مشروع سككي يربط العراق بإيران.. تحذير من قتل ميناء الفاو الكبير
ميناء الفاو الكبير يُهيئ العراق ليكون ممرا لـ16% من التجارة العالمية

لا يمتلك العراق حاليا خطوط سكك حديدية مع دول الجوار، ويعتمد في عمليات التبادل التجاري على المنافذ البرية والبحرية.
وبسبب الزيادة الكبيرة في عمليات توريد البضائع والسلع، وبهدف تقليل كُلف النقل، يسعى العراق لمد خطوط سكك حديدية مع دول الجوار، ومن تلك الخطوط المزمعة التي أقرت مؤخرا: خط "البصرة- شلامجة" الذي يربطها بإيران بطول 32 كيلومترا.
طهران وبغداد تستطيعان من خلال متابعة وتنفيذ قرارات اللجنة المشتركة بينهما، تحقيق أشواط مهمة من أجل الرُّقي الاقتصادي في كلا البلدين، بحسب ما صرّح بهِ الرئيس الإيراني حسن روحاني في فبراير/شباط الماضي، مشيرا إلى حل المشاكل التنفيذية ذات الصلة بمشروع طريق "شلامجة- البصرة" السككي، بالقول "نحن نعتبر أن هذا المشروع اقتصادي وتجاري بامتياز، ويصبّ في تعزيز وزيادة قنوات الاتصال بين البلدين".

التبادل التجاري
وبحسب أرقام رسمية، فخلال العام الماضي صدّرت إيران نحو 20 مليونا و800 ألف طن من مختلف المنتجات وبما يعادل 5 مليارات و900 مليون دولار إلى العراق؛ وتطمح إلى زيادة هذا الرقم إلى 20 مليار دولار سنويا.
وتحولت إيران إلى مصدر رئيسي للسلع في العراق، لأسباب مرتبطة بالقرب الجغرافي مما يعني كلفة نقل أقل، وتنافسية أكبر للسلع الأجنبية الأخرى، في وقت يضعف فيه الطلب على المنتج العراقي.
ويرى مدير عام الشركة العامة للسكك الحديد في العراق (حكومية) طالب الحسيني، أن العراق -ولموقعه الجغرافي المهم- يستطيع من خلال الربط السككي تعظيم إيراداته المالية.
وأضاف الحسيني للجزيرة نت أن الحكومة الحالية برئاسة مصطفى الكاظمي تعمل على إنجاز مشاريع الربط السككي، ولديها الرغبة الحقيقية للربط مع دول الجوار، وذلك لأهميتها في قطاع النقل، إذ تعتبر ركيزة أساسية لتطور البلدان وانتعاشها الاقتصادي والحضاري.

وكشف الحسيني أيضا عن إعداد الشركة العامة للسكك الحديد دراسات ومخططات ولقاءات مع بعض دول الجوار من الناحية الفنية، لتحقيق جدوى اقتصادية كبيرة في الربط السككي.
وتوقع أن تمر 16% من التجارة العالمية من خلال العراق، لكونه جزءا من منظومة "طريق الحرير" الذي سيقوم بربط قارة آسيا بأوروبا، بعد أن يتم تفعيل الربط السككي مع تركيا.
وكان مجلس الوزراء العراقي برئاسة الكاظمي، قد أقر نهاية الشهر الماضي إنشاء خط سكة حديدية بين البصرة وشلامجة.
وتشير التوقعات إلى بدء تنفيذ مشروع الربط السككي بين العراق وإيران في غضون 3 أشهر.
وتسعى طهران من خلال هذا الربط إلى الوصول إلى ميناء اللاذقية السوري في البحر الأبيض المتوسط، فضلا عن إيصال تجارتها للعراق وربطه بميناء "الإمام الخميني" الواقع على الجانب الإيراني من الخليج العربي.
قتل ميناء الفاو
وحذر الاستشاري في السياسات العامة العراقية مناف الصائغ من أن مشروع الربط السككي بين البصرة وشلامجة سيؤدي إلى إفراغ الأهمية الاقتصادية لميناء الفاو الكبير الذي يجري إنشاؤه حاليا.
وأشار إلى أن المشروع السككي مع إيران لا يعطي الفعالية الحقيقية لميناء الفاو، وسيقتل الفكرة الأساسية للمشروع العملاق.
ولفت إلى أن ميناء الفاو الكبير يعتبر من المشاريع العملاقة على مستوى العالم، وينتظر أن يلعب دورا مهما في حركة التجارة العالمية، وتحديدا لنقل البضائع من قارة آسيا إلى أوروبا وبالعكس، بكلفة مالية أقل وفترة زمنية أقل.
وأضاف الصائغ للجزيرة نت أنه يفترض أن يرتبط ميناء الفاو عند اكتماله بسكة حديدية بين البصرة وتركيا مرورا إلى أوروبا، لتتوزع السلع والبضائع المنتجة من دول الشرق الآسيوي.
ويعتبر العراق المكان الأهم بين قارات العالم، وذلك لمكانته الجغرافية التي يتمتع بها، إذ تحده من الشمال تركيا ومن الشمال الغربي سوريا ومن الغرب الأردن، أما في الجنوب الغربي فتحاذيه السعودية وإلى جوارها الكويت التي تحاذي العراق من الجنوب، أما من جهة الشرق فإيران التي تمتد حدودها معه من زاخو إلى الفاو، وهي أكبر حدود مشتركة مع العراق بين الدول المجاورة.
وتأمل الصين في أن يكمل العراق تنفيذ ميناء الفاو الكبير وينجز المرحلة المكملة له، وهي القناة الجافة، لربط العراق بتركيا عن طريق الربط السككي الذي سيحقق -وفقا للصائغ- موارد مالية ضخمة، من خلال التعاملات التجارية الدولية وعمليات النقل، إضافة إلى الاستيفاءات الجمركية.