في ظل العمل من المنزل.. كيف تخفض من فواتير الكهرباء؟
نظام العمل عن بعد أدى إلى زيادة استهلاك الطاقة.. وتكلفة أجهزة التكييف هي الأكثر ارتفاعا

أدى تعميم نظام العمل عن بُعد إلى زيادة استهلاك الطاقة، فكيف يمكننا السيطرة على تضخم الفواتير؟
قال الكاتب فريدريك دي مونيكو، في تقرير نشرته صحيفة "لوفيغارو" (lefigaro) الفرنسية، إن التثبت من تفاصيل فواتير الكهرباء في الظروف العادية أمر عرضي ونادر الحدوث، ولكن في ظل الجائحة، بات الناس أكثر انتباها إلى الفواتير، وإذا عُرِف السبب بطل العجب، إذ إن الساعات الطويلة من العمل عن بُعد تزيد من استهلاك الطاقة سواء من أجل التكييف أو الإنارة أو تشغيل الحاسوب، فما مقدار الزيادة التي ندفعها، والأهم من ذلك كيف يمكننا خفض هذه الفاتورة؟
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالأكثر انتشارا وفاعلية.. 5 طرق سهلة لتوفير المال
إليك 7 طرق ذكية وبسيطة لتوفير المال عند التسوق
للادخار وتوفير المال.. 7 قرارات مالية لا بد من اتخاذها
تأثير العمل عن بُعد
إن توزيع التكاليف على مختلف الاستخدامات المنزلية يكون كالتالي: يكلف التكييف في المعدل حوالي ثلثي مصاريف الكهرباء، في حين يكلف تسخين الماء حوالي الخُمس، وتذهب البقية للطبخ والإنارة والأجهزة الإلكترونية مثل الحاسوب والهاتف والجهاز اللوحي.
توجد في فرنسا شركة ناشئة اسمها "هالو وات" (Hello Watt) متخصصة في تقديم المشورة للأفراد بشأن استهلاك الطاقة، وقد أجرت دراسة حول تأثير العمل عن بُعد.
يقول سيلفان لوفلير -مؤسس هذه الشركة الناشئة- "بالنسبة لتسخين الماء فإن الاستهلاك لم يتغير كثيرا، في المقابل ارتفعت كلفة التكييف بمعدل 13% سنويا، وارتفع استهلاك الأجهزة الإلكترونية بنسبة 33%، فيما تضاعف استهلاك الطبخ".
أُنجزت هذه الإحصاءات بناء على استهلاك منزل لعائلة من 4 أشخاص، يعمل فيه الأب والأم عن بُعد، وفي المجمل، فإن الزيادة العامة في استهلاك الكهرباء بلغت 17%.

زيادة تكاليف الكهرباء
هذه الزيادة في الاستهلاك تنعكس على الفاتورة، ففي الفترات العادية، تصل فواتير الكهرباء سنويا إلى ألفي يورو بالنسبة لمنزل فيه طفلان ويتم تكييفه بالكهرباء، أي بمعدل 167 يورو شهريا، ومنذ تعميم العمل عن بُعد، ارتفعت الكلفة السنوية إلى 2350 يورو، أما التكييف الذي يكلف 110 يوروهات شهريا، فقد ارتفع إلى 124 يورو، وتستهلك الأجهزة الإلكترونية 7 يوروهات إضافية، حيث ارتفعت كلفتها من 30 إلى 37 يورو، وتذهب ما بين 8 و10 يوروهات إلى الطبخ.
وحسب سيلفان لوفلير فإن فاتورة الإنارة والأجهزة الإلكترونية والأجهزة المنزلية لم تتغير كثيرا، فعلى الرغم من أن الأضواء باتت مشتعلة لوقت أطول من المعتاد فإن هذا لم يصل إلى حد تغيير التوازنات في الفاتورة.
وأشار الكاتب إلى أن أغلب المستهلكين لا يستطيعون مراقبة فواتيرهم بهذه الدقة التي تقدمها "هالو وات"، ولكن سُجل تزايد واضح في أعداد المهتمين بمعرفة هذه التفاصيل.
في هذا الصدد، أنشأت هذه الشركة الناشئة موقعا إلكترونيا وتطبيقا للهاتف الذكي يسمحان لكل منزل بقياس استهلاك الكهرباء، ومنذ بداية الأزمة الصحية التي يشهدها العالم، بات أصحاب المنازل المسجلة في هذا الموقع يزورونه 5 مرات شهريا لمتابعة الاستهلاك.
التحكم في الفاتورة
بعد ملاحظة هذا الارتفاع في الكلفة، كيف يمكننا التحكم في الفاتورة؟
من بين الحلول تغيير المزود بالكهرباء، يقول سيلفان لوفلير "يمكننا توقع انخفاض بنسبة 10 أو 15% من الكلفة، وسوق تزويد الأفراد بالكهرباء تشهد منافسة كبيرة، والمزودون مستعدون لبذل جهود كبيرة من أجل جذب عملاء جدد".
يمكن أيضا الانضمام إلى تجمعات وتحالفات من أجل تحسين شروط التفاوض، حيث ينخرط البعض في جمعيات للمستهلكين ويستعينون بخبراء لمقارنة الأسعار أو مكاتب استشارات، وعندما تكون لهذه الجمعيات قائمة طويلة من العملاء، فإنها تتصل بكل المزودين من أجل الحصول على أفضل التعريفات.
تمكنت "هالو وات" من الحصول على تخفيض بنسبة 18% على سعر الكيلووات في الساعة من خلال اتفاقية مع الشركة المزودة "ميغا إنرجي" (Mega Energy)، حدثت هذه العملية بعد أيام قليلة من الزيادة الجديدة في تعريفة الكهرباء والغاز التي أقرتها اللجنة الفرنسية لتنظيم الطاقة.
منذ سنوات، تشهد أسعار الطاقة ارتفاعا متواصلا، بلغ أكثر من 50% بالنسبة للكهرباء خلال 10 أعوام، وتعزى هذه الزيادة في جزء منها إلى ارتفاع الضرائب، على غرار ضريبة المساهمة في الخدمة العامة للكهرباء، الموجهة لتمويل الطاقات المتجددة.

ترك الأجهزة في وضع الاستعداد
يمكن لبعض الخطوات الاقتصادية أن تسهم في خفض الاستهلاك، فعلى سبيل المثال، يمكن ترك الأجهزة في وضع الاستعداد وبرمجة بعض الأجهزة الأخرى لتعمل في ساعات محددة في النهار، ويجب أيضا التثبت من تناسب قوة الكهرباء مع الاحتياجات الحقيقية للمنزل، فكلما زادت قوة التيار الكهربائي زادت التعريفة.
لإجراءات الاقتصاد في الطاقة تأثير حقيقي، حيث تؤكد الدراسات أنها تخفض الفاتورة، وحسب الوكالة الفرنسية للانتقال الإيكولوجي، فإن خفض التدفئة بدرجة واحدة يؤدي لتوفير حوالي 7% من الفاتورة، كما أن تحسين طريقة بناء المنزل، مثل القيام بعزل الجدران، واختيار أجهزة منزلية أكثر كفاءة، يساعد في خفض الفاتورة.