أموالك ستكون رقمية مستقبلا.. لكن هل ستكون ذكية؟
في ظل اتجاه دول العالم نحو إصدار عملاتها الرقمية، تُطرح أسئلة كثيرة بشأن طبيعة المعاملات المالية ومدى سهولتها مستقبلا.
وفي تقرير نشره موقع "بلومبيرغ" (Bloomberg) الأميركي، يقول الكاتب آندي موخرجي إن النظام المالي في المستقبل سيكون مرتكزا على الإنترنت، لكن عندما يتعلق الأمر بسداد المدفوعات التي تعتمد على تسليم منتج أو خدمة أو أصل، فإن التكنولوجيا الحالية ستصبح مرهقة عندما يصبح كل شيء متصلا بالإنترنت.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsتعرف على الدول الأكثر استخداما للعملات الرقمية في العالم
التحليلات المالية تظهر اتجاه المغرب نحو اعتماد الدرهم الرقمي.. فهل سيخوض غمار هذه الخطوة؟
اليوان الرقمي.. ماذا قالت الصين عن عملتها المشفرة؟
هنا يأتي دور "المال الذكي" أو "المال القابل للبرمجة"، حيث ستحسب سلاسل رقمية مشفرة، تعمل وفق تقنية "الأستاذ الموزع" (Distributed ledger) -مثل سلسلة كتل "إيثريوم" (ethereum)- وستطبق شروط نقل القيمة من طرف إلى آخر.
الاتجاه نحو العملات الرقمية
كانت عملة "ساند دولار" (Sand Dollar) الخاصة بجزر الباهاما أول عملة رقمية في العالم يصدرها بنك مركزي، لكنها لن تكون الوحيدة في الفترة القادمة، وتستعد عدة دول لطرح عملاتها الرقمية الرسمية، بينها الصين والسويد. من جهتها، شكلت بريطانيا فريق عمل لاستكشاف آفاق إصدار عملة "البريتكوين"، وإذا سارت الأمور بشكل طبيعي، فمن المنتظر قريبا أن يصدر اليورو الرقمي، وأن تعلن الولايات المتحدة بدورها عن عملتها الفدرالية الرقمية.
لكن هناك حذرا من هذه التجربة لأكثر من سبب؛ حيث تخشى بعض البنوك المركزية التأثير المتزايد للعملات المشفرة مثل البتكوين، في حين يشعر آخرون بالقلق إزاء القوة السوقية المتزايدة لشركات التجارة الإلكترونية وخدمات الدفع، التي تحتفظ ببيانات ضخمة من مليارات المعاملات.
كما أن المنافسة الشديدة بين الولايات المتحدة والصين على الهيمنة المالية دافع آخر للقلق من إصدار العملات الرقمية. وفي خضم الجدل المتزايد حول مستقبل المعاملات النقدية، يتساءل المستخدم العادي عن الفوائد التي قد يجنيها من التعامل بالعملات الرقمية.
البرمجة الذكية
العملات الرقمية التي ستصدرها البنوك المركزية ستجعل الآلات المتصلة ببعضها البعض عبر الإنترنت تنهي المعاملات بشكل تلقائي دون الحاجة إلى طلب موافقتنا في كل مرة، ومع صدور العملات الرقمية الرسمية سيتم انتقال الأموال بسهولة عبر البنوك من حساب إلى آخر، لكن بشرط الانتقال إلى تكنولوجيا المال القابل للبرمجة.
ودون هذه البرمجة لن يكون الانتقال إلى عالم النقود الرقمية عملية سهلة؛ فتخيل أن تصلك رسالة نصية من البنك خلال اجتماع عمل تطلب منك التحقق من صحة مدفوعات سيارتك الذكية في محطة الوقود أو موقف السيارات، سيتطلب الأمر رسالة نصية أخرى من كمبيوتر السيارة للتأكد من الحصول على الخدمة مقابل المبلغ المدفوع، وقد تطلب السيارة الإذن بإنفاق 23 دولارا إضافيا.
في الواقع، من شأن النقود القابلة للبرمجة أن تجعل الحياة أكثر سهولة، ويدرس فريق خبراء تابع للبنك الاتحادي الألماني 9 حالات استخدام محتملة، تشمل دفع الفواتير، والمدفوعات غير المنجزة إلكترونيا، والتحويلات المالية الدولية، والمعاملات من آلة إلى آلة.
وحسب الكاتب، فإن البرمجة الذكية للعملات الرقمية هي الطريقة الأمثل لتسهيل المعاملات البنكية الإلكترونية، كما أن هذه البرمجة ستكون مفيدة على مستوى شخصي، حيث ستضمن لنا الأموال التي نضعها في محفظة السيارة التزود بالوقود ودفع رسوم مواقف السيارات بشكل تلقائي.