ما الأهمية الاقتصادية لفتح الطريق الساحلي في ليبيا؟

الطريق الساحلي الرابط بين غرب وشرق وجنوب ليبيا يعد طريقا رئيسيا لتنقل المسافرين ونقل الخدمات والسلع الغذائية والمستلزمات الطبية

الطريق الساحلي الرابط بين مدينتي مصراتة وسرت
كان الطريق الساحلي قد أغلق منذ عامين بعد شن قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر هجوما على مدينة سرت والسيطرة عليها (مواقع التواصل الاجتماعي)

طرابلس – أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة أن الطريق الساحلي الرابط بين مدينتي مصراتة وسرت هو شريان الحياة الرئيسي الرابط بين شرق البلاد وغربها، وقد شارك الدبيبة في فتح الطريق الساحلي من الجانب الغربي بعد إزالة السواتر الترابية في منطقة بويرات الحسون شرق مصراتة.

ويعد الطريق الساحلي الرابط بين غرب وشرق وجنوب ليبيا طريقا رئيسيا لتنقل المسافرين ونقل الخدمات والسلع الغذائية والمستلزمات الطبية عبر البر بين مدن ومناطق شرق وغرب وجنوب ليبيا.

وأغلق الطريق الساحلي الرابط بين مدينتي مصراتة وسرت منذ نحو عامين، بعد شن قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر هجوما على مدينة سرت والسيطرة عليها.

فتح مشروط

وكشف المتحدث باسم غرفة عمليات سرت الجفرة عبدالهادي دراه أن فتح الطريق الساحلي بين مدينتي مصراتة وسرت يأتي لرفع المعاناة عن المواطنين الليبيين.

وأضاف دراه للجزيرة نت "نريد استقرار ليبيا وضمان وصول الخدمات لجميع المناطق ولمّ الشمل، وقد لاحظنا معاناة المواطنين عندما كان الطريق مغلقا حيث يسلك المواطنون طرقا صعبة من أجل الوصول إلى مصراتة للعلاج أو التسوق أو لإتمام الإجراءات في طرابلس".

Abdul Hamid Dbeibeh
عبدالحميد الدبيبة أكد أن الطريق الساحلي هو شريان الحياة الرئيسي الرابط بين شرق البلاد وغربها (وكالة الأناضول)

خطوة مهمة

من جهته، أكد الناشط السياسي موسى تهيوساي من الجنوب الليبي أن فتح الطريق الساحلي خطوة متقدمة مهمة لإعادة انتعاش الأسواق والخدمات في جنوب ووسط وشرق ليبيا.

وأضاف تهيوساي للجزيرة نت أنه عندما كان الطريق الساحلي مغلقا ارتفعت تكلفة النقل للشاحنات الناقلة للأغذية والمستلزمات الطبية والخدمات من مدن الغرب إلى الجنوب والشرق.

وصرح تهيوساي بأن المواطنين المسافرين وسائقي الشاحنات ومستخدمي الطريق الساحلي كانوا متخوفين على حياتهم بسبب وجود المرتزقة الروس والجنجويد إضافة إلى كون المنطقة الفاصلة هي منطقة عمليات عسكرية يمنع الاقتراب منها.

وطالب تهيوساي الحكومة الليبية بوضع ترتيبات اقتصادية مناسبة لإعادة الحياة إلى المناطق المتضررة بسبب إغلاق الطريق الساحلي لمدة أكثر من عامين.

رفع المعاناة

وأعربت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا أن هذه الخطوة تمثل مرحلة مهمة لإنهاء معاناة المسافرين وبشكل خاص الحالات الإنسانية والصحية الحرجة وضمان حرية التنقل والسفر دون معوقات.

وقال رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان أحمد حمزة للجزيرة نت، إن فتح الطريق الساحلي بين مصراتة وسرت من أهم بنود وقف إطلاق النار ومن بين مخرجات الاتفاق السياسي الليبي في جنيف.

وأوضح حمزة أن اتخاذ حكومة الوحدة الوطنية هذه الخطوة يضمن حرية تنقل البضائع ونقل الأدوية ووصول الخدمات النفطية والمستلزمات الغذائية بكل يسر إلى عدة مناطق.

أثر إيجابي

وأكد المحلل السياسي عبدالله الكبير أن فتح الحكومة الليبية الطريق الساحلي من جديد له أثر إيجابي على الاقتصاد الوطني.

وتابع الكبير للجزيرة نت أن عودة هذا الشريان الرئيسي للكثير من المناطق يسهم في زيادة حركة التبادل التجاري وتدفق السلع والوقود والخدمات إلى منطقة سرت ونواحيها بعد أن كان الكثير من الأعمال معطلا بسبب إغلاق الطريق.

وأفاد الكبير بأن التجار تكبدوا خسائر كبيرة بسبب استمرار إغلاق الطريق الساحلي وتوقف أعمالهم، مشيرا إلى أن المصحات والمستشفيات العلاجية والفنادق والأسواق ستنتعش بمجرد عودة الحياة إلى طبيعتها.

المصدر : الجزيرة