تدعم شركاتها للتنافس مع الصين.. قمة الأطلسي: تقدم التقنيات الناشئة يمثل تهديدا جديدا

مؤتمر صحفي للأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ (الجزيرة)

خلصت قمة الحلف الأطلسي إلى توصيات عدة، كان من اللافت فيها عدّ قادة الدول الكبرى التقنيات الناشئة تهديدا جديدا، حسب بيانهم الختامي، وذلك على الرغم من استثماراتهم الباهظة فيها.

ووفق البيان الختامي للقمة، المنعقدة في بروكسل، التي اختتمت فعالياتها أمس الاثنين، فإن الحلفاء قالوا إن بلدانهم تواجه تحديات إزاء صعود العلوم والتقنيات الناشئة في دول منافسة إذ أسهمت في حدوث بوادر تقدم صيني.

فقال الزعماء "نواجه بصورة متزايدة تهديدات سيبرانية وهجينة وغيرها من التهديدات غير المتكافئة، بما في ذلك حملات التضليل، والاستخدام الضار للتقنيات الناشئة والمدمرة المتزايدة التعقيد".

وأضاف البيان أن "التقدم السريع في المجال الفضائي يؤثر في أمننا".

ورأى الحلفاء أن الهجمات السيبرانية والهجمات الفضائية يمكن أن "تؤدي إلى تفعيل المادة الخامسة من المعاهدة" التي تُلزم الحلفاء مساعدة البلد المستهدف.

برز مصطلح "السيادة الرقمية" في الغرب بعد ظهور مؤشرات تقدم في الصين وروسيا في بعض نواحي التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي.

السيادة الرقمية

وقد برز مصطلح "السيادة الرقمية" في الغرب بعد ظهور مؤشرات تقدم في الصين وروسيا في بعض نواحي التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، وتصاعدت الدعوات في الغرب إلى احتواء هذا التقدم في أقرب وقت.

ويتصدر التهديد الصيني للريادة الأميركية في مجال تكنولوجيا المعلومات تفكير مؤسسة السياسة في أميركا وفي دول أخرى صناعية كبرى، مثل ألمانيا وفرنسا، لا تريد أن تتأخر كثيرا في السباق بين الشركات الناشئة في الولايات المتحدة والصين.

وندّد الحلفاء في بيانهم الختامي بـ"تكثيف الأنشطة الهجينة" لا سيما "محاولات التدخل في الانتخابات والاستحقاقات الديمقراطية لدول التحالف"، و"حملات التضليل الواسعة النطاق"، و"ممارسات سيبرانية ضارّة تستهدف عمل البنى التحتية الحيوية لدول التحالف وتعوقها".

وأعرب الحلفاء عن "قلقهم" إزاء "الطموحات المعلنة والسلوكات الحازمة للصين" التي تمثّل "تحديات للنظام الدولي القائم على قواعد، وفي مجالات تكتسي أهمية لأمن التحالف".

ومع هذا فإن الحلفاء أعربوا عن رغبتهم مواصلة "حوار بنّاء" مع بكين "متى أمكن"، ودعوا الصين إلى "احترام تعهّداتها الدولية وإلى التحلي بالمسؤولية في المجالات الفضائية والسيبرانية والبحرية بما يتناسب مع صفتها دولة عظمى".

تهديدات صينية

وتتنافس الصين بقوة مع الولايات المتحدة في مجال تكنولوجيا المعلومات والمجال السيبراني الناشئ، كما تتفوق الصين عمليا على الاتحاد الأوروبي في هذا المجال، رغم أن عدد الشركات الصينية التي حصلت على تمويل نقدي يتجاوز مليون دولار أو أكثر يبلغ 398 شركة مقابل 890 شركة في الاتحاد الأوروبي و2130 شركة في الولايات المتحدة.

ومن المجالات الأخرى التي تزعج الدول الغربية التنافس الصارخ  في مجال الذكاء الاصطناعي بين الدول وحجم إنتاج المكونات الصلبة في مجال تكنولوجيا المعلومات، الذي يعدّ مؤشرا واضحا على القوة في هذا المجال.

وتعدّ مسألة التنافس بين الدول والأمم في مجال الذكاء الاصطناعي وسيلة قوية في يد رجال السياسة للترويج لأهمية الاستثمار الحكومي في هذا المجال واستصدار تشريعات مؤيدة لهذه الصناعة.

وكانت مجموعة "متحدون من أجل الشركات الناشئة" التي تمثل الشركات الناشئة أمام واضعي القوانين في العالم قد أوردت منذ أسابيع أن الاتحاد الأوروبي وافق على ما يسمى "بقواعد معيارية" ستساعد مساعدة فعالة على تحسين أجواء العمل أمام الشركات الناشئة ورواد الأعمال خصوصا في المجالات التنافسية والتكنولوجيا في دول الاتحاد الأوروبي كرد على تأخر أوروبا في هذا المجال مقارنة بالولايات المتحدة والصين.

ولطالما دعا مؤسسو الشركات التقنية المسيطرة في أوروبا إلى إصلاحات لمساعدة الشركات الناشئة على الازدهار والمنافسة مع الولايات المتحدة والصين اللتين أخرجتا عملاقة الشركات الرقمية في العالم.

يذكر أنه في الصين التي كانت إلى وقت قريب متأخرة عن أوروبا في هذا المجال تزدهر الآن شركات مثل "علي بابا" و"تنسينت" و"هواوي" و"شاومي"، والعديد غيرها، وجميع هذه الشركات أضخم بكثير من أكبر شركات أوروبا التقنية.

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان