع"، مؤكدا أن القطاع الطبي الأردني "متميز على مستوى الشرق الأوسط والإقليم، سواء في معالجة المرضى أو التقدم العلمي أو الخبرات الطبية، حتى بات الأردن مقصدا للعلاج والخدمات الطبية".

وحول تشغيل الأيدي العاملة، قال الشنابلة للجزيرة نت إن المستشفى وفر فرص عمل للكوادر الطبية المؤهلة من أطباء وممرضين وعناصر فنية وإدارية زادت عن 120 وظيفة، وهناك توجه لفتح تخصصات جديدة بالمستشفى مما سيوفر فرص عمل إضافية.

المستشفى استقبل منذ بدء عمله منتصف عام 2019 أكثر من ألفي مريض من دول الخليج، إلا أن انتشار وباء كورونا وما تبعه من إغلاقات للحدود حال دون وصول المزيد من المرضى -والحديث للشنابلة-، ويسعى المستشفى للتعاقد مع مستشفيات في دول الخليج لتحويل المرضى للعلاج بالمملكة بدلا من السفر لدول أخرى.

وفق مختصين فإن القطاع الطبي الأردني يشكل مقصدا للمرضى العرب والخليجيين، ويستقبل أيضا مرضى من تركيا ودول أوروبية نتيجة للتقدم الطبي والخدمات المميزة وانخفاض تكاليف العلاج مقارنة مع دول أخرى.

مدير المستشفى الفنلندي الأردني الشنابلة: القطاع الطبي الأردني متميز على مستوى الشرق الأوسط والإقليم (الجزيرة)

قفزة نوعية

وشهدت العلاقات بين عمان والدوحة قفزة بعد عودة تبادل السفراء منتصف 2019، وتقديم قطر مساعدات للمملكة بقيمة 500 مليون دولار، استهدفت تنفيذ مشروعات للبنية التحتية والسياحة، وقدمت للأردنيين 20 ألف وظيفة، 10 آلاف خلال عام 2018، و10 آلاف أخرى في 2020، ويعمل في قطر حاليا نحو 60 ألفا من الأردنيين، وتستقبل الجامعات الأردنية نحو 2600 طالب قطري.

المصدر : الجزيرة