ماذا تكبد الاقتصاد الإسرائيلي نتيجة الحملة العسكرية الحالية؟
بحسب جمعية المصنّعين بإسرائيل، قُدّرت تكلفة القوى العاملة في الأيام الثلاثة الأولى من العمليات بحوالي 540 مليون شيكل (165 مليون دولار).
كم تكلف الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد المقاومة في غزة؟ للإجابة عن ذلك، يجب النظر في عدد من الجوانب المختلفة للاقتصاد.
يقول الكاتب زيف ستاب في تقريره الذي نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إنه من الجانب العسكري، تم إطلاق آلاف صواريخ القبة الحديدية على صواريخ المقاومة، حيث تبلغ تكلفة كل من صواريخ القبة ما بين 50 إلى 80 ألف دولار، وفقا لتقديرات مختلفة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsبعد ساعات من نقل الرحلات إليه.. القسام تقصف مطار رامون وشركات طيران دولية تلغي رحلاتها لإسرائيل
فورين بوليسي: صفقة الإمارات تضع إسرائيل في قلب اقتصاد الخليج
8 تساؤلات حول التعاون العسكري والاقتصادي بين الهند وإسرائيل
وأضاف هناك أيضا تكاليف كبيرة لقرار الجيش استدعاء 7 آلاف جندي احتياطي، على أن تدفع رواتبهم من قبل مؤسسة التأمين الوطني، فضلا عن مئات الضربات الجوية التي نفذها الجيش، وهذه الأرقام في ارتفاع مستمر.
في غضون ذلك، تبلغ التكلفة التي يتحملها القطاع الخاص في إسرائيل حوالي 180 مليون شيكل إسرائيلي يوميا (55 مليون دولار)، وفقا لتحليل أجراه قسم الاقتصاد في اتحاد المصنّعين.
أضرار
وتابع الكاتب أن جمعية المصنّعين قدّرت تكلفة القوى العاملة في الأيام الثلاثة الأولى من العمليات بحوالي 540 مليون شيكل (165 مليون دولار). وأشار هذا التقييم إلى الأضرار التي لحقت بأنشطة الأعمال والمنشآت الصناعية وفقا لإرشادات قيادة الجبهة الداخلية، والتي أشارت إلى أنه بين 11 و13 مايو/أيار الحالي، لم يتم تنفيذ أي عمل كامل في المناطق الجنوبية والوسطى.
ويعتمد هذا التقدير على تكلفة يوم العمل، بافتراض أن حوالي 35% من المشتغلين في المنطقة الجنوبية كانوا متغيبين عن العمل، إلى جانب حوالي 10% في المنطقة الوسطى.
وقالت الجمعية -بحسب الصحيفة- إن هذا التقدير لا يأخذ في الاعتبار الأضرار المالية الناجمة عن الأضرار المباشرة التي لحقت بالمصانع أو الربحية، أو الأضرار غير المباشرة مثل تلك التي لحقت بسمعة العملاء في الخارج وإلغاء المعاملات وعدم الامتثال للجداول وعوامل أخرى.
وأضاف التقرير أنه عندما يتم أخذ هذه الجوانب في الاعتبار، فإن التكلفة الإجمالية لقطاع الأعمال ستكون أعلى بكثير.
ودعا رئيس رابطة المصنّعين رون تومر الحكومة الإسرائيلية إلى الإسراع في ترتيب مدفوعات الرواتب للموظفين المتغيبين عن العمل، من أجل ضمان راحة العاملين وأصحاب العمل.
مئات الملايين
وتضررت بالفعل آلاف المنازل والعربات والممتلكات الخاصة بسبب العمليات، وتقدر تكلفة هذا الضرر حتى الآن بمئات الملايين من الشيكلات.
وتأتي الحملة العسكرية الحالية بعد عام أجبرت فيه جائحة فيروس كورونا الحكومات في جميع أنحاء العالم على زيادة الإنفاق على الرعاية الاجتماعية، ورفع مستويات قياسية من الديون.
وانخفض نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في إسرائيل في عام 2020 بنسبة 4.3%، مع زيادة الإنفاق الحكومي بنسبة 22.5% وانخفاض الإيرادات الضريبية.
وفي حين أن النشاط الاقتصادي داخل البلاد قد انتعش بسرعة، وانخفض معدل البطالة بشكل أسرع من المتوقع في الأشهر الأخيرة إلى 8% حاليا، فإن الانتعاش الاقتصادي هش ولا تزال العديد من القطاعات معرضة بشدة للصدمات، بحسب الصحيفة.
وأوضح الكاتب أن التصنيفات الائتمانية السيادية لإسرائيل كانت قوية، على الرغم من تكاليف فيروس كورونا، ومع ذلك فإن "العنف المطول قد يعرّض ذلك للخطر".
ويوم الخميس، قالت وكالة "فيتش" (Fitch Ratings) -وهي إحدى الوكالات التي تساعد تصنيفاتها المستثمرين الدوليين على تقييم القرارات المالية- إن "القتال المطول قد يشكل تهديدات لتوقعات التصنيف الإسرائيلي".