رمضان وارتفاع الأسعار.. ما أكثر المواد استهلاكا في الجزائر؟

انتشر في السنوات الأخيرة في الجزائر المتلاعبون بالسوق الذين يطبقون نظرية "قانون العرض والطلب".

تعد الخضار من أكثر المواد استهلاك خلال رمضان
الخضراوات تعد من أكثر المواد استهلاكا في الجزائر في شهر رمضان (الجزيرة)

عاش الشارع الجزائري قبيل شهر رمضان ارتباكا بعد ارتفاع أسعار مختلف المواد الاستهلاكية، وككل سنة تتهافت العائلات قبل الشهر الفضيل لاقتناء الأساسيات لتُفاجأ بالزيادات التي باتت مرتبطة برمضان إذ تتغير فيه الأسعار.

"في الأعياد والمناسبات لا توجد تخفيضات"، شعار اتخذه بعض التجار في الجزائر، فبدل السعي للتسهيل على المستهلك، تلتهب السوق وتتضاعف أسعار بعض المواد مرتين و3 و4، خصوصا تلك التي يزداد عليها الطلب في شهر الصيام.

وانتشر في السنوات الأخيرة في الجزائر المتلاعبون بالسوق، فباتت تطلق عبر مواقع التواصل الاجتماعي شائعات عن نقص المواد الأساسية وندرتها ليدفع ذلك المواطنين إلى الهلع بغية الحصول عليها.

هذا الأمر ينطبق على مادة "الزيت" التي استهدفها كثيرون بعدما انتشر خبر ندرتها في السوق، وأصبحت تباع بوسائل غير قانونية، فحُجز على عشرات مستودعات الاحتكار التي خبّأ فيها التجار مئات اللترات من الزيت، لرفع سعره مع دخول رمضان.

وأثر فرض المصانع على تجار الجملة التعامل بالفاتورة -منذ مطلع السنة الحالية- في وفرة مادة الزيت في سوق التجزئة بعدما أصبحت تفرض ضريبة عليها ليتقلص هامش الربح لديهم إلى نحو 0.035 دينار جزائري للتر الواحد من الزيت و3 دنانير لعبوة الـ5 لترات (الدولار يعادل 133 دينارا جزائريا).

أربك ارتفاع سعر الزيت قبيل رمضان المستهلك الجزائري
ارتفاع سعر الزيت قبيل رمضان أربك المستهلك الجزائري بعدما بات يباع بوسائل غير قانونية (الجزيرة)

الخبز والخضراوات والفواكه

رأى رئيس الجمعية الوطنية للتجار الجزائريين، الحاج طاهر بولنوار، أن الخبز من أكثر المواد استهلاكا لدى الجزائريين، ويرتفع الطلب عليه في الشهر الفضيل إذ تحرص العائلات على تنويع الموائد بأصناف مختلفة منه.

وأكد بولنوار -في تصريحه للجزيرة نت- أن الجزائريين يستهلكون 1.2 مليار خبزة في الشهر الفضيل، أي بمعدل 40 مليون وحدة يوميا في رمضان.

في حين أن 3 ملايين خبزة على الأقل تكون عرضة للتبذير يوميا -حسب تقديرات الهيئات والخبراء- أي خسارة مالية تفوق 30 مليون دينار جزائري، وتبلغ قيمة الخبز المبذّر سنويا 13 مليار دينار (نحو 98 مليون دولار)

وتسير العادة الاستهلاكية الجزائرية وفق السنّة الإسلامية، فيحرص الجزائريون على الإفطار على التمر يوميا فيجعله ذلك من بين أكثر المواد الغذائية استهلاكا، في حين تعدّ الفواكه بوجه عام إحدى أهم المواد التي تتطلبها الموائد الجزائرية.

ويستهلك الجزائري في شهر رمضان -حسب رئيس جمعية التجار الجزائريين- نحو مليون طن من الخضراوات والفواكه، مقابل معدل سنوي عام يبلغ 800 قنطار في الأيام العادية.

ويعود سبب الاستهلاك الكبير للخضراوات والفواكه في الشهر الفضيل إلى دخولها في تكوين مختلف الأطباق التقليدية. ورغم زيادة أسعارها قبيل رمضان فإن مختلف الدعوات لمقاطعة المنتجات المتلاعب بأسعارها باءت بالإخفاق.

المواد الأكثر استهلاكا
الطلب على الخبز يرتفع في الشهر الفضيل إذ تحرص العائلات على تنويع الموائد بأصناف مختلفة منه (الجزيرة)

اللحوم

ويعد اللحم الأبيض والأحمر أيضا ضمن أكثر المواد استهلاكا لدى الجزائريين في شهر رمضان، ويستهلك الجزائر -حسب طاهر بولنوار- 100 ألف طن، في حين يراوح استهلاكه في الأيام العادية من 50 إلى 60 ألف طن شهريا.

وتراوح أسعار اللحوم في شهر رمضان بين 1500 دينار (نحو 14 دولارا للكيلو) من لحم الغنم، و1700 دينار أي (نحو 16 دولارا) للحوم البقر، و500 دينار (5 دولارات) للدّجاج.

وتختلف أسعار اللحوم من منطقة إلى أخرى، فيرتفع سعرها وجودتها كلما ابتعدنا عن المناطق التي تشتهر برعي الغنم، لتكون أسعار اللحوم في عاصمة البلاد أكثرها غلاء بسبب التجار المضاربين، وفق مراقبين.

المصدر : الجزيرة