توجه متزايد للسيارات الكهربائية يدفع نيسان لافتتاح مصنع ضخم للبطاريات في المملكة المتحدة

A Nissan Leaf electric car is displayed next to a charging stand at the North American International Auto Show in Detroit, January 12, 2016.   REUTERS/Mark Blinch
ستنفق نيسان حوالي 423 مليون إسترليني على مشروعها في بريطانيا (رويترز)

أعلنت شركة نيسان Nissan مؤخرا عن خططها لإنشاء مصنع ضخم للبطاريات شمال شرق إنجلترا، حيث ستصنع سيارة كهربائية جديدة في ظل توجه الشركات والحكومات عالميا بعيدًا عن السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري.

وأشاد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بالاستثمارات القادمة، بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، بإجمالي مليار جنيه إسترليني (1.4 مليار دولار/1.2 مليار يورو) والتي من المقرر أن تضيف 6200 وظيفة جديدة في أكبر مصنع لنيسان بأوروبا، ووصفها بأنها "تصويت كبير على الثقة في المملكة المتحدة".

وستستثمر الشركة الصينية الموردة للبطاريات لصالح نيسان "إنفيجين إيه إي إس سي" (Envision AESC) ما قيمته 450 مليون جنيه إسترليني لبناء مصنع البطاريات الذي سيتم تشغيله بالطاقة المتجددة، وتزويد ما يصل إلى 100 ألف سيارة نيسان كهربائية بالطاقة اللازمة سنويًا.

يُنظر إلى المصنع، الذي سيتم بناؤه بجوار مصنع نيسان للسيارات ومنشأة البطاريات الحالية التي تديرها شركة إنفيجين في سندرلاند، على أنه مفتاح لانتقال المملكة المتحدة بعيدًا عن مركبات الوقود الأحفوري عالية التلوث.

وتأتي هذه الأخبار بعد أن كشفت شركة رينو Renault، الشريك الفرنسي لنيسان، هذا الشهر، عن خطط لإنشاء إنفيجين مصنعاً للبطاريات في فرنسا، في الوقت الذي تتسابق فيه شركات صناعة السيارات العالمية لتلبية الطلب المتزايد على وسائل نقل صديقة للبيئة ويُستهدف فيه صاف صفري لانبعاثات الكربون بحلول عام 2050.

ومن المقرر أن تنفق شركة السيارات اليابانية العملاقة ما يصل إلى 423 مليون جنيه إسترليني على مشروع EV36Zero الكهربائي بالكامل في بريطانيا، وسيساعد مجلس مدينة سندرلاند في تحقيق إجمالي استثمارات تصل إلى 1.0 مليار إسترليني.

وقال أشواني جوبتا، الرئيس التنفيذي للعمليات في نيسان، حيث يقف بجانب مجموعة من سيارات نيسان المصنعة حديثًا في انتظار عمليات الفحص النهائية "هذا يوم تاريخي لنيسان وشركائنا والمملكة المتحدة وسوق صناعة السيارات ككل".

شركة نيسان، التي حذرت في السابق من أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون صفقة سيهدد مصنعها في سندرلاند ذي 35 عامًا، قالت إن الاستثمار الجديد يوفر 6200 وظيفة لدى المجموعة اليابانية ومورديها بالمملكة المتحدة.

وستكون هناك 900 وظيفة جديدة في نيسان، و750 أخرى في "إنفيجين إيه إي إس سي".

ومع ذلك، لن تعلن نيسان عن توقيت محدد لمصنع البطاريات الجديد، والسيارة الكهربائية.

وقال غيوم كارتير رئيس نيسان في أفريقيا والشرق الأوسط والهند وأوروبا وأوقيانوسيا لوكالة الأنباء الفرنسية "نعمل على الخطة التفصيلية".

وأضاف "اليوم هو بالفعل بداية السباق، ونحن نعمل على ذلك. السرعة مهمة للغاية. لذلك سنكشف عن المواعيد الرئيسية في وقت لاحق".

خطوة كبيرة

وفي مصنع البطاريات الحالي، يرتدي العمال ملابسهم من الرأس إلى القدمين لتجنب المساس بكفاءة المنتج النهائي.

وقال وزير الأعمال البريطاني كواسي كوارتنغ إن بناء مثل هذه المنشأة "يعد خطوة كبيرة إلى الأمام في طموحنا لوضع المملكة المتحدة في مقدمة سباق السيارات الكهربائية العالمي".

وأضاف أن السيارات المنتجة بهذا المصنع، باستخدام بطاريات يتم تصنيعها في ذات الشارع، وفي أول مصنع ضخم بالمملكة المتحدة "سيكون لها دور كبير في الانتقال بعيدًا عن سيارات البنزين والديزل".

هذا وتخطط حكومة المملكة المتحدة، التي تستضيف قمة الأمم المتحدة لتغير المناخ في نوفمبر/تشرين الثاني، لحظر مبيعات السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري اعتبارًا من عام 2030 كجزء من الجهود المبذولة للوصول إلى صافي صفر من انبعاثات الكربون بحلول عام 2050.

ولدى أوروبا الآن مشاريع لبناء العشرات من المصانع الضخمة التي يمكن أن تنتج 16.7 مليون سيارة تعمل بالبطاريات بحلول عام 2030، وفقًا لمنظمة النقل والبيئة غير الحكومية.

يذكر أن شركتي فولفو Volvo ونورث فولت Northvolt السويدية الناشئة أعلنتا، الأسبوع الماضي، عن تعاونهما لبناء مصنع جديد للبطاريات في أوروبا.

وقد صرح الخبير بقطاع السيارات بيتر ويلز لوكالة الأنباء الفرنسية أن "شركات صناعة السيارات بالمملكة المتحدة وأوروبا منخرطة في سباق لتطوير القدرة على إنتاج سيارات كهربائية تعمل بالبطاريات".

وقال أستاذ الاقتصاد بجامعة كارديف "الشركات المصنعة التي تفشل في تطوير قدرات السيارة الكهربائية التي تعمل بالبطاريات ستفقد ببساطة حصتها في السوق".

مصائب نيسان

كانت أول سيارة كهربائية في بريطانيا أنتجتها نيسان في سندرلاند عام 2013 هي ليف Leaf.

وقد واجهت الشركة مؤخرًا سلسلة من التحديات، بدءًا من ضعف الطلب أثناء وباء كورونا وانتهاء بتداعيات اعتقال رئيسها السابق كارلوس غصن، الذي هرب أثناء فترة الكفالة وفرَّ من اليابان.

كما أجلت نيسان الإطلاق الصيفي الذي كان مخططاً لطرازها الكهربائي الجديد الرائد آريا Ariya إلى هذا الشتاء بسبب النقص العالمي في الشرائح الالكترونية الذي يعاني منه صانعو السيارات.

ويوظف مركز نيسان، الذي يلتزم بإجراءات الوقاية ضد كوفيد-19 في سندرلاند، حوالي 6 آلاف عامل وينتج 400 ألف سيارة سنويًا، معظمها للتصدير.

نقلتها للعربية صفحة ريادة-الجزيرة نت

المصدر : الفرنسية

إعلان